بحضور دولة رئيس الوزراء الأردني السابق الدكتور/ فايز الطراونه أقامت عشائر اليماني حفلاً كبيراً في قصر الثقافة بالعاصمة الأردنية عمّان بمناسبة احتفالات المملكة الأردنية الهاشمية بعيد ميلاد الملك/ عبدالله الثاني بن الحسين، وذكرى معركة الكرامة وسط حضور كبير من الشخصيات السياسية والاجتماعية والعشائرية والأعيان في المملكة. وفي هذه المناسبة التي بدأت بآي من الذكر الحكيم تحدث دولة الدكتور فايز الطراونه عن الدور العظيم الذي تقوم به قيادة البلاد من أجل تفقد أحوال رعيتها في كل مناطق المملكة، ثم أشار إلى الدور البطولي الذي قدمته عشيرة اليماني في معركة الكرامة وعن الجيش الأبي الذي حافظ على أراضي الضفة الغربية عام 48 واستبسل في الدفاع عن تراب الأردن. السيد سليم محمد اليماني - رئيس ديوان عشائر اليماني- في كلمته تحدث عن دور العشيرة في الدفاع عن التراب الأردني وسيادته وعن تلك الهامات النضالية الشامخة التي تنتمي إلى عشيرة اليماني والتي قدمت أرواحها الزكية في معركة الكرامة من أجل هذا الوطن، جنباً إلى جنب مع الشريف حسين والشهيد جلالة الملك عبدالله الأول الذي استشهد وهو يدافع عن الأقصى الشريف. لتتوالى بعده الكلمات والقصائد الشعرية والفقرات الموسيقية والوصلات الفلكلورية، حيث كان للفن اليمني الأصيل حضوراً لافتاً في هذه الفعالية، فقد شاركت فرقة نادي شباب اليمن بمقطوعتين غنائيتين من التراث اليمني القديم، صاحبها الرقص الصنعاني الذي أدهش الحضور وجعلهم يصفقون بحرارة غير مسبوقة.. ثم قام دولة الدكتور فايز الطراونه ومعه رئيس ديوان عشائر اليماني بتقديم الدروع والشهادات التكريمية لأبناء شهداء الجيش العربي وعدد من الأبطال الذين شاركوا في تلك المعركة الخالدة وأيضاً لعدد كبير من المبرزين في كافة المجالات العلمية والعملية والحاصلين على الشهادات العليا والمتفوقين من أبناء وبنات عشيرة اليماني.. وفي نهاية الحفل تحدث السيد/ سليم اليماني - رئيس عشيرة اليماني ل"أخبار اليوم" قائلاً: أرحب بكم بين أهلكم وعشيرتكم.. وطبعاً عشيرة اليماني متواجدة في هذا الوطن منذ القدم، حيث كان لها الدور الريادي الفاعل في بناء لبنته الأولى ابتداءً من عام 1917م، كما كان لها الشرف العظيم في إطلاق الرصاصة الأولى أثناء خروج رجالها الأبطال مع الشريف حسين في الثورة العربية الكبرى.. ولذلك كان حضورنا منذ الأزل وبالتأكيد نحن عشائر أردنية من أصول يمنية.. ولنا الفخر بأن تكون جذورنا رابطة في عمق التاريخ.. فمازالت لنا عائلات في اليمن نتواصل معها وتربطنا بهم علاقات وطيدة.. كما أنني أشكر أولئك الإعلاميين الذين يقدمون أدواراً مهمة من أجل توطيد أواصل المحبة بين أبناء اليمن بالداخل والخارج كبرنامج الطيور المهاجرة الذي يبث في إحدى القنوات اليمنية.. كما ختم السيد اليماني حديثه بالقول: الشعب اليمني يُعد من أعرق الشعوب وهو أكثر الشعوب كفاحاً من أجل الحياة.. ولذلك نتمنى له الاستقرار والأمن والسكينة ودوام التوفيق وأن تكون قيادته الجديدة قادرة على مساعدته وتوفير احتياجاته والعمل على رقيه وتطوره. وعن هجرة اليمنيين وتكويناتهم العشائرية تحدث إلينا الأستاذ/ عادل الفقيه، بالقول: لقد شارك اليمنيون في الفتوحات الإسلامية في بداية التأريخ الإسلامي وفي مقاومة الاحتلال الصليبي في عهد صلاح الدين الأيوبي، كما كان لهم الفضل في الدفاع عن التراب العربي في معركة الكرامة في ستينات القرن الماضي، ثم أقاموا في الأردن وصاروا يمثلون عشائر كبيرة ضاربة جذورها في كل مناطق المملكة تقريباً، غير أن تلك العشائر العريقة مازالت تفتخر بانتمائها إلى كينونتها الأولى اليمن.. من جانبها تحدثت الآنسة/ زينب اليماني - رئيسة لجنة المرأة في ديوان عشائر اليماني- بالقول: أسأل الله أن يجنب اليمن كل مكروه وأن تكون قيادة البلاد الجديدة هي الأنسب والأصلح من أجل بناء يمن متطور ومتقدم، وأن تعطي اليمن ما يستحق لتلحق بركب العالم ويكون في مصاف الدول العربية المتقدمة . كما أضافت زينب اليماني: اليمن يمتلك قدرات بشرية هائلة وموقعاً جغرافياً هاماً وموارداً اقتصادية لا بأس بها، ولذلك يجب أن يكون له حضور أقوى وفاعلية تتناسب وتاريخه العريق. وعن تلك الظروف التي مرت بها البلد ختمت حديثها بالقول: كنت حزينة جداً أثنا مشاهدتي لتلك الأزمة الطاحنة التي كادت أن تعصف باليمن إلى الهاوية ولكني تفاءلت خيراً بعد الانتخابات التي أوصلت هادي إلى سدة الحكم، وبإذن الله سيكون التغيير لصالح اليمن ومستقبله المشرق. الجدير بالذكر أنه تم تكريم اللواء المهندس/ مصلح مثنى اليماني، والذي ينتمي إلى عشيرة اليماني ذات الأصول اليمنية العريقة، ابن أول شهيد سقط على تراب القدس ومعه عدد كبير من أبطال معركة الكرامة في غياب غير مبرر للسفارة اليمنية.