في جريمة حوثية لا تفرق بين مسالم ومقاتل بمحافظة يذهب ضحاياها مدنيين أبرياء ولا تستثني أحداً، فالكل ضحية؛ أطفال وشيوخ ونساء.. مسلسل الضحايا يستمر وسط صمت رهيب لسلطات الدولة، حيث تزهق الألغام البراءة وتنتهك الطفولة في جريمة ضد الإنسانية تمارسها ميليشيات الحوثيين بمنطقة عاهم بحجة؛ إذ أدى انفجار لغم أمس الخميس إلى مقتل طفل وإصابة أخته الصغيرة ، كانا يلعبان به في منزلهما، حين عثر عليه داخل كيس بالقرب من المنزل، فظناه لعبة حيث البراءة لم ترتق لقد إلى إدراك جرائم حوثية لا تتورع في إراقة الدماء والقتل. الشيخ يحيى قاسم أبوفارع قال - في تصريح ل"أخبار اليوم"- إن (الطفلين الأخوين هما ،رهف العمري -5 سنوات– إصاباتها بالغة، والطفل القتيل، مشتاق العمري -4 سنوات- من أبناء قرية "بني العُمري" ، مشيراً إلى أن هذه الجريمة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك مدى الوحشية التي وصلت إليها إلى ميليشيات التي قامت بزرع هذه الألغام وعملت على مزيد من القتلى والجرحى بين الصغار والكبار من النساء والرجال . وأضاف "أبوفارع" بأن الوضع في عاهم أصبح اليوم خطيراً بصورة كبيرة يهدد حياة الناس فيها، حيث أصبحت تلك الألغام شبحاً يهدد أمنهم وسلامتهم واستقرارهم. ودعا في ذات السياق رئيس الجمهورية المشير/ عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني لأن يتحملوا مسؤوليتهم في إنقاذ الأطفال على الأقل إن لم يكن كبار السن والشباب من الرجال والنساء محط اعتبار لديهم، من خلال إرسال فريق من الخبراء في نزع الألغام بصورة عاجلة للمنطقة - حسب تعبيره. وعلى صعيد متصل جدد أبناء منطقة حجور بمحافظة حجة مناشداتهم لقيادة الدولة العليا بسرعة إنقاذ أبنائهم من شبح الموت الذي يلاحقهم عبر آلاف الألغام التي زرعتها الأيادي الآثمة من مسلحي الحوثي المتمركزين في "أبودوار" بقيادة الحوثي يوسف المداني . وقال مشائخ ووجهاء أبناء حجور في رسالة وجهت إلى الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ، ورئيس الحكومة محمد سالم باسندوة ، بأنهم يناشدون الضمير الإنساني لديهم بسرعة إرسال فريق الخبراء الخاص بنزع الألغام التي تهدد حياة أبنائهم ، والتجاوب مع مناشداتهم المتكررة في هذا الشأن دعماً للاستقرار وأمان المواطنين في المنطقة . واستغرب أبناء حجور - في بيان لهم أمس تلقت "أخبار اليوم" نسخة منه - الصمت إزاء نزع الألغام من قبل السلطات الرسمية والمنظمات الإنسانية ، خاصة وأنها قد حصدت العشرات من المواطنين ، وأصابت أضعافهم، بعضهم جراحهم خطيرة فيما البقية عاهاتهم مستمرة ، متسائلين: أين الضمير الإنساني للتجاوب السريع مع هؤلاء البشر الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يدافعون عن أنفسهم وأعراضهم وأرضهم من اعتداءات ميليشيات الحوثيين القادمين من صعدة ومحافظات أخرى دون أي سبب يذكر؟. وأضافوا ( لقد تكررت المناشدات لدى سلطات الدولة بإنصافهم من ظلم حل عليهم ، على الأقل أنهم من مواطني الجمهورية اليمنية ومن حقهم العيش بسلام وأمان ، كما أن من واجب الدولة حمايتهم من أي عدوان سواء داخلي أو خارجي ، فهل آن الأوان يا رئيس الجمهورية في لتوفير المناخات الآمنة لنا في قرانا ؟ وهل آن للدولة أن تبسط نفوذها على كل المتمردين والمعتدين على الناس في أي مكان وفي مقدمتهم الحوثيين) . وتابع: البيان (إننا على أمل في إنقاذنا من شبح الموت الذي يطارد أبناء حجور جراء الألغام المزروعة والتي بلغت أكثر من ألفي لغم بحسب تقديرات ، كما أنه ليس من الصعوبة إرسال فريق خبراء نزع ألغام إلى عاهم وما حولها ، لإزالة الضرر ) .. وثمن أبناء حجور الدور الذي قامت به بعض المنظمات وفي مقدمتها منظمة هود ورئيسها المحامي علاو في سبيل التعاطي مع قضيتهم وطرحها على العالم والمجتمع المحلي ، والذين وصفوا ما يجري في عاهم وكشر بالجريمة ضد الإنسانية ، داعين في الوقت ذاته كل المنظمات لأن تضطلع بدورها في متابعة قضيتهم على مختلف الأصعدة حتى يأخذوا حقهم في الحياة الآمنة وإزالة المخاطر عنهم .. من جانب آخر أشار البيان إلى ما يعانيه أبناء مديرية مستبأ -التي يتمركز فيها الحوثيون – من مضايقات واستبداد وظلم من قبل مسلحيهم المنتشرين في أرجاء المديرية ، في ظل غياب تام للدولة أو سلطاتها ، منوهين إلى أن المواطن فيها لا يستطيع ممارسة حريته أو حياته المعيشية بالشكل الطبيعي ، بل وصلت بالحوثيين البجاحة – حد البيان- لإرغام الناس بدفع إتاوات مختلفة وفرض غرامات مالية مختلفة حسب ما يريدون ، كما أن الدخول أو الخروج من القرى حسب موافقة الحوثيين ، وهو ما يتعارض مع حرية الإنسان وسلامته ، الأمر الذي يتطلب من الدولة ومختلف منظمات المجتمع المدني لأي تقوم بدورها في إنقاذ المواطنين في مستبأ وكشر والمنطقة بشكل عام من هذا العبث الحوثي. ويأتي هذا بعد انفجار لغم في منطقة عاهم أمس أدى إلى وفاة طفل عمره 4 سنوات وإصابة أخته ذات الخمس سنوات ، كانت ميليشيات الحوثيين قد زرعته خلال الأيام الماضية ضمن ما يقرب من 3 آلاف لغم.