شهدت مدينة تعز صباح أمس مسيرات حاشدة جابت عدة شوارع بالمدينة وصولاً إلى ساحة الحرية إحياءً لذكرى الأولى على مجزرة 11/11/2011م. وانطلقت المسيرة من شارع جمال وسط المدينة وصولاً إلى أمام المحافظة، حيث نفذ المشاركون في المسيرة وقفة احتجاجية طالبوا من خلالها بتحقيق أهداف الثورة والانتصار لدماء الشهداء وإقالة ومحاكمة كل من تسبب أو قتل شباب الثورة والمواطنين في الأحداث التي شهدتها المحافظة إبان الثورة الشبابية الشعبية السلمية. واندمجت المسيرتان في شارع جمال بعدما انطلقت المسيرة الأولى من أمام مستشفى الروضة الذي تعرض لأبشع أنواع القصف وهو يعج بالشهداء والجرحى، حيث جابت عدة شوارع في المدينة قبل وصولها إلى نقطة التجمع أمام مكتب التربية والتعليم، فيما انطلقت الثانية من جولة وادي القاضي وصولاً إلى ذات المكان وعقبها انطلقت المسيرة الحاشدة إلى أمام ديوان المحافظة وصولاً إلى مستشفى الثورة والذي تحول إلى ثكنة عسكرية لقصف المدينة، حيث نفذت المسيرة وقفة احتجاجية قبل أن تواصل المسيرة طريقها إلى ساحة الحرية. في المسيرة رفع المتظاهرون صورة شهداء مجزرة 11/11/2011 من النساء والأطفال والشيوخ والشباب، مرددين العديد من الهتافات المطالبة بإقالة القادة العسكريين الذي شاركوا في قتل أبناء تعز الذين يتهمهم شباب الثورة بالوقوف وراء أعمال القصف والعنف التي شهدتها تعز العام الماضي. وإلى جانب اللافتات المعبرة عن مطالب الثوار حمل المشاركون في التظاهرة سجناً حديدياً للتأكيد أنه المكان الأنسب لمن قتل أبناء اليمن وللمطالبة أيضاً بإطلاق سراح شباب الثورة والذين لا يزالون يقبعون خلفه. وكان ضياء الحق السامعي عضو المجلس الثوري لتكتل شباب الثورة قد وصف في الوقفة الاحتجاجية أمام مبنى المحافظة الذكرى باليوم التاريخي المضيء في سماء اليمن بامتياز مثله مثل تاريخ 26 سبتمبر وتأريخ 14 أكتوبر لأنه سيسجل ضمن الأيام العظيمة في التأريخ اليمني وأكد السامعي بالقول: هذا اليوم من العام الماضي كان علامة فارقة في تأريخ الثورة وبداية النصر الحقيقي للثورة، لأنه اختلطت فيه دماء النساء بدماء الأطفال ودماء النساء والأطفال بدماء الرجال الأحرار على يد سفاح لا يفهم سوى لغة القتل ومنطق الإبادة على قاعدة " ما رأيكم إلا ما أرى"، لكن الإرادة الثورية انتصرت على استبداد الفرد وكهنوت العائلة. كما تواصلت أمس المناسبة بالعديد من الفعاليات الثورية التي شهدتها الساحة حتى ساعة متأخرة من المساء ومن ذلك الفقرات الإنشادية الثقابة المتنوعة، إضافة إلى محاكمة صورة معبرة عن أحداث مجزرة 11/11 /2011م حيث أفضت الدعوة التي قدمها أولياء دم الشهداء إلى إصدار حكم قضائي بإعدام القتلة وكل من ثبت تورطه بالجريمة الشنعاء. إلى ذلك استغرب رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الثوري بمحافظة تعز بليغ التميمي دفاع رئيس المجلس الأهلي بتعز الدكتور عبد الله الذيفاني عن محافظ المحافظة وتبريره لقصوره وضعفه خلال مقابلة أجرتها معه قناة سهيل الفضائية مساء أمس. وقال التميمي في تصريح ل"أخبار اليوم": "كنا نتمنى من الذيفاني والذي يرأس مجلس أهلي تعز ويعد واحداً من أبرز المكونات الثورية بتعز أن يكون أكثر صراحة ومصداقية في تشخيص مشكلات تعز ومن هو سبب في تفاقمها سواء بإذكائها أو صمته عنها أو ضعفه في اتخاذ قرارات جريئة إزاءها. وأضاف أن هذه الحلقة تأتي بمناسبة إحياء الذكرى الأولى لمجزرة 11-11-2011 وتناسى الذيفاني أن بعض المتورطين والمتواطئين في هذه المجزرة مازالوا عن يمين المحافظ وشماله يتبوءون مناصبهم ويديرون مكاتبهم وكأن شيئاً لم يكن، داعياً أبناء المحافظة أن يجعلوا من ذكرى 11/11 محطة لمواصلة النضال في الساحات والميادين وتصعيد الفعل الثوري وإعادة والزخم والألق للساحة حتى تحقيق كافة أهداف الثورة, ومن أهمها محاكمة المجرمين والقتلة، منوهاً إلى أنه لا يجوز في أي حالة من الأحوال أن نتصدر المنابر الإعلامية ونستغلها في تصريحات وبيانات تستفز مشاعر الثوار ولا تمت للعمل الثوري والتصعيد النوعي بصلة تذكر. واختتم تصريحه بالقول: "بأن من محاسن الثورة أن نقول للمحسن أحسنت وللمخطئ أخطأت الذيفاني اخطأ في الدفاع عن محافظ تعز وتبريره لقصوره". هذا وتأتي هذه التطورات وحالة الانفلات الأمني وعمليات القتل شبه اليومي التي تشهدها تعز ومحافظ المحافظة في حالة استجمام في إحدى الدول الأوروبية يقضي إجازته.