رعى الله ذاك الزمان الذي كان للجمعيات العمومية الرياضية وبالذات الأندية الرياضية صاحبة الحق الأول والأخير، والصولات والجولات، حيث كان لا صوت يعلو فوق صوت الجمعيات العمومية للأندية التي كانت فيه الجمعيات العمومية الرياضية هي حجر الأساس، والقاعدة المتينة التي تقام عليها الكيانات الرياضية بمختلف أشكالها وأنماطها، وذلك باعتبارها جوهر ومحور الممارسة الرياضية بصورتها المنتظمة الراقية لتحقيق التطور الرياضي المنشود والمتعدد الجوانب نحو الأفضل. كما أن الجمعيات العمومية الرياضية كانت هي مصدر التشريع، وإجازة القوانين والقرارات الهادفة إلى تنظيم العمل الرياضي بشقيه الفني والإداري، ولها الكلمة العليا والوحيدة والحق الكامل غير المنقوص في اختيار وانتخاب عناصر الإدارات القيادية للأطر الرياضية بما يضمن تطورا وتحقيقا كاملا لأهدافها في ممارسة الرياضية والإنجازات والنجاحات في ساحات العطاء الرياضي الشامل. والجمعيات العمومية كانت هي الوحيدة التي تمتلك حقوق العزل والإقالة وإسقاط العضوية في المجالس الإدارية، وكذا تقدم بدور الرقابة والمحاسبة ومتابعة تنفيذ قرارات اجتماعات الجمعيات العمومية الرياضية الدورية، وكذا قرارات المجالس الإدارية للأطر الرياضية. واقع باهت وظاهرة صوتية ******* ولكن الآن، ماذا عسى أن أقول عن الجمعيات العمومية للأطر الرياضية؟! والتي كانت حتى عهد قريب صاحبة الأمر النهي والصولات والصولجان والرأي السديد والحاسم والحازم؟!.. الآن وفي ظل هذا الواقع الباهت والحال البائس التي أصبحت تعيشه الجمعيات العمومية للأطر الرياضية خاصة بعد أن فقد شرعيتها، وتقلص دورها إلى أضيق الحدود، وجرى تحويلها إلى مجرد ظاهرة صوتية سلبية لا تجيد سوى الهتاف والتصفيق لكل من هب ودب ولكل من يدفع (الزلط) مهما قل مقداره فأصوات أعضاء الجمعيات العمومية الرياضية أصبحت تباع (بثمن بخس)، حيث تحولت بالمقابل الاجتماعات الانتخابية إلى مجرد سوق لبضاعة بائرة، فقد صار يتم التعامل في هذا السوق على طريقة العرض والطلب ولا شيء يهم بعد ذلك، حيث غذت أصوات أعضاء الجمعيات العمومية الرياضية دورها القوي والحاسم، وتحولت إلى مجرد كومبارس في مسرحية هزيلة اسمها الانتخابات الرياضية. وبهذا أفرغت الجمعيات العمومية الرياضية من مضمونها، وفقدت صلاحياتها وصارت مجرد أصوات وأبواق خافتة فاقدة للشرعية والفاعلية بعد أن أنهى دورها الافتراضي.. أما عن الجمعيات العمومية الرياضية للأندية، فحدث ولا حرج.. فإن أغلب هذه الجمعيات العمومية هي في الواقع (غير شرعية)، وأغلب أعضائها لا يتمتعون بأية صفة تمنحهم الشرعية المطلوبة وأولها عدم تسديد الاشتراكات التي هي أبسط معايير وعناوين ومقومات العضوية والانتماء والانتساب إلى هذا النادي أو ذاك. وقد ابتكر خبراء التزوير والتزييف عدة طرق للالتفاف على قضية تسديد الاشتراكات، وذلك عند حلول موعد الانتخابات لنحصر الأمر في تحديد الاشتراكات لعام واحد فقط لا غير، وهنا تتسابق الشلل المختلفة للاستفادة من هذا الوضع المشين القريب والمريب والتزوير الواضح والتزييف الصريح، لتقوم كل ثلة بتسديد الاشتراكات لمن يدورون في فلكها. المشاركة في انتخاب واختيار القيادات الرياضية الجديدة وبالمقابل تقرير مصير النادي طوال المدة القادمة.. وبهذا الفعل المشين فقدت الجمعيات العمومية للأندية الرياضية مشروعيتها بسبب الطابور الخامسوالدخيل وخبراء التزوير والتزييف ليصح الأسر برمته باطلا، لأن ما بين على باطل فهو باطل. هذا بالنسبة للجمعيات العمومية للأندية الرياضية أما حال الجمعيات العملية لاتحادات الرياضية وفروعها في المحافظات، فالوضع أفظع وأكثر وبالا على مستقبل الرياضية وتطورها القريب والبعيد، حيث تكون السيادة المطلقة للشعار السيئ الصيت والسمعة (شيلني وشيلك)، وكذا تلعب التربيطات وعلى أعلى المستويات دورها السلبي، بالإضافة إلى رواج سوق شراء الذمم والأصوات الرخيصة القابلة للبيع في سوق النخاسة، وكذا إتباع أسلوب الترغيب أو الترهيب والوعود البراقة الخادعة بالمناصب الرفيعة أو الترهيب والوعود البراقة الخادعة بالمناصب الرفيعة العالية والسفريات والقائمة تطول وتطول إلى ما لا نهاية (للنفس الأمارة بالسوء) والتلويح بالعصا والإغراء بالجزرة. وبهذا العك كله تحولت وبنجاح كبير الجمعيات العمومية للاتحادات وفروعها بالمحافظات واللجنة الأولمبية إلى أشبه ما تكون بذلك المزيج العجيب (سمك، لبن، تمر هندي) لتأتي إفرازات ومخرجات هذه الانتخابات للأندية والاتحادات وفروعها بالمحافظات واللجنة الأولمبية سلبية للغاية لأن (ما بني على باطل فهو باطل) و(لا يستقم الظل والعود أعوج)، وكما يقول المثل الشهير (إذا عرف السبب بطل العجب) ولا عزاء لرياضتنا اليمنية المطلوبة على أمرها. الهيثم والملعب العتيق ******* بكل الحب والود والصدق والإخلاص حرك الزميل العزيز خالد هيثم ركود مياه الملعب العتيق (ملعب الشهيد محمد علي الحبيشي بكريتر) الملعب الأول والرائد على مستوى اليمن والجزيرة والخليج العربي، وذلك من خلال تناوله الصريح والشجاع في العدد قبل الماضي من الملحق الرياضي ل"أخبار اليوم".. هذا الملعب العتيق مازال حتى اللحظة أسير النسيان والوعود العرقوبية والإهمال المتعمد من قبل المسئولين في وزارة الشباب والرياضة. إن تناول الزميل العزيز خالد هيثم جاء بمثابة صرخة شجاعة واحتجاج كبير على تواصل مسلسل الإهمال، وعدم الاهتمام بهذا الملعب العتيق.. لعل وعسى أن ينال الملعب الرائد ما يستحقه من الرعاية والاهتمام بما يليق بتاريخه العريق ومكانته السامية، ويستره موقعه الكبير كمنشأة رياضية رائدة عتيقة وعريقة احتضنت أعظم وأكبر الاستحقاقات الكروية في بلادنا على مر العصور.. والشكر للزميل العزيز.