أظهر تقرير حديث حول الانتخابات الرئاسية المبكرة أن أهم مطالب الشباب من الرئيس الجديد عبدربه منصور هادي هي الحد من البطالة وتوفير فرص عمل للشباب ومحاكمة المتهمين بقتل الشباب في الساحات وبناء الدولة المدنية. وأشار التقرير الذي أصدره مركز أبعاد للدراسات والبحوث إلى أن أهم أولويات الرئيس من وجهة نظر الشباب هي "إعادة هيكلة المؤسسات العسكرية وحل القضية الجنوبية، وأن أهم التحديات هي جماعات العنف بينها الحوثيون والحراك الانفصالي المسلح والقاعدة وبقايا نظام الرئيس صالح". تحديات هادي وقال تقرير أبعاد إن الشباب في خمس ساحات تم استطلاعها في صنعاءوعدن وإب وحضرموتوالبيضاء أجمعوا على أن جماعات العنف ممثلة بالحوثيين والحراك الانفصالي المسلح والقاعدة وبقايا نظام الرئيس صالح وعائلته تعد أبرز التحديات التي ستواجه الرئيس عبد ربه منصور هادي خلال الفترة الانتقالية، إضافة إلى خطورة استمرار المظاهر المسلحة المنتشرة في عدد من العواصم والمدن اليمنية وكذلك أعمال العنف والفوضى التي تفتعلها بعض الجماعات بمساندة قيادات محسوبة على النظام السابق، ومستفيدة من حالة الانفلات الأمني. وحسب التقرير فإن هناك تحديات أخرى أمام الرئيس هادي ذكرتها استطلاعات الرأي مثل "الإرث الكبير الذي خلفه النظام السابق من فساد ورشوة ونهب للمال العام ووضع اقتصادي ومعيشي متدهور وحروب وثارات قبلية ونعرات طائفية ومذهبية وقتلٍ للأبرياء من شباب الثورة والسكان المدنيين". * - تنظيم القاعدة هو الآخر كان سبباً وراء إيقاف دائرتين في جعار وزنجبار مطالب الشباب وأوضح التقرير أن مطالب الشباب المشاركين في قياس الرأي اختلفت حسب اهتمامات واحتياجات كل محافظة على حده وكذلك الظروف التي يعيشها الشباب هنا أو هناك، فجاء الحد من البطالة وتوظيف الشباب وتوفير فرص عمل لغير المتعلمين منهم على رأس قائمة المطالب تليها مطالب بمكافحة الفقر ومحاربة الظلم والفساد والاستبداد والاهتمام بالعملية التعليمية وإتاحة التعليم المجاني والمتخصص للجميع، ومحاكمة أركان النظام السابق وبناء الدولة المدنية وتوفير الرعاية الكاملة لأسر الشهداء والجرحى - حسب التقرير. الأولويات وتصدرت إعادة هيكلة مؤسسات الجيش والأمن قائمة الأولويات التي يجب على الرئيس الجديد القيام بها من وجهة نظر شباب ساحتي صنعاءوالبيضاء، تلتها الأمن والاستقرار وتلبية مطالب الشباب ومحاربة الفساد وإقالة كافة رموزه ومحاسبتهم وحل القضية الجنوبية ومشكلة صعدة والصراعات الطائفية. فيما احتلت القضية الجنوبية المرتبة الأولى في الأولويات التي تنتظر الرئيس هادي في عدنوحضرموت، تليها أولويات إنعاش الاقتصاد وتحقيق العدالة والتنمية وإعادة الحقوق المنهوبة والدعوة إلى حوار شامل ومصالحة وطنية لا يستثني أحداً. تعليم ونفط وكون معظم المستهدفين في قياس الرأي هم شباب ساحة التغيير فإن التقرير أشار إلى أن معظم المستطلعة آراؤهم تمنوا على رئيس الجمهورية الجديد أن يضع العلم والتعليم في مقدمة اهتماماته خلال المرحلة القادمة، كما رأى غالبية الشباب في ساحات التغيير أن من بين الأولويات التي يفترض على الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي العمل بها بالتعاون مع حكومة الوفاق الوطني حل أزمة الوقود (المشتقات النفطية) وإعادة أسعارها إلى ما كانت عليه في السابق وتخفيض أسعار السلع الغذائية الضرورية وتوفير كافة الخدمات الأساسية من كهرباء وماء، والتخفيف من معاناة المواطنين وتحسين مستواهم المعيشي. * - عدد المعتقلين بصعدة من الناشطين في أحزاب المعارضة والمسؤولين على حملة مرشح الرئاسة التوافقي حوالي 22 معتقلاً وأفرج عن ثمانية منهم الثورة والنظام: وأكد تقرير أبعاد أن " غالبية المشاركين في استطلاع الرأي من شباب ساحات التغيير في صنعاءوحضرموتوعدن يرون أن الرئيس عبد ربه منصور هادي هو أقرب للثورة منه إلى النظام، مستندين على قضية قبوله بالترشح للرئاسة رغم معرفته المسبقة للمخاطر، ومعتبرين أن ذلك لا يأتي إلا من صاحب مشروع وطني يسعى من خلاله إلى إخراج البلاد من الأزمة الراهنة، وانه لم يظهر أي عداء للثورة والشباب في الساحات والأكثر تفهماً لمطالبهم وتطلعاتهم والأقرب للتحاور معهم". الديمقراطية والعنف وأوضح تقرير مركز أبعاد أن هذه الانتخابات كشفت عن تواضع القاعدة الشعبية لأربع حركات عنف في البلاد, وأن المستقبل في اليمن للحركات والأحزاب السياسية. وقال:" إن تنظيم القاعدة وجماعة الحوثيين والحراك الانفصالي المسلح إلى جانب الجماعات المصلحية التي ارتبطت مع النظام السابق كلها فشلت في محاولاتها إجهاض الانتخابات الرئاسية المبكرة بشكل عام، وإن كانت أوقفت أو عرقلت العملية في أماكن تواجدها". وأشار إلى أن قرار الحوثيين والحراك الانفصالي مقاطعة الانتخابات واستخدام السلاح والعنف ضد المدنيين قوض من التعاطف الشعبي مع قضاياهم وكشف الوزن الحقيقي لهم على الأرض، وهو ما سينعكس على الأداء السياسي المستقبلي وربما يعيد رسم خارطة جديدة للتحالفات. تواطؤ أمني وقال التقرير إن اللجان الانتخابية في عدن شهدت أعنف الهجمات من قبل الحراك الانفصالي مستخدمين السلاح الثقيل والخفيف، وأحرقت على إثرها صناديق ستة مراكز انتخابية، بينها مركز استهدف من قبل عسكريين محسوبين على قوات الأمن، فيما غادرت اللجان الانتخابية من 24 مركزاً انتخابياً لانعدام توفير الحماية الأمنية وانسحاب رجال الأمن من أربعة مراكز تحت ذريعة عدم استلام مستحقاتهم المالية، ومنع عسكريون وشخصيات محسوبة على الحراك المسلح المواطنين من الوصول إلى مقار اللجان الانتخابية كما حصل في المركز ( ج) بالدائرة 27 والمركز (س) بالدائرة 22، وتم الاعتداء على فرق الرقابة كما حصل مع فريق مركز أبعاد في المركز ( ح) بالدائرة 23. وفي شبوة منع الحراك المسلح إجراء الانتخابات في 44 مركزاً انتخابياً من أصل 199 مركزاً موزعاً في تسع دوائر انتخابية. أما حضرموت أوضح التقرير أنها شهدت إقبالاً متواضعاً بسبب التهديدات المسبقة لفصائل الحراك المسلح بالتصفية الجسدية، حيث أوقفت هجمات الحراك الانفصالي ثلاثة مراكز في المكلا ومركز انتخابي في سيئون، في حين أوقف قائد لواء عسكري محسوب على النظام فرز أوراق الاقتراع في دائرة الحورة- حسب التقرير. كما أشار التقرير إلى أن الحراك المسلح أوقف مركزين انتخابيين في الدائرة 124 بمكيراس في محافظة البيضاء القريبة من محافظة أبين، التي أوقف فيها الحراك هي الأخرى العملية الانتخابية في دائرتين بمنطقتي رصد وسرار، إلى جانب أن مواطني ثلاث دوائر أخرى في المحفد وجيشان واحور يتهمون اللجنة الإشرافية التي تقاسمها حزبا المؤتمر والاشتراكي إلى عرقلة إجراء الانتخابات فيها بسبب عدم إيصال صناديق الاقتراع بحجة مخاوف أمنية. القاعدة وحسب التقرير فإن تنظيم القاعدة هو الآخر كان سبباً وراء إيقاف دائرتين في جعار وزنجبار، وبذلك لم تتم العملية الانتخابية في ثلثي الدوائر، وجرت فقط في ثلاث دوائر هي لودر ومودية والوضيع إلى جانب إجراءها في جميع مراكز النازحين بعدن والمحافظات المجاورة. كما أشار التقرير إلى أن تنظيم القاعدة أوقف المركز (ص) الانتخابي في الدائرة 131 برداع في محافظة البيضاء، وتجنبت اللجنة الأصلية هناك إرسال اللجان الانتخابية إلى المركز (ق) بمنطقة المناسح. * - اللجان الانتخابية بعدن شهدت أعنف الهجمات من الحراك بالسلاح وأحرقت صناديق ستة مراكز انتخابية بينها استهداف مركز من عسكريين محسوبين على الأمن عنف الحوثيين وقال التقرير إن الحوثيين تسببوا في عرقلة وإيقاف الانتخابات في كثير من مراكز الدوائر بصعدة وحجة، وعمران، وشهدت المناطق التي يسيطرون عليها توترات وتهديدات للناشطين والناخبين. وتابع التقرير: "لقد أوقف الحوثيون الانتخابات في ثلاثة مراكز انتخابية بحرف سفيان بعمران، وثلاثة مراكز انتخابية في منطقة مستبأ بمحافظة حجة، وغيقاف كلي لحوالي 22 مركزاً انتخابياً موزعاً على ثمان دوائر في محافظة صعدة، في حين تمت عرقلة الانتخابات سواء بمنع الناخبين من الوصول إلى اللجنة أو التحجج بعدم امتلاك البطاقة الانتخابية في 15 مركزاً انتخابياً بصعدة أيضاً. وكشف التقرير أن عدد المعتقلين من الناشطين في أحزاب المعارضة والمسؤولين على حملة مرشح الرئاسة التوافقي حوالي 22 معتقلاً يوم الاقتراع 21 فبراير وأنه أفرج عن ثمانية منهم فقط، كما أن هناك معلومات عن اعتقال عدد من الناخبين. وجاء في التقرير: "لكن المثير هو مشاركة مسؤول أمني في مديرية (شدا) في عملية منع الناخبين من التصويت، وتمزيق الحوثيين للبطائق الانتخابية كما حصل في مركز(ي) بالدائرة 269 وأيضاً تسجيل أسماء الناخبين وتصويرهم وتهديدهم بالانتقام بعد الانتخابات".