سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دورسو: لا وقت للتنافس السياسي باليمن الآن والتحدي الرئيسي هو تحديد أساس النظام قال إن اليمن يحتاج إلى إعلام مهني يساهم في تعزيز الحكم الرشيد ومحاربة الفساد..
قال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي السيد ميكيليه سيرفونه دورسو إن اليمن يحتاج إلى إعلام مهني قادر على الإسهام في تعزيز الحكم الرشيد ومحاربة الفساد و مناصرة حقوق الإنسان والتعبير عن هموم الناس. وأكد ميكيله خلال حفل اختتام مشروع بناء القدرات الإعلامية للصحفيين الشباب أمس بصنعاء إن الاتحاد الأوروبي يقر بالتحديات المتعددة التي تواجه اليمن ويقف إلى جانب الشعب اليمني في طموحاته بدولة مدنية وديمقراطية. وشدد على ضرورة تعزيز ثقافة التسامح ,مشيرا إلى انه لا ينبغي لأي يمني أن يهزأ بأخيه اليمني لمجرد أنه شمالي أو جنوبي أم من الشرق أو من الغرب، أو لأنه متعلم أو جاهل. وفيما أشار إلى أن الإعلام الفعال والمسئول ذا أهمية بالغة لتنمية وازدهار بلد مثل اليمن، إذ يمكن للإعلام تثقيف الناس و نشر الوعي و المساهمة في تعزيز ثقافة التسامح والمصالحة و التي تحتاجها اليمن الآن أكثر من أي وقت مضى.. قال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي: في هذا الوقت بالتحديد، لدى الإعلام دور هام ليلعبه في اليمن الذي شرع في مرحلة جديدة تتطلب العمل الشاق والجاد من قبل الشعب اليمني لإعادة بناء البلاد على مبادئ الديمقراطية الحقيقية، التسامح، والتنوع. هذه المبادئ لها أهمية كبيرة لضمان إيجاد دولة مدنية مزدهرة تحترم حقوق مواطنيها وتعزز الحريات الأساسية وتهتم لشعبها. وقال إن المشهد الإعلامي في اليمن منقسم، وغالبا ما تهمل الموضوعية لغرض خدمة المصالح الشخصية و الأجندات الخاصة. وبوصفكم الجيل الجديد فأنتم بحاجة إلى تمثيل ثقافة جديدة تحترم المهنية والحيادية والتنوع. ولفت درسو إلى أن الشباب ليسوا مجرد حزب سياسي، بل جيل يحمل أراء مختلفة عما يريدوه، لكننا نؤمن أن الغالبية العظمى من الشباب اليمني تتشارك الرغبة ذاتها في التغيير الديمقراطي وفي حياة أفضل. وخاطب الصحفيين بالقول: أنتم تأتون من توجهات متعددة، وهذا هو التنوع، فالاتحاد الأوروبي ملتزم بالوقف إلى جانب الرغبة في العمل مع جميع مكونات المجتمع اليمني. مضيفا: ينبغي عليكم أن تسعوا إلى إيجاد أسس مشتركة للعمل عليها والسير إلى الأمام. لا يمكن لأحد أن يتحدث بالنيابة عن الجميع، وكل فرد يجب أن يتقبل رأي الآخرين. إن هذا هو التسامح والمبدأ الأساسي للديمقراطية. وقال: أود هنا الاستشهاد بفولتير، الفيلسوف الفرنسي المشهور، الذي لخص هذا المفهوم بشكل رائع أثناء الثورة الفرنسية عندما قال: "قد أختلف معك فيما تقول، ولكن سأدافع حتى الموت عن حقك في قول ما تريد". إن احترام الآخرين والإقرار بالاختلافات هي أمور مطلوبة في أي نظام ديمقراطي. إن التنوع ليس نقطة ضعف بل هو مصدر للقوة لأنه يسمح بوجود مناظرات حقيقية من اجل الأمة والوطن. واعتبر ميكيليه التهميش والسيطرة أمرين مضران بروح المصالحة التي تحتاجها اليمن اليوم بشدة، منوها إلى انه ينبغي ألا يشعر أحد بأنه قد أقصي من العملية، وعلى الجميع أن يشارك في بناء اليمن الجديد من خلال الحوار الوطني الحقيقي. الوقت الآن ليس للتنافس السياسي، إذ أن التحدي الرئيسي اليوم لجميع اليمنيين ولجميع الاتجاهات السياسية يكمن في تحديد أساس النظام السياسي والدولة الديمقراطية الجديدة حسب تعبيره. وقال إن الوقت الآن هو للوفاق الوطني، فعندما توضع القواعد وتقبل من الجميع، يمكن حينها البدء في التنافس السياسي. كما أمل أنه وبنهاية العملية الانتقالية الراهنة سيحصل اليمنيون على انتخابات شفافة وحقيقية تنافسية في فبراير 2014. ونحو هذا الهدف، يجب أن تكون العملية شاملة ويجب أن يشارك كافة اليمنيين في الحوار الوطني، مشيرا إلى أن ذلك يمثل تحديا كبيرا نظرا لغياب الثقة بين الأطراف المختلفة ولكنه يظل أمرا ممكنا. وأضاف: أنا على يقين بأن اليمنيين كرفاقهم المصريين أو التونسيين سيظهرون لنا وللعالم بأسره أنهم قادرون على العيش بانسجام في دولة ديمقراطية، وسيثبتون أن التنوع الجغرافي والاجتماعي والسياسي يمكن أن يصبح مصدرا للقوة لا نقطة ضعف. واختتم كلمته بالقول: أنتم الجيل الجديد الذي يتعامل مع وسائل الإعلام ولديكم مسئولية محددة تجاه الروح والحيوية الديمقراطية في هذا البلد. دافعوا عن أفكاركم ولكن دافعوا أيضا عن المبادئ العامة للعدل والتسامح والاحترام، ودافعوا عن حقوق الجميع في قول ما يريدون، واعملوا بإخلاص من أجل اليمن ومستقبلكم ومستقبل أطفالكم من بعدكم.