ما يزال ساكنو محافظة عدن ينتابهم الخوف والهلع الشديدان ويتابعون نشرة الأحوال الجوية ومراقبة الأجواء التي حتى اللحظة لم تستقر على الرغم من إعلان المركز الوطني للأرصاد عن انتهاء المنخفض الجوي عن الأجواء اليمنية منتصف الأسبوع الماضي. ساكنو عدن وخاصة الذين ضاقت بهم السبل اتخذوا من الجبال مساكن لهم ينظرون إلى إخوانهم في محافظتي حضرموت والمهرة بألم وحسرة للكارثة التي حلت بهم جراء الفيضانات والسيول الجارفة التي دمرت الأخضر واليابس وشردت عشرات من الأسر من منازلهم ويتساءلون ماذا لوحصل الجزء البسيط من هذه الكارثة على سكان عدن الذين أصبحت منازلهم المعمرة آيلة للسقوط واتساع البناء العشوائي الذي وصل إلى أعالي الجبال والمنحدرات الخاصة بالسيول وتم البناء أيضاً على مديرية صيرة بعدن لكان هول الكارثة كبيراً. أمام هذه المشكلة يعيش سكان عدن تخوفهم تحاول "أخبار اليوم" أن ترصد في استطلاعها هذا مكامن الخلل في مديريات المحافظة ودعوة السلطة المحلية لتفادي الكوارث مستقبلاً. لقد شهدت بلادنا العديد من الكوارث الطبيعية التي حلت على بعض المحافظات منها محافظة صعدة خلال العامين المنصرمين منها انهيار صخري ناتج عن تدفق السيول في المنطقة تسبب في تحطيم العديد من المنازل ووفاة العشرات من ساكنيها، وكارثة أمطار أيضاً حدثت في منطقة يريم تسببت أيضاً في تشرد وتحطم منازل العديد من المواطنين وأيضاً في محافظة لحج قبل عامين تحطمت العديد من منازل المواطنين في الحوطة. في عام 1982م الذي يتذكر الجميع هول الكارثة التي حلت على محافظات عدنولحج وأبين وحضرموت كانت أضرار تلك السيول كبيرة جداً فقد أدت إلى تحطم جسر زنجبار بالكامل وذهبت مياه السيول إلى البحر بالإضافة إلى تشرد العشرات من المواطنين في وادي حضرموت وتحطم منازلهم ونفوق العديد من الأغنام والماشية وغرق العشرات من المواطنين. الظاهرة الفلكية علماء الفلك والأرصاد الجوي كانوا قد حذروا في وقت مبكر من هول الكارثة التي شهدتها محافظة حضرموت فمتى ظهرت الشمس بالقرب من سطح الأرض في الربع الأول من العام الحالي وظهر ذلك في عدن وشاهدها جميع سكان المحافظة وأعلن عنها أحد خبراء الأرصاد بأن هذه الظاهرة للشمس التي تظهر حولها خيوط حمراء على شكل دائري والتي تحدث كل 26 عاماً ينتج عن هذه الظاهرة حدوث كوارث كونية يشهدها العالم، تلك التحذيرات لم تأخذ في الحسبان عند كثير من أصحاب الشأن مما ستسفر عن نتائج هذه الظاهرة والتي سبق وأن ظهرت في عام 1982م وشهدت اليمن السيول الجارفة والأمطار الغزيرة وهاهي الظاهرة تعود بعد 26 عاماً وتحصد الأخضر واليابس أمام مرأى ومسمع الكل غير مبالين با التحذيرات السابقة. التواهي والعشوائية مديرية التواهي بمحافظة عدن تلك المديرية السياحية الجميلة وخاصة منطقة " الفتح" والتي سبق وأن شهدت هجرة كبيرة من ساكنيها نتيجة للأحداث التي شهدتها في عامي 1978م و 13 يناير 1986م في حرب الرفاق. ولكن سرعان ما عاد أولئك النازحون للعودة إلى مساكنهم بعد الوحدة مباشرة عام 90م وأخذ الجميع ينخر في الجبال ومنحدراته من أجل السكن. ووفق إحصائيات مكتب الأشغال العامة والطرق فإن مديرية التواهي تشكل أعلى نسبة في البناء العشوائي والذي بلغ أكثر من 2000 منزل في مناطق جبل هيل والبرسلين وجولد مور وجبل التوانك وغيرها من الأحياء في مديرية التواهي. التواهي التي شهدت أمطاراً غزيرة الأسبوع الماضي بمعية جارتيها المعلا وصيرة كان هناك تخوف شديد قد بدء يلوح في وجوه ساكني المنطقة تخوفاً من انجراف الأحجار من أعالي هضبة جبل شمسان. صيره والهضبة وماذا بعد؟ مديرية صيرة التي اخترت تسميتها بالقلعة الحصينة التي وفق فيها الثوار في مقارعة المستعمر البغيض في احتلاله لعدن في 19 يناير 1839م تعتبر تلك القلعة في خطر شديد من هول الأمطار الغزيرة لو سمح الله أن صابت تلك المنطقة. فيوجد في هذه المنطقة هضبة كبيرة جداً تقدر مساحتها 7.5 كيلو متر أي مثل مساحة مدينة كيريتر مرتين وتتجمع فيها السيول ومن ثم تذهب تلك السيول عبر منافذ صهاريج عدن ومن ثم إلى البحر عن طريقة فتحات وفيجان أقامها أجدادنا اليمانيون في السابق. ولكن البناء العشوائي وما حل في هذه المنطقة فقد تسببت الأمطار والسيول عام 1993م في جرف العديد من منازل المواطنين بعض المنازل الخاصة بالمواطنين ممن يسكنوا في مجاري السيول. ونتيجة التسامح وعدم المبادرة من السلطة المحلية في المحافظة فقد أنشأت العديد من المباني التجارية ومحلات الذهب في مجاري السيول غير مبالين بالعواقب التي ستحل في المنطقة مستقبلاً. جهود ولكن!! جهود كانت واضحة لما قام بها الدكتور/ عدنان الجفري محافظ عدن والأخ العميد الركن/ عبدالله قيران مدير أمن عدن والمهندس قائد راشد أنعم المدير التنفيذي لصندوق النظافة في المحافظة بمتابعتهم باهتمام بالغ والإشراف على عملية فتح منافذ السيول التي كانت تجمع في السابق بشوارع المحافظة وكذا القيام بالإشراف على عملية نظافة صهاريج عدن التاريخية من المخلفات. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ماذا عن سكان المناطق الجبلية والعشوائية والتجار الذين بنوا على منافذ السيول في كريتر هل من معالجة؟؟.