بلا شك تعتبر الخيانة أمراً صعب تحمله، خاصة عندما تكون الخيانة من اقرب إنسان لديك وهو صديق العمر، الذي لم يكن صديقاً حقيقاً كما كنا نعتقد، وفي أول فرصة تسنح له يوجه لنا طعنة غادرة في الظهر دون أي تردد. ولذلك حاولي أن تتخلصين سريعاً من الحزن وأكملي حياتك بشموخ وكبرياء حتى يشعر من خانك أنه هو الخاسر وأنك لم تتأثرين سلباً بخروجه من عالمك. وهذه بعض الطرق للتغلب على تلك الصدمة : تحكمي في غضبك عندما تكتشفين أن أقرب وأعز صديقاتك كانت تسرب أخبارك وأسرارك لآخرين ليستغلوها ضدك، أو أنها كانت تتقرب منك لتحقيق مصلحة ما، سيكون رد فعلك التلقائي هو الانفجار في وجهها بكل عنف وفي الحال، وهذا ما لا ننصحك به، حاولي التحكم في أعصابك لمدة 24 ساعة على الأقل، وتجنبي لقاء تلك الصديقة أو أي من الآخرين المختلطين بها حتى لا تزداد الدراما في الموقف ويصبح ما حدث بينك وبينها محور أحاديث الآخرين لفترة طويلة من الزمن. أخرجي ما بداخلك بعد يوم كامل من الصمت والتفكير، وبعد أن خسرت صديقتك الوحيدة التي كنت تشكين لها همومك، لن تجدي أحن ولا أصدق من حضن والدتك لترتمي فيه وتفرغي به كل أحزانك ودموعك، وإذا لم تتواجد والدتك لأي سبب من الأسباب، اذهبي لشقيقتك الكبرى أو أي إنسانة أخرى تثقين بها تماماً على ألا تكون في الوقت نفسه من المقربات لصديقتك الخائنة. لا تبتعدين عن بقية الأصدقاء انتهاء الصداقة بينك وبين من غدرت بك لم تكن هي نهاية المطاف، فلا تزيدي آلامك بالوحدة والانعزال عن الجميع، بل حاولي أن تجدي السلوى في علاقتك الطيبة بباقي صديقاتك، ولا تقاطعيهن جميعاً بسبب واحدة لم تقدرك حق قدرك. المواجهة بعد أخذ الوقت الكافي في التفكير واجهي صديقتك السابقة برغبتك في قطع علاقتك بها، ويفضل أن تقومي بذلك من خلال خطاب أو رسالة بريد إلكتروني بدلاً من مواجهتها مباشرة حتى تضمني السيطرة على أعصابك، لا توجهي لها الاتهامات بل اشرحي لها خيبة أملك بها من خلال وقائع محددة تلخص الموقف. حاولي أن تغفري في النهاية حاولي أن تغفري لها ليس من أجلها، بل من أجلك أنت، فالتسامح سيجعلك تشعرين بالسلام النفسي، وبالقدرة على مواصلة حياتك بصورة أفضل بدون توتر أو ألم أو غضب، كما سيساعد جراحك على الالتئام بصورة أسرع، وهنا ستتمكنين من تكوين صداقة جديدة مع وجود خبرة لديك في اختيار الأصدقاء.