يخوض أبناؤنا الطلاب الامتحانات النصفية لهذا العام 2012- 2013م وهو أول عام دراسي يأتي في ظل الاستقرار السياسي الذي تشهده البلاد بعد عامي الثورة وما تسببته تلك الأعوام من إرباك للعملية التعليمية والتربوية وغيرها من القطاعات .. إلا أن الطلاب والعاملين في السلك التعليمي والتربوي يؤكدون أن ثمة استقرار حصل إلا أن العملية التربوية ما تزال تعاني من عقبات ومعوقات تؤثر على أداء الطلاب والمدرسين على حد سواء، وهو ما قد يؤثر على نتائج الامتحانات النصفية للطلاب .. ناهيك من أن الإضرابات التي نفذتها بعض القطاعات النقابية العاملة في هذا المجال قد أثرت سلباً على العملية التعليمية في مدارس عموم الجمهورية .. بغض النظر عن مطالب تلك الجهات النقابية ومدى مشروعيتها .. وطلاب الحديدة ومدارسها جزء من الوضع العام الذي يسود القطاع التعليمي في عموم الجمهورية في وضعه العام، إلا أن الحديدة تتميز بأن هناك بعض المعوقات والإشكالات والتي يحاول المسئولون في المحافظة جاهدين إزالتها وإيجاد أجواء جيدة للامتحانات .. مع الأيام الأولى للامتحانات النصفية كثف المسئولون في محافظة الحديدة سواء القيادات التنفيذية في المحافظة أو المسئولين في إدارة التربية والتعليم لنزول على المراكز الامتحانية للإشراف عن قرب على وضع المراكز الامتحانية .. ودعا المسئولين في المحافظة من الطلاب في المراكز الامتحانية إلى التشمير في الجهد للحصول على درجات مرتفعة مكتب التربية في المحافظة والذي قام بالنزول إلى المديريات أكد مسؤولوه أنهم قد استكمالوا كافة الإجراءات الكفيلة ببدء عملية الامتحانات النصفية لهذا العام لكل المراحل والصفوف لكل مدارس المحافظة. وأكد الاستاذ/ علي بهلول مدير عام مكتب التربية والتعليم أن هذا العام الدراسي شهد استقراراً في العملية التعليمية والتربوية في عموم مدارس المحافظة سواء في المديريات أو في مركز المحافظة .. وقال إن أكثر من (نصف مليون ) طالب وطالبة دخلوا مرحلة الامتحانات لهذا العام 2012- 2013م .. وأكد بهلول أن مكتب التربية في المحافظة وفروعها في المديريات قد عملوا العديد من الإجراءات التي من شأنها إنجاح مرحلة الامتحانات وإذابة العقبات أمام الطلاب .. ومن تلك الإجراءات قيام مكتب التربية بإلزام الموجهين بصياغة الأسئلة الخاصة بالصفوف الدراسية بالتعاون مع مدرسي تلك الصفوف وقال مدير التربية بالحديدة إن المكتب والعاملين فيه من المدرسين والإداريين قد بذلوا ما بوسعهم لتكون النتائج جيدة والباقي على الطلاب فرسان هذه الأيام .. ودعا بهلول أولياء الأمور إلى الاهتمام بأبنائهم خلال هذه الفترة المهمة من العام الدراسي وتكريس جزءاً من أوقاتهم لمراجعة الدروس مع أبنائهم (خاصة طلاب المرحلة الابتدائية) حتى يتمكن الطلاب من تحقيق نتائج جيدة .. الإضرابات عذر حقيقي يقول الطلاب إن الإضرابات التي تنفذها القطاعات النقابية (لا يعرفون انتماءاتها) قد أثرت على مستوى تحصيلهم العلمي والتربوي لهم خاصة التي حصلت مؤخراً في العام الدراسي الحالي .. وقال العديد من الطلاب ممن التقينا بهم إن تلك الإضرابات التي كانت تنفذ كان تعمل على إضاعة الحصص والمواد المزمنة في جداول مما اضطر المدرسين في الأخير للإسراع في المنهج لتلافي التأخر الأمر الذي شكل عدم استيعاب من قبل الطلاب لهذه المواد لسرعة إلقائها من قبل المدرسين وهو ما انعكس على عملية المذاكرة .. وتمنى الطلاب من العاملين في القطاع التعليمي ممن ينتسبون إلى نقابات أن يجنبوا العملية التعليمية والتربوية تلك الإضرابات التي أضرت بمستوى الطلاب وأن يعبروا عن مطالبهم بوسائل أخرى .. ضيق الوقت طلاب آخرون قالوا إنهم تفاجأوا بتحديد موعد الامتحانات النصفية لهذا العام فهم لم يستكملوا تحصيلهم التعليمي بشكل كافٍ.. خاصة وان العديد من المواد الدراسية تم في الآونة الأخيرة الإسراع في تدريسها من قبل المدرسين بسبب ضيق الوقت وقرب مرحلة الامتحانات .. وأضاف الطلاب في المرحلة الثانوية والإعدادية إن من ضمن الإشكالات التي تواجههم دائما أيام الامتحانات ضيق وقت الاختبار خاصة مع المواد العلمية داعين المعنيين بزيادة ساعات الاختبار للمواد العلمية .. مناهج تعليمية بحاجة للمراجعة بالرغم من مضي ما يقارب من عقد ونيف من صياغة المنهج الدراسي الجديد إلا أن ذلك المنهج لم يخضع لأي دراسة أو استبانات بحسب موجهين ومختصين لمعرفة مدى ملاءمته للمستوى العقلي والفكري للطلاب ومستوياتهم الدراسية .. كما أن المنهج بصعوبة صياغته الأمر الذي تسبب في صعوبة تناول الآباء له لمذاكرتهم لأبنائهم وهو ما يؤكده العديد من الآباء و أولياء الأمور .. وقال العديد من أولياء الأمور أنهم يواجهون صعوبة في فهم المناهج التعليمية ( في صفوفهم الأولى ) بسبب عدم قدرة الآباء على هضم تلك الدروس والمناهج التي تم صياغتها بطريقة صعبة ومعقدة .. خاصة وأنهم يقضون مع أبنائهم الساعات الطوال حتى يستطيعوا أن يسهلوا المذاكرة لأبنائهم .. وأضاف أولياء. إن على الدولة إعادة صياغة تلك المناهج التعليمية أو إخضاعها لدراسة من قبل مختصين لإعادة صياغتها بما يتوافق مع المستويات الفكرية والعقلية للطلاب وبما يحقق الأهداف الوطنية والثقافية للبلد .. امتحانات على البلاط وفي الوقت الذي يعتبر فيه الوضع النفسي وتأهيل المجال المناسب جزءاً من نجاح العملية التعليمية ويساعد على استيعاب الطلاب للمقررات الدراسية تشكو العديد من المناطق من عدم وجود ذلك الجو .. كما هو الحال مع بعض مدارس المراوعة وقرى جميشة ودير عمر ودير علي على أطراف مدينة الحديدة .. والذين قاموا بإجراء الامتحانات كما كان حالهم أيام الدراسة على الأرض أو البلاط.. وقال الطلاب في هذه المدارس إن غياب الكراسي وبعد المدارس عن قراهم ليس هو المشكلة فقط بل أنهم يعانون من عدم وجود مدرسين لبعض المواد الدراسية والتي يعتمدون في مذاكرتها على أقرباء أو إخوانهم الذين سبقوهم في الدراسة .. وبالرغم مما يمثله الامتحان النصفي من أهمية تتمثل في تحديد المستوى التعليمي للطلاب وللوضع الدراسي على مستوى المدرسة أو المحافظة إلا أن العملية التعليمية والتربوية بحاجة إلى اهتمام يتمثل في تهيئة الأجواء المناسبة لتعلم الأبناء وتوفير كل الاحتياجات المادية والبشرية والنأي بالتعليم عن المماحكات السياسية والحزبية بما يحقق نحاج العملية التعليمية ومن ثم نجاح حقيقي للوطن الذي يبنى بعقول أبنائه ..
