سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المجلس الاهلي يتهم بقايا النظام والحوثيين وجزءاً من الحراك بالانقلاب على ثورتي سبتمبر وأكتوبر في ندوة لتنسيقي القوى الثورية بالضالع أكدت المراهنة على الثورة السلمية التي أذهلت العالم..
قال القيادي الاشتراكي/ فضل الجعدي إن ثورتي سبتمبر وأكتوبر مثلت تجلياً رائعاً لأحلام اليمنيين في التحرر والانعتاق والخروج من الثالوث المرعب والمتمثل في الجهل والفقر والمرض التي كرسها الحكم الإمامي في شمال اليمن والحكم الاستعماري في جنوبه. وأكد الجعدي أن الرغبة في إشعال الثورتين26 سبتمبر و14 اكتوبر هدفت إلى بناء دولة يمنية حقيقية تحمي مكاسب الشعب وتصون هدف الثورتين في تحقيق الوحدة اليمنية في عام90م رغم ما شاب ذلكم الهدف من علات وأورام خبيثة من قبل نظام 7/7 البائس البائد- حسب تعبيره. وفيما استعرض الجعدي سكرتير منظمة الحزب الاشتراكي اليمني- مراحل النضال التي مرت بها الثورتين والمقارنة بين أهدافهما والواقع.. تساءل: هل استطاعت الثورتان تحقيق أهدافهما؛ أم أنه لأسباب خارجة عن الثورات وعوامل ذاتية وموضوعية وكثرة المؤامرات التي كانت تحاك ضد الثورتين أخفقت الثورتين في تحقيق كامل الأهداف . وفي الندوة التي أقيمت بعنوان "الثورات اليمنية ومستقبل الحوار الوطني" قال الجعدي إن الأمل الذي يحدونا منعقد على الثورة الثالثة وهي ثورة الحراك السلمي والشباب السلمية في تحقيق ما لم يتم تحقيقه من أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر، مضيفاً: "سنستمر بالمراهنة على هذه الثورة التي أذهلت العالم". من جانبه أوضح "د/ عبد العليم باعباد"أن غياب الحرية وتنازع المشاريع الخارجية بالأمس كان سبباً في دورات العنف وهو الذي يطل اليوم برأسه من جديد في واقع الجنوب على وجه الخصوص حد قوله، مشيراً إلى أن ما يجري اليوم هو اجترار أفكار المدرسة الراديكالية القديمة وبنفس الثقافة وبنفس الأسلوب مع فارق أنها كانت في الأمس تمتلك السلطة وأدوات الفعل السياسي واليوم مجردة من أدوات القمع . وقال باعباد الغريب هو أن الاستبداد الذي ملأ الدنيا ضجيجاً بوطنيته ووحدويته لا يجد في نفسه غضاضة أن يكون طائفياً أو إقصائياً لافتاً إلى أن الملاحظ في تاريخ اليمن بأن أي جماعة أو تيار يقصي أو يهمش الآخر فإن مآله الخسران والفشل الذريع مستخلصاً أن القضاء على حرية الإنسان والاستبداد برأيه لحساب جنسه أو عرقه أو تحت حجة تقديس المكان أو الجغرافيا ينتهي في الغالب بسقوط المستبد وسقوط المكان، وأن حرية الإنسان هي السبيل لاستعادة الأوطان. وتحدث باعباد في ورقته عن واقع المحافظات الجنوبية بعد 49 عاماً من ثورة 14 أكتوبر مؤكداً بأن الثورات حققت التحرر ولكنها لم تنجز الحرية، داعياً في ختام ورقته القيادة السياسية إلى التعامل مع الجنوب كإنسان لا كمكان فحب الوحدة حد قوله يوجب حب هذا الإنسان والحفاظ على كرامته وحريته وحقوقه. الناشط الشبابي والمسئول الإعلامي للمجلس الأهلي بمحافظة الضالع الأخ/علي الأسمر قال إن الثورة الشبابية هي امتداد للثورتين سبتمبر وأكتوبر وجاءت لتصحيح مسارهما وتحقيق أهدافهما إنقاذا لليمن، مؤكداً بأن ثمة ثورتين في الواقع السياسي الحالي، ثورة مستمرة ويقودها الشباب ومعهم القوى المؤمنة بالتغيير ويسعون لتحقيق أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر وبناء اليمن الجديد وثورة مضادة بتحالف وثيق بين ثلاثة أطراف هم بقايا النظام والحوثيون وجزء من الحراك" . وفيما وصف الأسمر" نلك الأطراف بالانقلابيين الذي قال إنهم يسعون إلى إعادة اليمن إلى ما قبل الثورتين، قال إن الثورة الشبابية تميزت على الثورتين بسلميتها ولم تقع فيما وقعت به تلك الثورتين من تسلط الصنمية، فليس للثورة قيادة محددة يمكن أن تنقلب عليها أو تسرقها كما يظن البعض من المشككين . وعدد الأسمر إنجازات الثورة الشبابية التي قال إن من أهمها إظهار المواهب والإبداعات وإعادة الاعتبار للوحدة، وأن الثورة الشبابية أجبرت العالم على الاعتراف بها والتعامل معها كأمر واقع وأوصلت القضية الجنوبية إلى المحافل الدولية والإقليمية، كما أنها أظهرت الحكمة اليمانية وتجلى ذلك واضحا في سلميتها وأعادت تشكيل الوعي المجتمعي واجتثاث السلبية القاتلة التي قال إنها البيئة المناسبة التي يعشعش فيها الاستبداد ويقتات عليها وهي سبب لما وصلت إليه البلاد، مؤكداً على أن هذا الانجاز هو ثورة بحد ذاته . واختتمت أوراق الندوة بورقة الدكتور/ محمد مسعد العودي التي أكد فيها على ضرورة الحوار، مشيراً إلى أن الحوار قيمة إنسانية بحد ذاته ومن لا يقبل بالحوار لا يقبل بالرأي الآخر وبالتالي عدم قبوله بالآخر نفسه. واختتمت الندوة بنقاشات شارك فيها الحاضرون من كافة الأطياف السياسية والاجتماعية في المحافظة والتي أثرت الندوة بالآراء والمقترحات مؤكدين على ضرورة الحوار الوطني لحل المشاكل وبناء الدولة المدنية الحديثة. وكان قد ألقى رئيس المجلس الأهلي بمحافظة الضالع الشيخ/فضل قردع، كلمة رحب فيها بالحاضرين، مشيراً إلى أن الندوة تأتي تزامناً مع احتفالات شعبنا اليمني بثورة أكتوبر والتي تعتبر الذكرى الأولى لها بعد قيام ثورة الشباب السلمية لتحقيق أهداف الثورتين. حضر الندوة التي نظمها مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية بمحافظة الضالع عدد من القيادات الحزبية والشبابية والمهتمين والمثقفين وشخصيات اجتماعية وجمع من المواطنين .