قال القيادي الاشتراكي "فضل الجعدي" أن ثورتي سبتمبر وأكتوبر مثلتا تجليا رائعا لأحلام اليمنيين في التحرر والانعتاق والخروج من الثالوث المرعب والمتمثل في الجهل والفقر والمرض التي كرسها الحكم الإمامي في شمال اليمن والحكم الاستعماري في جنوبه ، مؤكدا أن الرغبة في إشعال الثورتين هدف إلى بناء دولة يمنية حقيقية تحمي مكاسب الشعب وتصون هدف الثورتين الواحد الذي هو هنا تحقيق الوحدة اليمنية في عام90م رغم ما شاب ذلكم الهدف من علات وأورام خبيثة من قبل نظام 7/7 البائس البائد" . وفيما استعرض الجعدي مراحل النضال التي مرت بها الثورتين والمقارنة بين أهدافهما والواقع.، تساءل هل استطاعت الثورتين تحقيق أهدافهما ؛ أم انه لأسباب خارجة عن الثورات وعوامل ذاتية وموضوعية وكثرة المؤامرات التي كانت تحاك ضد الثورتين أخفقت الثورتين في تحقيق كامل الأهداف .
وفي الندوة التي أقيمت بعنوان الثورات اليمنية ومستقبل الحوار الوطني" قال سكرتير منظمة الحزب الاشتراكي اليمني أن الأمل الذي يحدونا منعقد على الثورة الثالثة وهي ثورة الحراك السلمي والشباب السلمية في تحقيق ما لم يتم تحقيقه من أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر وسنستمر بالمراهنة على هذه الثورة التي أذهلت العالم.
من جانبه أكد "د/ عبد العليم باعباد" غياب الحرية وتنازع المشاريع الخارجية هو الذي تسبب بالأمس في دورات العنف وهو الذي يطل اليوم برأسه من جديد في واقع الجنوب على وجه الخصوص ، مشيرا إلى أن ما يجري اليوم هو اجترار افكار المدرسة الراديكالية القديمة وبنفس الثقافة وبنفس الأسلوب مع فارق انها كانت في الأمس تمتلك السلطة وأدوات الفعل السياسي واليوم مجردة من أدوات القمع .
وقال باعياد أن الغريب هو أن الاستبداد الذي ملأ الدنيا ضجيجا بوطنيته ووحدويته لا يجد في نفسه غضاضة أن يكون طائفيا أو إقصائيا ، لافتا إلى أن الملاحظ في تاريخ اليمن بأن أي جماعة أو تيار يقصي أو يهمش الآخر فإن مآله الخسران والفشل الذريع مستخلصا أن القضاء على حرية الانسان والاستبداد برأيه لحساب جنسه أو عرقه أو تحت حجة تقديس المكان أو الجغرافيا ينتهي في الغالب بسقوط المستبد وسقوط المكان، وأن حرية الانسان هي السبيل لاستعادة الأوطان.
و تحدث باعباد في ورقته عن واقع المحافظات الجنوبية بعد 49 عاما من ثورة 14 اكتوبر ، مؤكدا بأن الثورات حققت التحرر ولكنها لم تنجز الحرية ، داعيا في ختام ورقته القيادة السياسية بان يتم التعامل مع الجنوب كإنسان لا كمكان فحب الوحدة يوجب حب هذا الإنسان والحفاظ على كرامته وحريته وحقوقه. الناشط الشبابي والمسئول الإعلامي للمجلس الأهلي بمحافظة الضالع الأخ "علي الأسمر" قال أن الثورة الشبابية هي امتداد للثورتين سبتمبر وأكتوبر وجاءت لتصحيح مسارهما وتحقيق أهد افهما إنقاذا لليمن ، مؤكدا بأن ثمة ثورتين في الواقع السياسي الحالي ، ثورة مستمرة ويقودها الشباب ومعهم القوى المؤمنة بالتغيير ويسعون لتحقيق أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر وبناء اليمن الجديد وثورة مضادة بتحالف وثيق بين ثلاثة أطراف هم بقايا النظام والحوثيون وجزء من الحراك" .
وفيما وصف الأسمر" نلك الأطراف بالانقلابيين الذي قال أنهم يسعون إلى إعادة اليمن إلى ما قبل الثورتين ،قال أن الثورة الشبابية تميزت على الثورتين بسلميتها ولم تقع فيما وقعت به تلك الثورتين من تسلط الصنمية ، فليس للثورة قيادة محددة يمكن أن تنقلب عليها أو تسرقها كما يضن البعض من المشككين .
وعدد الأسمر إنجازات الثورة الشبابية التي قال أن من أهما إظهار المواهب والإبداعات وإعادة الاعتبار للوحدة ، وأن الثورة الشبابية أجبرت العالم على الاعتراف بها والتعامل معها كأمر واقع وأوصلت القضية الجنوبية إلى المحافل الدولية والإقليمية ، كما أنها أظهرت الحكمة اليمانية وتجلى ذلك واضحا في سلميتها وأعادت تشكيل الوعي المجتمعي واجتثاث السلبية القاتلة التي قال أنها البيئة المناسبة التي يعشعش فيها الاستبداد ويقتات عليها وهي سببا لما وصلت إليه البلاد ، مؤكدا على أن هذا الانجاز هو ثورة بحد ذاته . واختتمت أوراق الندوة بورقة الدكتور/ محمد مسعد العودي أكد فيها على ضرورة الحوار معرجا في حديثه عن الحوار في القرآن الكريم وأساليبه مستعرضا عددا من الآيات القرآنية والتي حاور فيها المولى عز وجل إبليس اللعين كونه مخلوق والله سبحانه وتعالى هو الخالق والملك حيث يأمر فقط ولكنه يقيم هذا الخطاب الحضاري في أول سورة من القرآن الكريم ليعلمنا قيمة الحوار.
وأكد العودي على أن الحوار قيمة إنسانية بحد ذاته ومن لا يقبل بالحوار لا يقبل بالرأي الآخر وبالتالي عدم قبوله بالآخر نفسه، ومن لا يقبل بالآخر يبدأ بالتفكير بقتله.
واختمت الندوة بنقاشات شارك فيها الحاضرون من كافة الأطياف السياسية والاجتماعية في المحافظة والتي أثرت الندوة بالآراء والمقترحات مؤكدين على ضرورة الحوار الوطني لحل المشاكل وبناء الدولة المدنية الحديثة.
وكان قد ألقى رئيس المجلس الأهلي بمحافظة الضالع الشيخ "فضل قردع" كلمة رحب فيها بالحاضرين ، مشيرا إلى أن الندوة تأتي تزامنا مع احتفالات شعبنا اليمني بثورة أكتوبر والتي تعتبر الذكرى الأولى لها بعد قيام ثورة الشباب السلمية لتحقيق أهداف الثورتين.
حضر الندوة التي نظم مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية بمحافظة الضالع عدد من القيادات الحزبية والشبابية والمهتمين والمثقفين وشخصيات اجتماعية وجمع من المواطنين .