سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محمد علي أحمد: بعض القيادات الجنوبية تبحث عن الزعامة وعلى شعبنا محاكمتها لا رفع صورها أكد أن رؤيتهم لحل القضية الجنوبية تنطلق على أساس فدرالي قائمة على الواقع وتتلاءم مع نظرة المجتمع الدولي..
قال القيادي الجنوبي محمد علي احمد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني " لشعب الجنوب " إن الوحدة الاندماجية بين الشمال والجنوب انتهت فعلياً بعد حرب صيف 1994م وخاصة بعد خطاب السبعين الذي أطلق فيه علي عبد الله صالح الأمر باحتلال الجنوب وتصفية كوادره واحتلال أراضيه، فما حصل بعد الحرب الاحتكام لثقافة الغالب والمغلوب. وأشار محمد علي أحمد في إجابته على أسئلة الصحفيين الذين التقوه في فندق البستان إلى أن الشرارة الأولى لقضية الجنوب والحراك الجنوبي انطلقت من حضرموت ومدينة المكلا، وأول شهيد سقط بارجاش في عام 1997م، مضيفاً بأن الحراك الجنوبي حراك جماهيري شعبي تحتاج إلى تنظيم وترتيب واتفاق وانتقال من العمل الميداني إلى العمل السياسي، وابتداء من 7/7/2007م بدا الحراك الجنوبي يأخذ ملاحه وانتقل من المطالب الحقوقية إلى المطالب السياسية، والى الآن ما زال الحراك يتحرك بجهد وإرادة شعبية حسب تعبيره. وقال إن الحراك الجنوبي لم يستطع أن يخلق قيادة سياسية متفق عليها جنوبياً ويلتف حولها الجميع من أبناء الجنوب ومختلف الشرائح الاجتماعية والسياسية والفكرية. وأضاف: "نعم توجد قيادات ميدانية وسياسية ولكنها متفرقة ومختلفة ومتنازعة بين المشاريع والرؤى، المشكلة الحقيقية والواقعية للحراك عدم التواصل والتوافق بين القادة والقيادة، فالعلاقة بين المركز والشارع والميدان ما تزال مهزوزة وضعيفة. وأفاد القيادي محمد علي أحمد أن الوحدة الاندماجية في اليمن لم تكن وحدة بين شعبين أو وحدة وطنية بين شطرين ممزقين وما كنا نردده في الماضي من شعارات الوحدة القومية والعربية إنما هي شعارات ثورية تفتقد لكثير من التفاصيل والرؤية الواقعية لشكل الدولة وإنشاء مواطنة عادلة في ظل دولة مؤسسات. ولفت إلى أنهم ينطلقون من رؤيتهم لحل القضية الجنوبية على أساس فدرالي قائمة على الواقع الميداني وتتلاءم مع نظرة المجتمع الدولي، وهي الحلقة الأولى في تقرير الجنوب لمصيره. وقال: أنا من القيادات المشاركة في مؤتمر القاهرة والملتزم بما تم إقراره من قرارات وتوصيات ورؤية وطنية جنوبية، مستدركاً بأنه حدث هناك تغيير وتحرك إقليمي ودولي وتسارعت الأحداث على الأرض التي استدعت تطوير رؤية القاهرة لتكون قادرة على مواكبة المتغيرات والمعطيات، ورؤيتنا للفدرالية وتقرير المصير متوافقة تماماً مع رؤية ومقررات القاهرة، منوهاً إلى أن أطروحاتهم ومشروعتهم لخلق توافق وطني جنوبي يعبر عن نبض الشارع، وما يطرح من شعارات فضفاضة لحل القضية الجنوبية لا تستطيع حل قضية الجنوب أو تستجيب لمطالب المواطن الجنوبي المظلوم من الوحدة الاندماجية القهرية لأنه بحسب تعبيره- يعود الرأي لها من خلال تقرير مصيرها دون تدخل خارجي أو داخلي. وقال: لم نعد إلى ارض الوطن الحبيب من اجل البحث عن المناصب واللهث وراء السلطة أو حكم الجنوب وإنما ألزمت الظروف والمتغيرات في المشاركة في استعادة وطننا وخلق وطن جديد يتجاوز ماسي الماضي وأخطاء المراحل وإرساء دولة المؤسسات وخلق الوفاق الجنوبي، وندعو إخواننا الجنوبيين ورفاقنا من الطرف الآخر إلى رؤية جنوبية واقعية تحل القضية الجنوبية من خلال آلية عملية ومفصلة نثقف عليها جميعا ونتخلى عن مشاريعنا ورؤيتنا ونتوحد حولها جميعا وإلا فعليهم العودة والانضمام إلى رؤيتنا ومساعينا لحل القضية الجنوبية ومشاركة جميع الشرائح الجنوبية للمساهمة في حل القضية الجنوبية. وحول ما يقال عن رؤيتنا الوطنية لحل القضية الجنوبية بأنها انتكاسة وعودة إلى المشاريع الماضوية، اعتبره كلام غير صحيح إذا حصلت وحدة وطنية على أساس المشاركة بين الجنوب والشمال. وقال: الجنوبيون دخلوا الوحدة بطواعية وكان الشعب في الجنوب والشمال ينشد العدالة والمواطنة، فما نقدمه من رؤية جنوبية تحاول حل المشاكل والجرائم التي ارتكبت باسم الوحدة من قبل الطرف المنتصر، وليست عودة إلى الوراء وتفتيت الوطن وإنما حل تراكمات خطيرة لوحدة اندماجية استهدف فيها الجنوب وأبناءه. وأكد على أنه يجب عدم تجاوز الإرادة الشعبية وما تريده الشعوب تصنعه، وعن علاقتنا بالمجتمع الدولي لا تبعد عن إدارة شعب الجنوب الذي خرج في تظاهرات وقدّم التضحيات والشهداء والدماء لاستعادة دولته الجنوبية وتقرير مصيره، والمجتمع الدولي سيسمع مطالب أبناء الجنوب ويستجيب لها لأنها مطالب عادلة وواقعية ولكن لن تتحقق مطالب الجنوبيين ما لم يتوحد الجنوبيون وتتقارب مطالبهم ورؤاهم. وأضاف: نحن سندخل الحوار الوطني وسنعرض مطالبنا بقوة وشفافية وسنطالب بتقرير المصير، كما ينص القانون الدولي وتعترف به الشرائع الدولية وتتوافق مع القانون الدولي، وقد التقينا وفد الاتحاد الأوربي وممثل روسيا ووضحنا لهم مطالب أبناء الجنوب بكل صدق وشفافية وأسمعناهم صوت الجنوب بصدق ، وواجهنا تفهما منقطع النظير للقضية الجنوبية. مشيراً إلى أن ما يقال بان نظرتهم ورؤيتهم لحل القضية الجنوبية نظرية وغير واقعية ليس صحيحاً."فنحن نرفع أهداف وغايات تعبر عن شريحة كبيرة من أبناء الجنوب من خلال تقرير مصيره بنفسه وبإرادته شعب الجنوب، ونحن لم نبتدع أهداف ومبادئ وهمية وخيالية وإنما نطالب بمشاركة المجتمع الجنوبي بمختلف اتجاهاته وشرائحه واتجاهاته في المشاركة في تقرير مصيرهم والمشاركة في بناء المجتمع الجنوبي" حد قوله محمد علي احمد. ونوه إلى أن ما ذكر من وجود تخوفات عن عودة الصراعات السابقة بين الجنوبيين تجاوزه شعب الجنوب من خلال اختيارهم تقرير مصيرهم وما ندعو له من رؤية ستشرك كل الجنوبيين دون استثناء، وتابع قائلا: "بصراحة يشهد الجنوب تباينات واختلافات وبعض القيادات الجنوبية لم تتغير وتستفيد من أخطاءها وتتجاوز الماضي فهم مصرون علي ذاتيهم ويبحثون عن الزعامة والظهور، وشعبنا عاطفي يرفع صور الزعماء ويصدق كل ما يقولون بدل أن يحاكمهم ويرفض أطروحاتهم. وأضاف أحمد: ليس بيني وبين قيادات الحراك الجنوبي أي خلافات شخصية أو عداوات سياسية وعلاقاتي بهم قائمة ولكني انحاز إلى خيار الشعب المطالب بتقرير مصيره. واختتم حديثه بالإجابة عن إحدى الأسئلة الصحفية بالقول:" شكلت رؤيتنا إحراجاً شديداً لبعض الأطراف الداخلية والخارجية، وكثير من الأطراف الشمالية يرفضون حل القضية الجنوبية ويسعون لاستمرار الغبن والظلم واحتلال الجنوب، فهم متفقون رغم اختلافاتهم السياسية والعسكرية على تهميش الجنوب وإسقاط مطالبه المحقة وتفتيت مكوناته وخلق الصراعات والنزاعات بينهم، فما يحدث من خلافات وتنازع بين كثير من الأطراف الشمالية إنما هو تنازع وتصارع على المصالح واقتسام الجنوب وخيراته، فكثير من الأطراف الشمالية لا تملك رؤية أو تصور لحل القضية الجنوبية".