أكد أبناء مدينة التربة بمديرية الشمايتين محافظة تعز أن الانفلات الأمني بالمديرية وصل إلى حد لا يطاق، معبرين عن استيائهم من الانفلات الأمني الذي أدى إلى مقتل عدد من المواطنين من أبناء المنطقة . وقال أبناء التربة إن عدد ضحايا القتل التي تم التحقيق فيها وصلت من بداية العام الجاري إلى 30 مواطناً حتى نهاية نوفمبر حسب مصادر قضائية وما تزال المؤشرات مستمرة في تصاعد مخيف. المواطنون في سياق حديثهم ل"أخبار اليوم" طالبوا الجهات ذات العلاقة والمنظمات المهتمة بحقوق الإنسان دراسة هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة التي كانت لا تتعدى قتيلاً في العام في أسوأ الظروف. ودعا أهالي التربة في بلاغ صحفي صادر عنهم إلى إقالة مدير الأمن ومحاكمة المتسبب في إقلاق السكينة العامة والأعمال الإجرامية، مشيراً إلى مسلحين بزي مدني ينتشرون بالمنطقة. ويأتي البيان حسب المواطنين على اثر حوادث القتل المنظم في ظل صمت مطبق للسلطة المحلية وضعف المجلس المحلي. من جانبه ناشد المواطن جمال عبدالوهاب محمد الشميري وزير الداخلية سرعة القبض على العصابة التي أقدمت بالاعتداء عليه بالضرب والطعن في سوق الشمايتين. إلى ذلك تداعت قبائل عمران بمجموعات مسلحة إلى المنطقة على إثر مقتل أحد أبنائها ويدعى علي أحمد حمود عمبول والذي يعمل بائعاً للقات في سوق الشمايتين على يد مسلح بالمنطقة. وحسب الأهالي فإن إصرار أهالي المجني عليه على عدم مغادرة المكان حتى يتم إيصال الجاني فقد تم التوصل إلى اتفاق وقضى قيام الجاني بتسليم نفسه لإدارة الأمن بالمديرية والتي قامت بدورها بتسليمه للسجن المركزي بتعز . وفي سياق مشابه أوضح التاجر عبدالمولى محمد القدسي من أبناء المنطقة أن قضيته الجنائية التي تعرض لها وسط مدينة التربة بمحله التجاري قبل أيام وتمثلت بإطلاق النار نحوه في محاولة لقتله لم تراوح مكانها في إدراج الإدارة الأمنية التي لم تستطع إحضار الجناة وإرسال ملف القضية إلى القضاء في تعطيل واضح ومماطلة للقضايا التي يذهب أربابها ضحية الانفلات حسب قوله . من جانب أخر شكا المواطن إبراهيم نجيب محمد مقبل المقطري في حارة الشرف بالتربة قيام مجهولين بسرقة دراجته النارية ظهر أمس الأول من أمام منزله وعند قيامهم بإبلاغ إدارة الأمن لم تحرك ساكناً في إعادة دراجته التي أخذها بالتقسيط بغية إعالة أسرته . إلى ذلك ولكن في مديرية خدير فقد سيطر الخوف والهلع أمس على بائعي القات إثر قيام طقم عسكري بإطلاق النار على أحد الأسواق في دمنة خدير . وقال سمير السامعي رئيس لجنة تقصي الحقائق للتحالف المدني لحماية الحقوق والحريات أن خلافات حول سوقين لبيع القات في دمنة خدير دفعت بإرسال طقم عسكري للمكان والذي باشر بدوره بإطلاق النار عشوائياً مسبباً أضراراً لأحد الأسواق الذي يعود لأحد المستثمرين، علاوة عن تضرر أحد المساجد المجاورة للمكان . وأبدى السامعي استغرابه من الطريقة التي تعامل به الطقم العسكري مع المواطنين وقيامه بالتعصب مع أحد المستثمرين دون الأخر في حين عمله يتطلب منه تنفيذ القانون فقط . وحسب السامعي أنه تم إبلاغ الجهات الأمنية بخصوص الخروقات التي مارسها الطقم غير أنها لم تحرك ساكناً حتى ساعة كتابة الخبر . ميدانياً أدت صباح أمس في ساحة الحرية بتعز جموع حاشدة صلاة جمعة "في ذكرى الاستقلال نطالب بالقرار " وعقبها هتف المصليين مطالبون رئيس الجمهورية بسرعة إصدار قرارات تقضي بدمج الجيش وتوحيده . مرددين : " لا حوار لا حوار قبل إقالة العيال " كما نددوا بعملية تهميش الشباب في لجنة الحوار الوطني وبالنسبة التي حصلوا عليها، معتبرين ذلك تجاهلاً لمطالب الثورة والثوار . وكان خطيب الجمعة الناشط عبد الوهاب الميرابي قد تحدث أن اليمن بذكرتين عزيزتين ذكرى الهجرة النبوية التي انطلقت ضد الاستبداد والظلم والقهر ومن أجل الحرية والكرامة والاستقلال الإنساني في الرأي والمعتقد والموقف والذكرى الثانية ذكرى الجلاء ورحيل المستعمر والناهب الأجنبي والمحلي فلا فرق بين الناهب الخارجي للثروات والأوطان وبين الناهب الداخلي . وتطرق خطيب الجمعة في سياق خطبته إلى ما يمارسه إعلام الرئيس السابق وسعيه لحرف أنظار الناس عن أهدافهم إلى أهداف ثانوية لم يخرجوا من أجلها , مشدداً على ثوار اليمن بالالتفاف حول ثورتهم وخاصة في شهر الجلاء حيث الهدف الآن هو جلاء أفراد العائلة والاستبداد والنهب . ودعا خطيب الجمعة الجميع إلى الوحدة والتوحد والابتعاد عن الفرقة وشق الصف من أجل انتصار الثورة وتحقيق أهدافها , مطالباً رئيس الجمهورية بأن يجعل الفرحة فرحتين في هذا اليوم فرحة اليمنيين بعيد الجلاء وفرحتهم بقرارات توحيد الجيش وإجلاء بقايا العائلة من المناصب العسكرية والأجهزة الأمنية .