ما يزال عداد حصد أرواح المرضى في هيئة مستشفى ذمار العام مستمراً بالرصد في ظل استمرار الفساد المالي والإداري والعبث بأرواح المواطنين ممن يصلون إلى الهيئة طلباً للاستشفاء، فمنذ منتصف العام المنصرم2012 تؤكد الإحصائيات أن هناك 505 حالة وفاة داخل المستشفى بسبب تردي الخدمات الطبية وتدهورها بشكل غير مسبوق وإهمال الكادر الطبي للمرضى، ناهيك عن الأخطاء الطبية، ويعد هذا الرقم أعلى معدل وفيات حتى الآن في تاريخ هيئة طبية عامة. وخلال الأيام الماضية ظهرت إلى السطح أنباء عن وفاة خمسة أطفال خُدَّج بسبب انقطاع الأكسجين عن الحضانات، وأجهزة التنفس الاصطناعي في قسم الخُدَّج. وأكد مصدر طبي ل "أخبار اليوم" أن 5 حالات من الأطفال وصلت مطلع الأسبوع الماضي بعد أن تم نقلهم من مستشفيات خاصة بمدينة ذمار إلى الهيئة وتم إدخالهم إلى قسم الخُدج -الأطفال حديثي الولادة- وبعد وضعهم في الحضانات أنقطع الأوكسجين عنهم مما أدى إلى وفاتهم. و حسب المصدر فهذه ليست المرة الأولى التي تذهب فيها أرواح أطفال حديثي الولادة بدون ذنب ارتكبوه، حيث كان لقي 8 أطفال حتفهم منتصف شهر يوليو من العام الماضي 2012م بسبب انقطاع الأوكسجين أيضاً. وأضاف المصدر إنه بسبب تكرار حالات الوفاة من هذا النوع سبق وأن رُفعت عدد من التقارير عن هذه المعضلة إلى رئاسة الهيئة, لكن رئاسة الهيئة لم تقم باتخاذ أي إجراءات لحله، مؤكداً أن أسباب تكرار انقطاع الأوكسجين يرجع إلى الفساد المالي الذي تعيشه الهيئة. وأردف: مع العلم أن وزارة الصحة تقوم بتوفير ألأوكسجين مجاناً للهيئة وتوفر ما بين 70 إلى 90 أنبوبة أوكسجين أسبوعياً بناء على طلب الهيئة و ما تعمل على رفعة للوزارة عن حجم احتياجاتها منه، إلا أن الهيئة تطلب من الوزارة أعداداً قليلة من أنابيب الأكسجين حتى ينقطع الأوكسجين ليتم شراؤه من محطات خاصة بهدف تحقيق عمولات كبيرة، محملاً رئاسة هيئة مستشفى ذمار العام و إدارة المالية و أدارة التموين الطبي مسئولية هذه الحوادث، مؤكداً أنهم من تقع عليهم المسئولية كاملة. واتهمت مصادر طبية – فضلت عدم الكشف عن اسمها- هيئة الإدارة الحالية للمستشفى بالفساد وتقول أنه منذ توليها إدارة شؤون الهيئة والفساد يستشري وأرقام الوفيات يزداد بشكل مخيف. كما يبدو وضع هيئة مستشفى ذمار العام في حالة هي الأسوأ في ظل فساد الإدارة وإهمال الأطباء لمهامهم الإنسانية تاركين قسمهم الطبي خلفهم.