يتزايد يوماً بعد يوم انتشار وباء المكرفس في مدينة الحوطة بلحج، خاصة بعد أن شهدت حارة سوق الصيد ظهور أول الحالات المصابة بهذا المرض، مما تسبب في إعلان مكتب الصحة والسكان والجهات ذات العلاقة حالة الطوارئ للقضاء على هذا الوباء الذي ينتشر بشكل مخيف بين المواطنين. وكشفت الدكتورة/ مها عبادي - منسقة الرصد الوبائي بمكتب الصحة بالمحافظة - عن اكتشاف 115 حالة مشتبهة بوباء المكرفس حتى يوم الاثنين الماضي . وقالت إن مكتب الصحة أرسل عشر عينات للمختبر المركزي بصنعاء لفحصها وتأكد وجود الوباء في اثنتين من العينات المرسلة. وقللت الدكتورة مها من خطورة المرض ونفت أن تكون الحالتان المتوفيتان في المدينة بسبب الوباء، مبينة أن أسباب الوفاة نتيجة لمضاعفات وأعراض مزمنة ناتجة عن أمراض أخرى مثل مرض السكر والقلب . وأرجع الدكتور نجيب عبد العزيز - مدير إدارة مكافحة الإمراض بوزارة الصحة - سبب انتشار الوباء نتيجة لانتقال أحد الصيادين الحاملين للفيروس من الحديدة إلى الحوطة لغرض بيع السمك، مما تسبب في انتقاله إلى مواطنين آخرين في المدينة هذا وقد شرع مكتب الصحة من خلال الفرق الميدانية بعمليات رش من منزل إلى منزل للقضاء على ناقل المرض، كما بدأ المكتب في عقد لقاءات تعريفية مع منسقي الصحة المدرسية والشيوخ والعاملين الصحيين وعقال الحارات والطلاب بمديريتي الحوطة وتبن للتعريف عن المرض والأعراض وخصائص البعوض الناقل وطرق المكافحة والعلاج من هذا الوباء مع توزيع منشورات تعريفية بهذا المرض في مختلف المناطق . مصدر في مكتب الصحة طالب بتعاون جميع الجهات الحكومية مع المكتب لتوحيد الجهود في مكافحة هذا الوباء وخاصة مؤسسة المياه والصرف الصحي وصندوق النظافة، لما لهما من أهمية في تقليل عملية تكاثر البعوض الناقل من خلال صيانة أنابيب المياه ومنع تسربها الى الشارع ونقل القمامة بشكل يومي من مختلف المناطق ناهيك عن دور التربية والتعليم في نشر التوعية بين الطلاب . بعض المواطنين طالبوا إدارة الصحة بإيجاد مواقع خاصة للمرضى في المستشفى مع تفريق عدد من الممرضين، إضافة إلى مجانية الأدوية وعمليات الفحص الخاصة بهذا الوباء أو تخفيضها لتكون بأسعار معقولة لمختلف الشرائح المصابة. وذكرت بعض المصادر الطبية في مكتب الصحة بلحج أن مرض المكرفس هو مرض فيروسي وهو نوع نادر من الحميات الفيروسية غير مميت، تم اكتشافه في تنزانيا 1951م وتم اكتشافه لأول مرة في بلادنا في يناير 2011م في محافظة الحديدة، اعرضه ارتفاع درجة الحرارة، آلام والتهاب المفاصل، طفح جلدي، صداع، احتقان الملتحمة، كراهية طفيفة للضوء وهي اعرض غالباً ما تنتهي تلقائياً. ويتكاثر البعوض المسبب للمرض بشكل رئيسي في الأواني المنزلية وخاصة في الماء النظيف والمخزون لأغراض الشرب والاستحمام، بالإضافة إلى مياه الأمطار المتجمعة في المواد والأوعية الغير مستخدمة مثل المزهريات والأوعية البلاستيكية وإطارات السيارات ومياه المكيفات والثلاجات وغيرها . مكتب الصحة أعلن عن وجود 115 حاله مشتبه بإصابتها بهذا المرض إلى صباح يوم الاثنين الماضي، فيما مصادر أخرى تشير إلى زيادة هذا العدد خلال اليومين الماضيين ووصولها إلى حوالي 150 شخصاً مصاباً بوباء المكرفس بحوطة لحج.