استغربت وأنا أقرأ أن الحديدة تعلن نفسها مدينة منكوبة رياضيا لأن بالي كالعادة ذهب بي بعيدا إلى احتمال أن تكون النكبة بسبب إعصار لا قدر الله ضرب البنية التحتية للمدينة أو أن البحر الأحمر قد تمرد على الشاطئ وقفز على البشر والحجر والشجر، وبعد أن تجاوزت العنوان إلى السطور وجدت أن الأندية هي من تعاني رياضيا وأن وضع الرياضة في عروس البحر لا يسر الخاطر هنا أدركت أن خبر (النكبة) قد تأخر كثيرا وكثيرا جدا، لا تستغربوا يا جماعة. الحديدة منكوبة من زمان من يوم أعلن الأخ أحمد العيسي تواجده فيها كداعم رياضي ورجل بر وإحسان وفي آخر المصائب رئيس اتحاد الكرة ويا لها من كارثة تؤكد حقيقة النكبة. في مسار استغرابي تساءلت لماذا لم تعلن محافظة كحسان مثلا أنها منكوبة رياضيا رغم ما مرت به من أحداث ورغم هبوط حسان وتوقف النشاط الرياضي في مديريات المحافظة والحرب الضروس التي جرت بين قواتنا المسلحة وتنظيم القاعدة، الجواب معروف وهو أن العيسي ليس موجودا في المحافظة. شوقي والعيسي أصول الفرق ******* ما علينا من أبين سنتجه إلى محافظة أخرى وهي محافظة تعز وبنظرة سريعة على الفرق بين رياضة تعزوالحديدة سنجد أن المقارنة معدومة حتى على مستوى الداعمين الحقيقيين سنجد في تعز رجلا بحجم الأستاذ شوقي هائل رئيس نادي الصقر الذي لم يلتفت للفريق الأصفر فحسب ولكنه اهتم بباقي أندية تعز وعمل الكثير على تحسين البنى التحتية منها تعشيب ملعب الشهداء، فيما لو وجهنا أبصارنا على الحديدة سنجد معاناة كبيرة ولو رأينا الهلال لوجدنا نادي رياضي لا يملك من الهلال إلا الكسوف إذ نرى النادي عبارة عن مجرد خرابة تعشعش فيها العناكب، في وقت دعونا العيسي مرارا إلى الاهتمام بالنادي والنهوض به إلى النموذجية التي يستقر عليها صقر تعز لكن دون فائدة.. حتى في ظل وجود عضو في مجلس النواب ورئيسا للنادي وهو الأخ عبد الله حسن خيرات إلا أنه لا الرجل ولا عضويته ساهما في تحسين نادي الهلال أو أي نادي آخر والنتيجة التي يمكن أن نخرج بها ويخرج بها حتى من لا يستطيع النظر هي أن العيسي الذي لم يلتفت لناديه الأزرق الساحلي كيف سيصل بالكرة اليمنية إلى بر الأمان وكيف سيوجد بنية تحتية ترتقي لمستوى طموح الرياضيين وشباب الوطن. في الحديدة داعمين مثل الأخ عبد الجليل ثابت فهل يعقل أن يكون هناك نكبة رياضية في ظل وجود داعم مثله إذن يتضح جليا أن العيسي غير متعاون نهائيا مع رياضة الحديدة وأنه مهتم فقط بالحفاظ على مركزه كرئيس اتحاد غرقان في الفشل وإلى رجل يحلم بزعامة اللجنة الأولمبية. ما جدوى شعارات رجل الخير إذا كان من يهتف بذلك هم كل من يتمصلح من اتحاد الكرة ثم أين هذا الخير لا كرة متطورة محليا ولا تمتلك أدنى مقومات المشاركة خارجيا ومع هذا يُصر المسبحين بحمد الشيخ أن كرتنا تمر في أزهى عصورها وأن أعضاء الاتحاد الحالي هم خلاصة النجاح في شارع الكوادر اليمنية. نكبتنا في كرة القدم ***** الحديدة محافظة يمنية بحاجة إلى أن تعيش مدة صحية في مختلف الألعاب وبات من الواضح أن مدير مكتب الشباب والرياضة الحبيشي صار على موعد من المغادرة فكل خطأ أو تقصير في الإدارة والعمل يتحمله مكتب الشباب والرياضة والأمر أيضا يدخل في نطاق مسؤولية المجلس المحلي ومحافظ المحافظة. على الجميع أن يدركوا مسؤولياتهم الجسيمة تجاه رياضة الحديدة العريقة والتي تمتلك سجلا ناصعا في تاريخ أنديتها باستثناء الهلال الذي لم يحقق إنجازا للمحافظة حتى أن فوزه ببطولة الدوري في 2010م كان فوزا بقرار مثيرا للجدل لم يكن مستحقا وعلى ضمانتي. الحديدة قدمت العديد من الأبطال والإنجازات في كرة القدم وفي باقي الألعاب الفردية، التي جعلت عروس البحر تنبؤا مكانا مرموقا حتى بدأ صيت العيسي يذيع فبدأت مشاكل الرياضة في الحديدة.. يمكنني القول أن الحديدة ليست منكوبة رياضيا ولكن كرة القدم في بلادنا هي المنكوبة، وهي التي تستحق وقفة جادة لمحاسبة اتحاد الكرة ومن قبل الجمعية العمومية التي تدين بالولاء والطاعة لرئيس الاتحاد الذي لم يأكل بعقلهم حلاوة بل وحشا عقولهم بها. نحن منكوبون في تصنيف الفيفا، كل مرة نتراجع في الترتيب ونعود بسرب خسائر ثقيلة وبهذلة ومرمطة ومع هذا لم نجد من يقف في صف الحقيقة سواء من أعضاء الاتحاد أو من أعضاء الجمعية العمومية وهذا شيء متوقع.. نكبتنا فعلا في رياضة كرة القدم لأن هناك ألعاب فردية تحقق إنجازات كبيرة على مستوى المشاركات الخارجية.. لعل النكبة الكبيرة هي نكبة الضمائر ونكبة العقول ونكبة الفساد الرياضي الذي استشرى في جسم الكرة اليمنية وجعلنا نعاني بحسرة دون أن يلتفت لآلامنا أحد. المدرب الأجنبي في قطعة قصدير!! ****** سلسلة التعاقدات التي يجريها اتحاد الكرة مع المدربين الأجانب وآخرها التعاقد مع مدرب بلجيكي هي سلسلة للتعاقدات المضحكة المبررة التي يتحفنا بها اتحاد الكرة.. هذه المرة سألوا العيسي عن إمكانيات هذا المدرب فقال نفس الرجل الذي يضحكني دائما أن هذا المدرب له تاريخ كبير وسيفي رائع وأن التعاقد معه جاء بعد سلسلة دراسات طويلة وكبيرة وبموافقة ربما من الأممالمتحدة. الشيء المضحك أن التعاقد مع أي مدرب أجنبي تسبقه السمفونية البليدة نفسها، المدرب هذا ما شاء الله عليه قوي وسمين وخالٍ من الكوليسترول..! سيكون منتخبنا معه رقما صعبا لا تستطيع الحاسبة أن تجمع أرقامه، ثم تحدث الكارثة ويتواصل الإخفاق يتحول المدرب الرائع الأقوى من (مازنجر) إلى (كبش) يطبخونه كما يشاؤن ويعيدونه إلى وطنه في قطعة (قصدير).. من الآن جهزوا القصدير للمدرب البلجيكي فالخلل في اتحاد العيسي وبطانته وليس في المدربين!!.