كشفت الكويت عن خطة خليجية لمواجهة الخطر الإيراني المتوقع جراء حدوث أي تصعيد في المنطقة. وأكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أنه من الطبيعي والمنطقي أن تقوم دول مجلس التعاون الخليجي باتخاذ كافة الإجراءات والاحتياطات اللازمة لمواجهة أي تصعيد بشأن إيران. وقال: إن مضيق هرمز يعد شرياناً حيوياً للعالم برمته، حيث يمر ما يقرب من نصف إمدادات النفط عن طريقه، وقد قامت دول الخليج ومن ضمنها الكويت بالاتصال بالمسؤولين في إيران لضمان عدم اتخاذ أي إجراء لإغلاق مضيق هرمز أو حتى التهديد بذلك لما يعنيه ذلك من تأثير سلبي على المنطقة، مشيراً إلى جهود دولية تصب في نفس الاتجاه، وقد تلقينا تأكيدات من إيران بعدم إقدامها على هذه الخطوة, على حد قوله. وتابع "إن الكويت ومنذ فترات طويلة عملت على توفير مخزون من النفط عن طريق شركاتها العالمية من خارج منطقة الخليج لضمان عدم توقف إمداداتها للدول المستوردة للنفط الكويتي، ولديها اتصال مع شقيقاتها في الخليج لمواجهة مثل هذا الاحتمال". وزاد الشيخ صباح: إننا نشعر بقلق تجاه برنامج إيران النووي، خصوصاً أن مفاعل بوشهر يقع على الخليج العربي الذي يمثل مصدر المياه لكل دول الخليج، الأمر الذي سيشكل في حال حدوث أي تسرب نووي من هذا المفاعل إلى كارثة، ليس على الكويت فقط، وإنما على كل الدول المطلة على الخليج العربي والتي تعتمد مياه شربها على تحلية مياه الخليج. وكان د. عبداللطيف الزياني - الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية- قد أكد أن مواجهة التهديد الخارجي على رأس أولويات دول الخليج. وقال: إن دول مجلس التعاون وضعت خمسة أهداف إستراتيجية رئيسية تعمل من أجل تحقيقها، وهي تحصين دول المجلس ضد كل التهديدات، وزيادة النمو الاقتصادي واستدامته، والحفاظ على مستوى عال من التنمية البشرية، وتحسين السلامة العامة ضد المخاطر والكوارث والأزمات، وتعزيز المكانة الدولية للمجلس. وأضاف الزياني - في كلمة ألقاها خلال مؤتمر "أمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية "الواقع والمأمول" الاثنين في أبو ظبي: إن جميع دول المجلس قد حققت الأهداف التنموية العالمية للألفية وتجاوزتها وتطمح إلى توسيع عمليات التنمية ووضع الأنظمة التي تحقق تطلعات واحتياجات شعوبها. وأوضح الزياني أن الجهود المشتركة لدول المجلس مكنتها من تحقيق المرونة الاقتصادية التي ساعدتها على التعامل مع الأزمة العالمية والمحافظة على نمو جيد بالرغم من تلك الأزمة. وتابع: إن دول مجلس التعاون تواجه ظروفاً وتحديات عديدة، لكنها تنظر نظرة متفائلة وايجابية، معرباً عن ثقته بأن مسيرة المجلس ماضية نحو أهدافها المنشودة. وكان وزير الخارجية الأمير/ سعود الفيصل قد أكد أن الاتحاد الخليجي الذي تنشده دول مجلس التعاون فيما بينها انطلق من قناعة «راسخة»، وأنه «لن يمس من بعيد أو قريب سيادة أي من الدول الأعضاء، أو أن يكون مطية للتدخل في شؤونها الداخلية».