ثمنت الناشطة اليمنية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام 2011 جهود فرنسا في مساندة شباب الثورة اليمنية وثورات الربيع العربي، مشيرة في لقائها يوم أمس بوزير خارجية فرنسا السيد ألن جوبيه إلى أن هناك تحديات أمام الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة الانتقالية في اليمن. وأوضحت أن أول تلك التحديات وأهمها هي إنهاء انقسام المؤسسة الأمنية والعسكرية وتوحيدهما بحيث تتبعان وزارتي الداخلية والدفاع معتبرة بأن ذلك إجراء ضروري ليتسنى للرئيس والحكومة الانتقالية حفظ الأمن والاستقرار في البلاد،. وطالبت توكل كرمان الدول الراعية للمبادرة الخليجية القيام بواجبها بمساعدة الرئيس عبد ربه منصور في توحيد الجيش والأمن باعتبار ذلك من أولويات المرحلة الانتقالية، مضيفة بأن شباب الثورة ينظرون بارتياح إلى القرارات التي اتخذها الرئيس هادي مؤخرا بإقالة وتغيير بعض القيادات العسكرية والأمنية والمدنية ويستنكرون رفض قرارات الرئيس من قبل بعض الذين شملهم القرارات منهم قائد القوات الجوية أخ الرئيس المخلوع وابن أخيه قائد القوات الخاصة اللذان لا يزالان يرفضان قرارات الرئيس هادي بتغييرهما. وطالبت أيضاً بضرورة معاقبتهم والحجز على أرصدتهم إذا أراد رعاة المبادرة الخليجية لمبادرتهم النجاح ، مشيرة إلى أن بقاء الرئيس المخلوع دون محاكمة وطليقاً في اليمن يؤدي إلى إعاقة الحكومة الانتقالية وإثارة القلاقل والفتن وعدم الاستقرار في اليمن. وفي اللقاء أشارت توكل كرمان إلى ضرورة أن يكون لفرنسا دور فاعل في دعم عملية التنمية الاقتصادية وفي حشد الدعم الدولي بما يؤدي إلى إنجاح الحكومة الانتقالية، ودعت فرنسا إلى إنشاء مركز لتأهيل المعاقين وجرحى الثورة وتقديم المساعدات اللازمة لإغاثة النازحين كما طالبت بتقديم المنح للطلاب اليمنيين للدراسات العليا والدراسات الجامعية . ومن جهته أشار ألن جوبيه وزير خارجية فرنسا إلى أنه سعيد بأن اليمن يمر بالاتجاه الصحيح وانه يمر بمرحلة انتقالية مؤملا بأن يتمكن خلالها الرئيس الانتقالي والحكومة الانتقالية القيام بمهامهما في الانتقال باليمن، مشدداً بأن فرنسا سوف تعمل مع شركائها الأوربيين على تجميد أرصدة واقتراح العقوبات المناسبة بحق الذين يعيقون انتقال السلطة ويتمردون على قرارات الرئيس والحكومة الانتقالية. وأكد جوبيه أن فرنسا سوف تشارك بفاعلية في مؤتمر أصدقاء اليمن مضيفاً بأنه سيقترح في اجتماع الدول الثمان إدخال اليمن ضمن الدول المستفيدة من برنامج التمويل الذي سبق أن خصصته الدول الثمان لمساعدة دول الربيع العربي , كما أشار إلى أن بلاده ستقدم مساعدة غذائية عاجلة لمساعدات للأطفال الذين يعانون من سوء تغذية عن طريق منظمة اليونيسيف والهلال الأحمر اليمني مضيفا بأن حكومته ستعمل على إقامة مركز لتأهيل المعاقين وتقديم الرعاية لمن تعرضوا للإعاقة والأذى النفسي من جرحى الثورة والمخفين قسرياً كما ستعمل على زيادة المنح الدراسية للطلاب اليمنيين. ودعت كرمان فرنسا إلى ضرورة مساندة أوسع للشعب السوري الذي يتعرض لمجازر إبادة من قبل نظام بشار الأسد والمساهمة في بذلك جهود إضافية تفضي إلى حماية الشعب السوري مشددة على ضرورة دعم الجهود التركية لإقامة المنطقة العازلة وتوفير الممرات الآمنة لوصول المساعدات مشيرة إلى ضرورة أنن يتعرض نظام بشار الأسد إلى حصار اقتصادي كامل يحول دون تدفق الأسلحة والأموال إليه.