على عكس ما كنا نتوقعه ونتداوله في الأوساط الرياضية والكروية المحلية، حملت الجولة الأولى والافتتاحية من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بدايةً طيبةً ومحفِّزةً لممثليِّ بلادنا الحبيبة "اليمن" فيها، وهما: فريق العروبة بطل دوري الدرجة الأولى للموسم الماضي2010م – 2011م، وفريق التلال وصيف بطل الدوري للموسم نفسه الذي يشارك بدلا عن بطل كأس الرئيس، بحكم أن الظروف التي لم تكن ملائمةً لإقامة البطولة الموسم الفائت، علما بأن عميد اليمن وأحمر عدن تأهل إلى مرحلة المجموعات بفوزه على مضيفه فيكتوريمن جزر المالديف بثلاثة أهداف لهدف في الدور التمهيدي!!. حيث كان التفاؤل ضعيفا عند أقوى المتفائلين، ولا سيَّما أن الفريقين لم يحصلا على الإعداد المناسب، ولم يخوضا أية مباريات ودية حقيقية تمكنهما من دخول المنافسات الآسيوية بجاهزية مطلوبة، بل إن كليهما ظهر بمستوىً مفاجئ سلبيا خلال ما كان قد مضى من أسابيع دورينا، وخاصةً التلال الذي بدأ المسابقة متذيلا الترتيب، علاوةً على أن مدربين محليين يقوداهما، فلم يفرِّط العروبة بمدربه القادم بقوة محمد النفيعي الذي قاده لتحقيق بطولة الدوري، فيما اضطر التلال لأن يتولى مهمة تدريبه الكابتن نور الدين عبدالغني، بعد استقالة شرف محفوظ وانشغال جمال نديم بدورة تدريبية في العاصمة صنعاء. ومما زاد من معاناة الفريقين العرباوي والتلالي أن الاتحاد الآسيوي كان قد أقرَّ حرمان كليهما من استثمار عاملين مهمين ومؤثرين في دنيا كرة القدم، هما: الأرض والجمهور، من خلال نقل مبارياته التي كان يُفترض أن يلعبها على ملعبه "الإياب" هنا في اليمن إلى ملعب محايد، بدعوى أن الأوضاع الأمنية في بلادنا ليست مستقرةً، ليتم الاتفاق على مضض بأن تُقام المباريات على ملعب نادي كاظمة الكويتي. وفي ظل مثل هذه الأوضاع، فقد كنا نخشى أن يعود الفريقان إلى أرض الوطن محمَّلَين بخسارتين ثقيلتين من مضيفيهما آيست بنغال الهندي والصفاء اللبناني على التوالي، لكنهما خالفا هذه التوقعات السلبية وظهرا بمستوىً بعث الأمل في قلوبنا، وأشعرنا بأن فريقينا المحليين قادران على أن يقارعا الفرق المنافسة لهما حتى وإن كان الفارق كبيرا من ناحيتي الإمكانات والاستعدادات، إذ تمكَّن العروبة من العودة بثلاث نقاط غالية بفوزه بهدف النيجيري فتاي أديسا، فيما خسر التلال بصعوبة، بعد أن قدَّم مستوىً نال به الإعجاب والتقدير، بل إنه كان قريبا من الخروج بالتعادل على الأقل، بيد أنسوء الحظ لازمه ليضيع أحد لاعبيه فرصتين كانتا كافيتين لقلب النتيجة رأسا على عقب!!. إن فوز العروبة وتطور مستوى التلال جعلنا ننتظر بفارغ الصبر ما ستؤول إليه نتائج الجولات القادمة، عاقدين الأمل على أن يكون لهما أو لأحدهما حضور في المرحلة المقبلة، من خلال حصوله على أحد المركزين الأوليين في مجموعته، لأن مثل هذا وإن كان صعبا ليس مستحيلا، حيث يلعب العروبة في المجموعة الثانية التي تضم معه فرق: (أيست بنغال الهندي، أربيل العراقي، وكاظمة الكويتي)، بينما يشارك التلال في المجموعة الخامسة إلى جانب فرق: ا(لصفاء اللبناني، الشرطة السوري، والزوراء العراقي). ومن المقرر أن يلعب العروبة الثلاثاء المقبل 20 مارس الجاري أمام أربيل العراقي، ثم يواجه كاظمة الكويتي في مباراتي ذهاب وإياب يومي 4 و10 أبريل المقبل، وفي 25 من الشهر نفسه يلتقي أيست بنغال الهندي، قبل أن يختتم مبارياته في 9 مايو أمام أربيل العراقي.. ويتقابل التلال مع الزوراء العراقي 20 مارس الجاري في دهوك، ويستقبل الشرطة السوري يومي 4 و 11 أبريل القادم، ويعود لمواجهة الصفاء اللبناني إيابا في 25 أبريل، ويستضيف الزوراء العراقي 9 مايو.