يقال دائماً إن المرأة بطبعها طيبة وحنونة، كما يقال بأن الرجل طفل كبير، وبذلك فإن كلاً منهما بحاجة ماسة إلى التدليل من الطرف الآخر، سواءً عن طريق الكلمة أو اللمسة أو أي تصرف آخر يعبر به الزوج أو الزوجة عن حبه للطرف الآخر.. والدلال ميزة جميلة وهبها الله تعالى للإنسان وبالأخص للمرأة، وبه تحلو الحياة الزوجية وبدونه تكون الحياة الزوجية جافة مملة وتكون أشبه ما تكون بتعامل الموظفين في القطاعات الإدارية، ولكن أغلب الزوجات تركن هذه الميزة التي ميزهن الله بها عن غيرهن وتركن رقة الدلال وتحولن إلى الخشونة، كما فُقدت من الرجال معاني الشهامة والبذل والعطاء، واكتفت بالمظاهر الخشنة وأنماط السيطرة ولغة الأوامر والعنف. فلا المرأة أصبحت ترضى بأنوثتها وتعتز بدلالها ولا هي تريد أن تعرف كيف توظف دلالها ووقتها لإنجاح حياتها الزوجية وهي تتعذر في ذلك بالمشاكل والضغوط التي تملأ حياتها الزوجية وترى بأنه لا جدوى من الدلال، كما أن الرجل يجهل بمدى أهمية تدليله لزوجته وما الذي قد يعود عليه جراء فعل ذلك من السعادة تغمره وتشعره برجولته، فلا المرأة تصبح أنثى بدون رجولة زوج يعرف معنى العطاء، ولا الرجل سينعم بمعاملة كريمة ترضي غروره إذا تعمد إهمال أنوثة زوجته. ويرجع إهمال كل من الزوجين لسلوك الرقة والدلال لعدم وجود وعي بمتطلبات الزواج الناجح، كما لا ننسى بأن كثيراً من الأزواج يضطرون في بداية حياتهم إلى العيش مع ذويهم مما يؤدي إلى الإحراج وعدم إظهار عواطفهما الحقيقة، لأنهما قد يتعرضان لتوبيخ من يعيش معهم في نفس الدار، أو قد يتهم الزوج المدلّل لزوجته بضعف الشخصية مما يدفع الزوج إلى استخدام الشدة مع زوجته ليثبت للجميع بأنه "سي السيد". وعندما تسأل رجلاً ما عن صفات زوجة المستقبل، فإن الآراء تختلف من رجل لآخر، إلا أنها تتفق في نقطة واحدة وهي أن تكون "أنثى"، فإن الأنوثة هي جمال المرأة الحقيقي وأهم ما يميزها وإذا استهانت المرأة بأنوثتها وأخفتها عن زوجها أو تجاهلت بأهميتها، فهي بذلك تفقد مكانتها في قلب رجلها، فالأنوثة هي السحر الذي يحرك مشاعر الزوج ليجعل منه ذلك الزوج المحب لها، الضعيف أمامها وإن كان أقوى الرجال، وليس من المهم أن تكون المرأة فائقة الجمال بقدر ما يهم الرجل أن تكون أنثى، الأنوثة هنا تحمل معانٍ مهمة، وأساسها أن تكون امرأة بمعنى الكلمة، امرأة ظاهراً وباطناً بشكلها، بصوتها، بنطقها، ودقات قلبها، بروحها البريئة الطاهرة المتوارية داخل جسدها، امرأة تتقن فن الأنوثة وهذه الأنوثة تكمن في: - حياؤك.. ولكن الحياء في موضعه ولا تنسي قول النبي عليه الصلاة والسلام "الودود" وهي المرأة التي لا يؤثر حياؤها عليها في التودد إلى زوجها ويكمن ذلك في اللبس والعطور والكلمات والحركات والإشارات والإيماءات.. وما إلى ذلك من الجاذبية والتفنن في إشباع القلب والحواس. - عبري لزوجك مدى إعجابك به وثقتك فيه حتى لا يفقد الثقة بنفسه، واحرصي عند مديحك له بأن يكون حقيقاً خارجاً من القلب يُشعره برجولته. - كوني متجددة مثيرة سواءً في حديثك "بحيث تكون عباراتك عذبة سريعة الوصول إلى قلبه، أو في طريقة لبسك وتصفيف شعرك حتى تكوني الأولى في قلبه، والمسيطرة على تفكيره، الجاذبة لحواسه". - اهتمي به وبمشاعره واجعليه الأول في كل شيء وقبل كل شيء حتى قبل أهلكِ وأولادكِ ونفسكِ أنتي، لتعبري عن اهتمامك به لا تنسي مواعيد طعامه وراحته، هيئي له المكان الملائم لنومه...إلخ، كما أن في شراءك له أشياء هو في حاجة لها وتجاهل شرائها أو أهملها ليشتري ما هو أهم، له وقع كبير في قلبه، فإن هذه الأعمال تكشف له مدى حبكِ له ومراعاتك لمشاعره واهتمامك الخاص به. - تعلمي كيف تعرفين ما يرغبه من زوجك حتى لو لم يطلب منك ذلك، واحرصي على الالتزام به فإن هذا له تأثير كبير على المزاج النفسي للزوج. - عند مغادرتك المنزل اتركي له ملحوظة بأسلوب جميل ومرح واختميها بكلمة "أحبك"، لتحافظي على دفء العلاقة بينكما. - لا تنسي أن تستقبليه بابتسامة صادقة وساحرة تأسر قلبه. - لا تلاحقيه بحبك حتى لا يهرب منك. ويجب أن نذكر هنا بأن الدلال لا بد بأن يكون متبادلاً بين الطرفين، كما لا بد من أن يستقبل المدلل هذا التدليل بسعادة وقبول، فهناك بعض الأشخاص الذين لا يقومون بذلك، مما يشكل صدمة للطرف الآخر، لنعلم بأن الدلال والتدليل ليس ترفاً زوجياً وإنما هو احتياج إنساني مهم جداً.