عقد يوم أمس الاثنين الملتقي الوطني لأبناء الجنوب مؤتمره الصحفي الأول في العاصمة صنعاء وسط حضور قيادات واسعة من أبناء المحافظات الجنوبية دعوا كافة الفصائل الجنوبية إلى التوحد وطرح القضية الجنوبية علي طاولة الحوار الوطني بهدف موحد. وأكد المؤتمر الصحفي على أهمية الاصطفاف الوطني الواسع بين مواطني المحافظات الجنوبية وعلى عدالة القضية الجنوبية. وقال رئيس الملتقي الوطني لأبناء الجنوب الدكتور عبد الله لملس إن الملتقي الوطني لأبناء الجنوب يري أن القضية الجنوبية هي قضية كل الجنوبيين بمختلف انتماءاتهم السياسية والجغرافية والاجتماعية والاقتصادية، معتبراً تبني الوصاية عليها من قبل أي مكون أو رمزية سياسية يمكن أن يشكل بعداً إشكالياً مضافاً إلى تعقيدها وليس إلى حلها. وقال إن الملتقي الوطني لأبناء الجنوب يرى أن تطلعات أبناء الجنوب في الشراكة في السلطة والثروة لا يقتضي منهم بالضرورة عدم إدراك الواقع الجيو سياسى الذي يخضع الوطن لإحكامه ومقتضياته والمصالح الإستراتيجية لدول الإقليم والعالم, بل يتطلب منهم التعاطي الحصيف مع الواقع والاستفادة منه لتحقيق مصالحهم وتطلعاتهم على أفضل وجه، وقال نشكر أخوننا في الخليج على وقوفهم إلى جانبنا حفاظاً على اليمن . وقال المسئول الإعلامي في الملتقي مهدي با بكري إن التحديات السياسية و الأمنية هي التي تهدد الوطن واستقراره ، مشيرا إلى أهمية الدور الإقليمي والدولي في إخراج الوطن من أزمته الطاحنة وأن القضية الجنوبية تمتاز بخصوصية سياسية وتاريخية لا تقارن بأي من قضايا الأزمة العامة في البلاد. وقال إن الملتقي الوطني لأبناء الجنوب يرى أن طريق الحوار هو السبيل الأمثل والواقعي لحل القضية الجنوبية مثلما يرى أن الأزمة العامة التي تعيشها البلاد وتأثيراتها على الواقع السياسي العام وتفاعل القوي الإقليمية والدولية معها توفر للجنوب لحظة تاريخية نادرة يمكن أن تفضي إلى حل سلمي للازمة. وأضافت الدكتورة فائزة عبد الرقيب سلام مسئولة القطاع النسوى في الملتقى إن نزعة التماهي العفوي مع المزاج الشعبي السائد في الجنوب والإصرار على ملازمته يضع قيداً بالغ الخطورة أمام مستقبل عادل للقضية الجنوبية ويدفعها إلى المجهول ويختزل تاريخ ومشكلات شعب يتطلع إلى رحاب الحياة. وقالت لابد من إعادة النظر في نظام الوحدة الحالي من خلال حوار وطني معمق يفضي إلى اللبنات الأساسية الكفيلة بإعادة التوازن والتوافق المجتمعي على أسس متكافئة ومتكاملة في إطار نظام سياسي جديد ودستور جديد بما يكفل الشراكة الحقيقة الفاعلة لطرفي المعادلة الوطنية وإرساء مفهوم حقيقي جديد للوحدة يكرس لتعدد الثقافات والهويات في إأطار الوحدة وتحقيق المطالب المشروعة لأبناء الجنوب في الإدارة الذاتية والتوزيع العادل للثروة على أسس تعاقدية جديدة. وقالت إن إنهاء كافة صور الهيمنة بتعدد أشكالها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وإيجاد الحلول والمعالجات لكل الاختلافات والمظالم التي حدثت في المحافظات الجنوبية تعد تهيئة للحوار. وقال عادل هلال المقدار ناشط حقوقي في مداخلته إنه من الضرورة إصدار تشريعات قانونية وإجرائية لمعالجة كافة الاختلالات والمظالم التي حدثت في المحافظات الجنوبية كالمظالم الحقوقية والاجتماعية والتنموية وما حصل من مصادرة ونهب للأرض و الثروة وكذا رد الاعتبار لأبناء المحافظات الجنوبية ومكوناتها السياسية والاجتماعية لما لحق بهم من ضرر وإقصاء و تهميش. وفي تصريح ل" أخبار اليوم" لرئيس الملتقي الوطني لأبناء الجنوب قال نحن نتبنى من خلال الملتقي ومناصريه العمل والسعي لحل القضية الوطنية الجنوبية حلاً عادلاً شاملاً ومنصفاً يلبى طموحات ومتطلعات وآمال كل أبناء الجنوب بالشراكة الفاعلة في الساحة الوطنية وبالنسبة لنا فنحن ليس مع ما يطرح اليوم من حلول وإنما نحن مع ما سيخرج به مؤتمر الحوار وملزمون به, داعياً في هذا السياق كل الفصائل الجنوبية إلى التوحد والمشاركة في مؤتمر الحوار القادم للخروج بحل عادلٍ للقضية الجنوبية. من جانبها قالت مصادر سياسية يمنية لصحيفة البيان إنّ هناك حلحلة في مواقف الكثير من فصائل الحراك الجنوبي من مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن، الذي من المنتظر أن تبدأ أعماله منتصف الشهر المقبل ولمدة ستة أشهر، إذ أبدت أطراف عديدة فيه مواقف مؤيدة للمشاركة. وقالت إن أطرافاً عديدة في الحراك الجنوبي، باستثناء فصيل الرئيس السابق علي سالم البيض وفصيل منافسه الرئيسي حسن باعوم، أظهرت مواقف مؤيدة للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، إذ أقر تكتل المعارضة الجنوبية في الخارج اختيار الصحافي البارز لطفي شطارة ممثلاً عنه في اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار. وأكدت المصادر أنّ شطارة بدأ بالفعل حضور اجتماعات اللجنة إلى جانب القياديين في الحراك الجنوبي: علي حسن زكي وعبد الله الناخبي. ووفقا لهذه المصادر فإنّ فصيل الرئيس السابق علي ناصر محمد ينتظر ان يختار ممثليه في اللجنة التحضيرية قبل موعد انطلاق المؤتمر، وأنّ حزب رابطة أبناء اليمن الذي يتزعمه القيادي الجنوبي عبد الرحمن الجفري هو الآخر لا يعارض مؤتمر الحوار، ولكنه يطالب بإجراءات تكفل نجاحه.