حكاية سوق القطط السمان الانتخابي حكاية طويلة، وعلى حسب أغنية فناننا العربي الشهير الراحل فريد الأطرش.. هذه الحكاية العجيبة والغريبة لا تشبه بأية حال من الأحوال الحكايات المعروفة والشهيرة في شيء لا من قريب ولا من بعيد سوى تكرار ممل وعقيم لسيناريوهات السوق الخاص بسوق القطط السمان، وبشكل يبعث على السام والإحباط والإخفاق. وفي كل مرة يسود فيها أجواء الأوساط الرياضية اعتقاد ساذج بن الأقدم سيكون أفضل وأكثر قربا من الطموحات، ولو من باب الأمل المنشود أو تطبيقا لمثل الشائع القائل (ما أصعب العيش لولا فسحة الأمل).. وهكذا نجد بأن هذا الاعتقاد الساذج سرعان ما يتبخر لأنه في الأصل مجرد اعتقاد على قدر وافر وحافل من السذاجة وحسن الظن.. فيما ظلت طيلة المدة المنصرمة الأحداث والوقائع لسوق القطط السمان الانتخابي تتكرر وبصورة كربونية وطبق الأصل. هذا الفصل السلبي يدفع بالمقابل تكرار الإصابة المزمنة بخيبة الأمل الكبرى التي تظل تعايش وترافق الرياضيين لأربعة أعوام جديدة، لتواصل الاتحادات الرياضية الجديدة القديمة سيرتها الأولى ولا جديد تحت شمس الرياضة اليمنية. حتى لقد تحولت هذه الانتخابات الرياضية إلى إقطاعيات خاصة لبعض القيادات الرياضية التي أمسكت بزمام الأمور بين يديها، ولم تسمح لقطار التغيير المنشود بالمرور ولا للكوادر الشابة الجديدة بنيل فرصتها في القيادة لهذه الكيانات الرياضية المهمة لتقديم الجديد والتجديد. لأنه يجب خلال الانتخابات الرياضية القادمة وفي هذه المرحلة الجديدة بالذات يجب العمل على إطلاق سراح هذه الاتحادات الرياضية من تلك القيادات المحنطة الفاقدة القدرة على العطاء والبذل وتقديم الجديد.. وإن أهم الخطوات التي يجب أن تتخذ في هذا السبيل الابتعاد بانتخابات الاتحادات الرياضية من هيمنة السوق من العرض والطلب، وكذا أتباع منطق الجزرة والعصا والتلويح بفص السفر والإغراء بتقديم الأموال!!. اتحادات جديدة ونوعية ******** في موسم الانتخابات الرياضية تحتل انتخابات الاتحادات الرياضية العامة.. الموقع الأبرز في سياق العام لموسم الانتخابات الرياضية وتنال نصيب الأسد من الاهتمام والمتابعة، حيث يسعى الجميع لإدراك المبتغى والهدف والأمل المنشود من وراء اقتناص الفرص السانحة المناسبة لا إيجاد موقع قدم في إطار وضمن المجالس القيادية الادراية. وفي ظل سيادة منطق إحكام سوق القطط السمان ، كان الطريق معبدا أمام المحظوظين فقط ممن ينالون الرضا السامي والقبول من أسيادهم وأصحاب لغمتهم والذين يجيدون فنون التلون والنفاق والتأقلم مع كل الألوان والاتجاهات وكل شيء لديهم له ثمن وسعر، وهؤلاء هم من يتصدرون مجالس النفاق والرياء والتملق وحرق البخور ومن أبرز سماتهم أنهم يسمعون كلام أسيادهم، ويطبقون إلى أرض الواقع كل أهوائهم وما يطلبون، ففي سوق القطط السمان الانتخابي كان في المدة الماضية كل مباح، المهم أن تجيد سياسة (ربط الحمار مكان ما يريد صاحبه). ثم نجد أن كل هؤلاء بعد انتخابهم يتسمون بالصمت المطبق، ويجيدون التعامل مع حركة رفع الأيادي الموافقة على كل طلبات أسيادهم، ليتمتعوا بالمقابل ذلك بالزلط والسفر والاستفادة من فوائد السفر الكثيرة. هكذا كانت الصورة القائمة للاتحادات الرياضية، وكفى اليوم وفي ظل أجواء التغيير يجب على الرياضيين الحرص الشديد على إلغاء سوق القطط السمان والمحنطين في قيادات الاتحادات الرياضية، وذلك من خلال ممارسة حقهم كاملا في اختيار أفضل وأشرف الكوادر لخوض غمار الانتخابات الرياضية، وعدم التهاون في عملية الاختيار، وإتاحة الفرصة الفاسدين والمنتفعين والمحنطين. ولذا فإن من الواجب تطهير الأجواء الفاسدة والمحيطة بالانتخابات، والعمل على تنقية هذه الأجواء بما يخدم بالمقابل انتخابات رياضية نزيهة تفرز بالمقابل قيادات جديدة ونوعية للاتحادات الرياضية لتقود مسيرة العطاء الرياضي الشامل في المرحلة القادمة، وتكاتف الجهود الرياضية المخلصة والشريفة ستؤدي حتما إلى رحيل القطط السمان إلى غير رجعة.