إن التكريم لمن يستحق مسألة هامة جدا ً .. تقديرا ً لأعماله ومساهماته وما قدمه أثناء حياته في عمله رسمي أو في مساهماته الأخرى في أي مجال من مجالات الحياة .. أن تقول لمن عمل عملا ً مهما كان كبيرا ً أم صغيرا ً .. عملا ً جليلا ً أم عملا ً عاديا ً ، لكنه قدم شيئا ً مفيدا ً استفاد وانتفع به الآخرون ، أحسنت ، وشكرا ً لكل خدماتك التي قدمته ، فإنها مسألة هامة .. وهو عملا ً حضاريا ً راقيا ً بحد ذاته .. لأنه يجعل الإنسان يشعر بقيمته ويشعر بالإمتنان والرضى لما قدمه في مسيرة حياته .. وفي الوقت نفسه فإنه حافزا ً كبيرا ً للآخرين بأن يقدموا مثل هذا العمل بل وأفضل وأقوى منه . وفي بلادنا فإننا لا نكرم الإنسان .. وإن كرمناه ، فإننا نكرمه غالبا بعد وفاته .. وفي هذه الحالة فإن التكريم برأيي الشخصي تكريما ً منقوصا ً لأن أي شخص منا يجب أن يُكرم في حياته وأمام أولاده وأسرته وإصحابه وأمام المجتمع المحلي الذي يعيش فيه .. وعلى هذا الأساس فإننا ندعو في هذه العجالة أي جهة كانت أن تكرم مبدعيها وهم على قيد الحياة ليكون تكريما ً كاملا ً يحياه الإنسان ويفتخر ويزهو به أمام أهله وذويه وكل من يعرفه ، ولكي يشعر الآخرين أنهم إن قدموا أعمالا ً هامة في حياتهم سينالون التكريم والشكر والتقدير . ومن هذا المنطلق فإن تكريم نادي الميناء للعظيمين الأستاذ عبد القادر الهاشمي والأستاذ علي أحمد العزاني .. تكريمهما وهما على قيد الحياة كانت بادرة رائعة وراقية وجاءت في وقتها .. فهاتين الشخصيتين قدمتا الكثير من خلال عملهما الرائع .. سواء عملهما الرسمي ، حيث أديا رسالتهما التعليمية في إطار التعليم الفني والتقني بالنسبة للأستاذ القدير عبد القادر الهاشمي أو في إطار التعليم العام بالنسبة للأستاذ العزيز علي العزاني .. أو من خلال ما قدماه لنادي الميناء وللحركة الرياضية من خدمات في لعبة الكرة الطائرة فقد أعدا فرقا ً مختلفة في هذه اللعبة لمختلف الفئات العمرية وللجنسين الأولاد والبنات .. فقد كانا يمضيان الساعات في التدريبات لكل هؤلاء الشباب واستطاعوا أن يخلقوا فرق ً قوية استطاعت أن تستأثر بكل بطولات اللعبة وأوجدوا لاعبين ولاعبات كبارا ً لا يُشق لهم غبار .. بل كانوا علامات فارقة في تاريخ اللعبة .. ولا أريد أن أذكر أسماء حتى لا أنسى أحد . كما كان لهما دورا ً كبيرا ً في إعداد الفرق الوطنية للعبة للجنسين . لهذا كله فإن تكريم هاتين الشخصيتين لفتة كريمة من أصدقاء وزملاء وأبناء الأستاذين عبد القادر الهاشمي وعلي العزاني .. فلكل هؤلاء جميعا ً ولنادي الميناء الرياضي قيادة وقواعد نقول لقد أحسنتم صُنعا ً وشكرا ً كثيرا ً لكم على هذا التكريم الذي نبه الكثيرين إلى أن الوفاء مطلوب لاسيما في هذا الوقت الغريب .. فوردة واحدة لإنسان وهو على قيد الحياة - يا أخوتي - أفضل وأجمل من وضع باقات ورد على قبره .. د. محمد أحمد العبَّادي