شهد المهرجان الحاشد الذي أقامته جماهير الحراك مساء أمس في شارع المعلا بعدن توتراً كبيراً، حيث جاءت الفعالية في ظرف عصيب يمر به الحراك المتشظي في أكثر من مكون وخلف أكثر من زعيم والخصومة بين الجميع على أشدها. الجماهير قررت منع القيادات ومنعها من إلقاء الخطابات، كما جرى إسقاط الصور التي اعتادوا على رفعها للبيض وباعوم والعطاس وعلي ناصر وباقي الزعماء.. وبحسب شهود عيان حضروا المهرجان قالوا إن الجماهير المشاركة منعت الدكتور صالح يحيى سعيد من إلقاء الخطاب، وجرى طرده عندما حاول صعود المنصة وإلقاء الكلمة التي أعدها في المناسبة، لكن المنظمين تصدوا له وطردوه هو وعبدالحكيم الحسني رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان. في حين كادت أن تنشب مواجهات مسلحة بين حراسات القائد العسكري أحمد الحسني –وهو موالي لعلي سالم البيض- وحراسات القيادي والبرلماني صلاح الشنفرى النائب لحسن باعوم، ولولا تدخل الحاضرين لكانت تحولت الفعالية السلمية إلى مجزرة، أعادت للأذهان سقوط ورقة التوت عن شعار التصالح والتسامح الذي رفعه الحراك قبل ست سنوات، لكنه يبدو اليوم عارياً في مشهد صراع جديد بين الزمرة والطغمة (أبين الحسني والشنفرى الضالعي).. ويرى مراقبون أن قيام الجماهير بمنع القيادات من الصعود إلى المنصة وإلقاء الخطابات وفرض عدم رفع صور الرموز والزعماء، كشف عن حالة الإحباط التي يقوم عليها جمهور الحراك من أداء قياداتها المتصارعة على الزعامة، وهو ما شتت الحراك في كيانات ومسميات أضعفت القضية ولم تحقق لها أي انجاز. يذكر أن عدن شهدت أمس ثلاثة مهرجانات الأول أقامه أنصار باعوم في الهاشمي والثاني لقوى الثورة الجنوبية في كريتر والثالث كان في المعلا لأنصار علي سالم البيض وجماهير من مكونات الحراك الأخرى.