قال الدكتور عبد العليم باعياد إن ثورة أكتوبر ذكرى عظيمة يستلهم منها الجيل عظمة تلك الثورة المباركة التي شارك فيها الجميع بلا استثناء، مشيراً إلى انه وبرغم كونها مستقلة عن ثورة سبتمبر إلا أن الأخيرة كان لها علاقة قوية بالأولى ( أكتوبر)، إذ أن الكثير من ثوار أكتوبر شاركوا في ثورة سبتمبر، وعلى كل من يشكك في ذلك الرجوع إلى خطابات قيادات الثورة في ذلكم الحين، داعياً إلى إنصاف الثوار الذين قال إن منهم من لم يأخذ حقه حتى اليوم. وفي الندوة التي أقيمت في مديرية الحصين بعنوان : "ثورة14 أكتوبر والدور النضالي لأبناء الضالع" أشار باعباد في حديثه إلى أهمية ودور ثورة سبتمبر في قيام ثورة أكتوبر، أن ثورة سبتمبر شكلت عاملاً في نضوج الظرف الموضوعي الذي اكتمل مع الذاتي كشرط لقيام الثورة، كما أنها شكلت منطلقاً لتدريب وتسليح الثوار في تعز وكذلك من منطقة قعطبة التي كانت ملاذاً آمنا للثوار في الجنوب وفيها عقدت مؤتمرات الجبهة القومية. وأكد باعباد بأنه ولولا ثورة سبتمبر لما أمكن التحرك بحرية من قبل قادة ثورة أكتوبر، لافتاً إلى أن مدرسة قعطبة شكلت نواة العمل الثوري من خلال تخريج عدد من الدفع الطلابية التي تولت معظمها العمل القيادي في مؤسسات الدولة بعد الاستقلال. وفي المحور الأول للورقة تحدث الدكتور/عبدالعليم باعباد رئيس منتدى الحوار والثقافة عن المسيرة الثورية والدور النضالي الكبير لأبناء الضالع، مشيراً إلى أن الثورات عادة ما تقوم من أجل الحرية المسلوبة إما بفعل استعمار أجنبي أو استبداد داخلي، وتحدث الثورات عندما تبلغ الأمور حداً لا يطاق ويبلغ الشعور بالظلم إلى أقصى مداه. وقال باعباد إن الثورات فعل شعبي قوي يخرج عن سيطرة الحكومات ويستند إلى مشروعية شعبية في الأهداف والوسائل وتتجه إلى إحداث تغيير للبنى السياسية والاجتماعية والثقافية الموجودة. فيما أشار "عبد القوي المليجي" رئيس دائرة التعليم بالمجلس الأهلي بمحافظة الضالع إلى أن الثورة اليمنية عبرت عن معاناة وآمال الشعب نحو التغيير والبناء والتخلص من الجهل، وقد فتحت آفاقا جديدة يسير عليها الجميع، مشيراً إلى أن ما يميز الثورتين سبتمبر وأكتوبر هو أنها مثلت تحولاً كبيراً وجديداً في تاريخ اليمن امتد إلى جميع المناطق اليمنية. وقال المليجي إن من عوامل الاخفاق كان عدم اكتمال واستمرار تطور الثورة بالانتصار الثوري حيث تم التحرر من الاستبداد والاستعمار إلا أن مخلفاتهما ظلت باقية، وأنها أسست جيشاً وطنياً غير أن تنازع القبيلة والمناطقية أضعف الولاء وانصرف الاهتمام إلى الدائرة الأصغر على حساب الوطن". مضيفاً "إن الاهتمام ظل بالجانب الشكلي دون الاهتمام ببناء الإنسان ومداركه مما أنتج عن سيطرة القوى التقليدية على مقاليد الحكم، وأن الثورة تركزت على الجانب المادي ولم توجه النظرة الثورية نحو البناء والتغيير، فحدث هناك انقسامات بين من يدعون أحقيتهم للثورة وبين من يوصمون بالرجعية، واصفا إياها بأخطر ما رافق الثورة من تآمرات أخرت مسيرة البناء. واختتم المليجي ورقته بالتأكيد على وجوب غرس القيم والأهداف التي قامت من أجلها الثورة بالحفاظ على ما تحقق من إنجازات حيث والعلم هو الوسيلة الوحيدة لتطور الشعوب ونهضتها، داعياً إلى نشر الوعي وثقافة الحوار ورفض الإقصاء والتهميش. من جانبه تطرق رئيس المنتدى الأدبي للتغير بمحافظة الضالع الأخ "جياب محمد علي" إلى علاقة الثورة الشبابية السلمية بثورتي سبتمبر وأكتوبر والتي قال إنها جاءت على خطى تلك الثورتين وأعادت لأهدافهما الاعتبار. وأكد جياب على أن اليمن قاطبة هي كتلة واحدة أشعلت فتيل الثورات اختتاماً بالثورة الشبابية التي زادت على الثورات السابقة في تأصيل ثقافة الحوار ومبدأ النضال السلمي وحققت الكثير من الإنجازات منها إيصال القضية الجنوبية إلى كافة المحافل الدولية. وكان قد ألقى رئيس المجلس الأهلي بالمديرية الشيخ/ "محمد فحلول" كلمة رحب في مستهلها بالحاضرين، مؤكداً أن الاحتفال بالذكرى 49 لثورة14 أكتوبر فيه تذكر نضال آباء كرام قضوا حياتهم في سبيل أهداف عظيمة وسقط منهم عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى لأجلها. حضر الندوة التي نظمها المجلس الأهلي بمديرية الحصين الأستاذ/ محمد عبدالمجيد باعباد رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح بالمحافظة والأخ "عبدالرقيب قزيع" عضو الهيئة التنفيذية للمجلس الأهلي والناشط "فضل العقلة" نائب رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الشباب بالمحافظة وقيادات شبابية وحزبية وجمع كبير من أبناء المديرية من مختلف القرى.