قال خطيب جمعة التصالح والتسامح التي أقيمت بساحة التحرير والاستقلال بحوطة لحج الشيخ/ ياسر علي عوض "إن الجنوب يعيش هذه الأيام ذكرى التصالح والتسامح ليجدد في أبنائه روح التصالح والتسامح عاماً بعد عام, كونها من الأخلاق الإسلامية العظيمة والتي تعتبر أبلغ في التعبير من الكلمات وأقوى في التأثير من العبارات والمقالات وأوضح في الخطاب من ضوء الشمس وأهدى في معناها من نور القمر. وأضاف خطيب الجمعة أمام المصلين في خطبته بالقول: " إن أبناء الجنوب اتصفوا بهذه الصفة العظيمة وهي صفة العفو والصفح والتصالح والتسامح, إنها قمة الشجاعة والامتنان وغلب الهوى, لاسيما في ظل هذه الظروف العصبية التي تمر بها أرض الجنوب من احتلال للأرض ومن اغتصاب للعرض وانتهاك وقتل وتشريد, حتى استبيحت دولة الجنوب أرضاً وإنساناً وتاريخاً وأبيحت كل مكوناته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وتحولت إلى غنائم حرب وحرمان أبناء الجنوب من أبسط الحقوق المكفولة في الشرائع السماوية والأعراف والقوانين الدولية- حسب تعبيره. وأشار الخطيب ياسر إلى أن لقاءات التصالح والتسامح اليوم تعزز عوامل الثقة بين أبناء الجنوب لرأب الصدع والخروج من حالة الانقسام التي عصفت بهم جراء الأحداث والصراعات المؤلمة بمختلف مسمياتها وعقد العزم الأكيد وبإرادة موحدة على إغلاق ملفات الماضي البغيض وطي صفحاته المؤلمة والاتعاظ من عبرها ودروسها والعمل على عدم تكرارها . ودعا خطيب الجمعة الجنوبيين إلى استشعار نعمة التصالح والتسامح والعناية بأمرها وتمام الرعاية لحقوقها وشدة الحرص على صيانتها من كل ما يعكر صفوها ويوهن عراها أو يصدع بنيانها . وتابع بقوله: إن أبناء الجنوب عندما خرجوا بمسيرات وتظاهرات سلمية مطالبين بحقوقهم ورفع المظالم عنهم.. قابلهم, من وصفة الخطي بالمستعمر البغيض, برصاصاته ورشاشاته ودباباته توجه إلى صدور الجنوبيين العارية, فاستشهد منهم من استشهد وجرح منهم من جرح على مرأى ومسمع العالم الإسلامي . مبيناً أن لا حوارات ولا معاهدات ولا مبادرات تجدي مع قوم ديدنهم الكذب والغدر والخيانة.. متسائلاً: فماذا عسانا أن نقول للذين سقطوا في ساحات الشرف والنضال ضحوا بأرواحهم رخيصة في سبيل تحقيق هدفهم المنشود وهو الاستقلال وعودة الدولة الجنوبية حرة أبية؟. وجدد خطيب الجمعة بساحة التحرير بحوطة لحج التأكيد على التماسك بقيم التصالح والتسامح والتضامن والتآخي ونبذ الفرقة فيما بين الجنوبيين, داعياً أبناء الجنوب عامة والذين اكتووا بنار الخصومات والصراعات إلى رد الاعتبار لبعضهم البعض وفتح صفحة جنوبية بيضاء جديدة يعيش تحت ظلها الجميع . كما دعا خطيب الجمعة ياسر علي عوض إلى التكاتف والتعاون الجاد والمثمر لكل الجنوبيين لإقامة دولة الجنوب وبث العدل ونشر العلم ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله وألوانه ومكافحة الجهل وتثبيت الحق, مؤكداً أن يوم التصالح والتسامح هو عيد كل أبناء الجنوب والخروج بمليونية أخرى تفرح أهلهم الجنوبيين وتغيض أعدائهم . هذا وعقب انتهاء خطبتي وصلاة الجمعة في ساحة التحرير والاستقلال خرج المصلون في تظاهرة كبرى, رفعت فيها أعلام الجنوب, وطافت شوارع المدينة مرددين شعار "تصالحنا تسامحنا طوينا صفحة الماضي".. مؤكدين عزمهم للزحف إلى مدينة عدن مع إخوانهم القادمين من مختلف مديريات محافظة لحج يوم غد السبت .