الله.. نتوسل إليه بصفاته وأسمائه الحسني، وكلما شعر العبد بالمذلة الي بارئه, فهو رابح رابح، لأن هذه المذلة لله تبارك وتعالي تعفيه من المذلة لغير الله، وهي في محلها لأن الله هو صاحب الفضل عليه بوجوده، ولو لم يوجده الله ما وجد وما كان، وبعد الإيجاد فإن الله يمن علينا بأشياء كثيرة, وفي الحديث القدسي بعضا منها يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته, فسلوني الهدي أهدكم, وكلكم فقير إلا من أغنيته, فسلوني أرزقكم, وكلكم مذنب إلا من عافيته, فمن علم منكم أني ذو قدرة علي المغفرة فاستغفرني غفرت له ولا أبالي الله نركع ونسجد له، ونحس بالركوع والسجود أننا نركع ونسجد لمن له الركوع والسجود، وحده, وليس لأحد غيره كائنا من كان.. نحس بالخضوع والخشوع لمن خلقنا ولم نك شيئا, وأفاء علينا بنعمه ظاهرة وباطنه, نخشاه ونطمع في رحمته وفيض إحسانه, نصبر علي ابتلاءاته ونشكره علي نعمائه, وإن كان كثير من الناس لا يفعلون إن الله لذو فضل علي الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون( يونس06).. والله يرزقنا وهو خير الرازقين( سبأ93) وهو يأمرنا أن نشكر له هذا الرزق بأن نهب شيئا منه لمن قدر عليهم رزقهم, لأنه مال الله الذي آتانا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم( النور33).. كما نهانا أن نمن علي من نخرج له هذا المال حتى لا نجرح شعوره الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذي لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون( البقرة262).. فإذا تصدقنا ولم نجرح شعور من تصدقنا عليه, أثابنا ثوابا مضاعفا وغفر لنا به ذنوبنا إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم( التغابن71) والله يسمي هذا الإنفاق قرضا حسنا تلطفا منه.. ويحثنا علي إيتاء أولي القربي والمساكين. الله لطيف بعباده.. وهو يلطف بهم ويتلطف معهم, كما ورد في الآية الكريمة من سورة التغابن, ولطفه بنا نراه ونحس به في مواقف كثيرة, وكلما زادت عندنا حاسة الاستقبال, زاد إحساسنا بلطفه معنا وفضله علينا, شريطة أن نكون من المحسنين, الشاكرين لفضله الصابرين علي ابتلاءاته, وعندها سنلمس فضله علينا بلا حدود ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم( الجمعة4).. والله يوجهنا أن نسأله الهدي والغني والرزق والمغفرة كما ورد في الحديث القدسي وهو يحثنا أيضا أن ندعوه بأسمائه الحسني فيستجيب لنا ولله الأسماء الحسني فأدعوه بها( الأعراف081). فلنكن كما أمرنا الله, وكما يحب منا ولنا بقدر استطاعتنا ننل من سعة فضله وكريم رزقه ما تقر به أعيننا في الدنيا والآخرة, ويتم نعمته علينا بدخولنا جنات النعيم والخلود فيها الي أبد الآبدين.