قبل أسابيع من الآن كان جمهور وحدة عدن التواق إلى استعادة أمجاده يتغنى بلاعبي فريقه الكروي الذين أجادوا زرع الألق في مشوارهم، وحصد النقاط داخل الملعب وخارجه، رابطين أنفسهم من خلال ذلك بإمكانية أن يكون هذا الموسم محطة العودة إلى لعب الأدوار التي تليق بقيمة الكيان الأخضر بين الخصوم باعتباره أحد فرسان الكرة اليمنية في أزهى سنواتها وتاريخها. اليوم وبعد مرور عشر جولات من عمر مشوار الذهاب تغيرت الملامح، واكتسى محيط وحدة عدن ألوان أخرى غير التي كانت، بعدما صدم بانهيار لا يتوقف للاعبيه في مواجهات خصومهم في خمس جولات متتالية لم يجنِ فيها سوى نقطة أو نقطتين.. ليذهب بعيدا عن مواقع القمة التي كان قبل الانتكاسة زعيمها ومحور صدارتها.. وضع صعب ومقلق رسمت معالمه على كل أبناء ومحبي النادي الكبير الذي وجد نفسه في اتجاه يمر من خلاله على شبح لا يريدون مجرد ذكره إذا ما استمرت الأمور على حالها.. وضع تكسرت فيه الآمال والطموحات التي بدا أنها في طريقها لتتحقق بعدما تغير جلد الفريق العائد من دوري الثانية، وتم تطعيمه بعدد وافٍ من اللاعبين الذين يستطيعون صناعة الفارق المنتظر. الوحداوية الذين يضربون كفًا على كفٍ يبحثون عن السر عما أصاب لاعبيهم ليتساقطوا في الجولات الماضية أمام خصومهم، ويخسرون النقاط التي بلغت خسائرهم فيها في الجولات الأخيرة عدد ما كسبوه في مشوار الألق الأول مع انطلاق الدوري. فالانهيار الذي يرونه مخيفا في النتائج ينذر بما هو أصعب بعد أن توالت السقطات في ملعبهم كان آخرها لقاءهم الخاص مع التلال في دربي المحافظة الشهير. الحال يرمي بنفسه في اتجاه إدارته التي عجزت عن وضع الفريق مع بداية انطلاقته في أجواء مناسبة، فعكرت الأجواء ببعض التغييرات في جهازه الفني قبل أن تطيح برأسه المتمثل في الكابتن عبدالله مكيش الذي وجد نفسه بعد خسارة شعب صنعاء أمام تيار جارف كاد أن يعتدي عليه (لأسباب يقال إنها موجهة).. الإدارة الوحداوية ورئيسها عيدروس العيسي مسئولة بدرجة كبيرة عما يحصل، لأنها بكل أسف ارتضت أن تكون طرفا سيئا في إدارة الأمور في مرحلة مهمة حين كان الفريق في خمس جولات أولى يحقق النتائج الجيدة.. فكان يفترض أن تساهم بعقلانية وفهم ودراية في إبقاء الفريق في الاتجاه الذي بدأه بعيدا عن خلق أي شوائب، كما حصل، كما كان يفترض أن تبقى مساندة للمكيش الذي بدأ المشوار الرائع وكان بإمكانه استعادة الثقة حتى وإن خسر الفريق، إلا أن الإدارة التي لا يُعرف كيف تُدار؟!!.. ومن يتخذ قراراتها في ظل غياب رئيس النادي وسفره الدائم (للعلاج) - نسأل الله العلي القدير أن يمن عليه بالشفاء - كانت في محطة مختلفة للمتطلبات والمرحلة ليبدأ الفريق مرحلة أخرى مغايرة في كل شيء.. كان فيها الفريق يبدو وإنه دخل مرحلة العد العكسي فتدرج سلمة وراء أخرى حتى وصل إلى المركز الثامن الذي قد يخسره أيضا إذا لم تنتفض القدرات داخل الملعب وخارجه. اليوم هناك عمل مطلوب حتى لا يصل الفريق إلى مواقع اللا رجعة والدخول من مستنقع النفسيات الصعبة التي لا يجيد اللاعب اليمني التعامل مع ضغوطاتها النفسية العصبية التي ترتبط بالجماهير والنتائج.. لأن المشوار القادم سيكون صعبا وفية منافسات حامية تحتاج إلى معالجات خاصة تعيد الفريق إلى الواجهة عبر الانتصارات التي غابت وغيبت ما يتمناه الوحداوية بكل فئاتهم. إذا سننتظر الأدوار المسئولة التي تضع كرة القدم في وحدة عدن في ممرها اللائق.. ابتداءً من الجولة القادمة التي لم يعد فيها المجال يسمح لخسارة جديدة !!.