كشفت مصادر مطلعة في الحراك الجنوبي عن وجود انقسامات واختلافات بين القيادات الوسطية وقواعد الحراك، وذلك بسبب مسألة فرض العصيان.. حيث كشفت المصادر ذاتها أن هناك تياراً عريضاً داخل القيادات الشبابية يرفض مسألة فرض العصيان المفتوح لما فيه من ضرر على حياة الناس الاجتماعية والاقتصادية واليومية، كونه يمس - مباشرة - القوت اليومي للمواطن البسيط في المحافظات الجنوبية, إلا أن هناك تياراً آخر في الحراك يرى بأن مسألة فرض العصيان المدني ضرورة وتعطي الحراك زخماً، ويشدد هذا التيار على تحديد يومي السبت والأربعاء من كل أسبوع لفرض العصيان المدني في المحافظات الجنوبية، مع فرض يومي السابع عشر والثامن عشر. ولازالت هذه الاختلافات والانقسامات هي المسيطرة على المشهد في أوساط الحراك الجنوبي في أعلى وأدنى هرمه القيادي والقاعدي, حيث لم يحسم بعد موضوع العصيان.. واعتبرت المصادر أن فشل دعوات العصيان في حضرموت.. التي يتواجد فيها بشكل دائم زعيم الحراك الجنوبي القيادي/ حسن باعوم تؤكد حدة هذه الانقسامات وفي هذا السياق قال أديب العيسي القيادي في قوى الثورة الجنوبية السلمية إن العصيان المدني سيستمر وسيصعد تدريجياً حتى تستجيب السلطة لمطالب الشباب بالإفراج عن السجناء وتقديم مرتكبي مجزرة 21 فبراير إلى العدالة والكف عن ملاحقة شباب الحراك ورفع المظاهر المسلحة وعسكرة المدن. ونفى العيسي - في تصريح ل"أخبار اليوم " بأن العصيان سيرفع الى 18 مارس، مشيراً إلى أن العصيان سيستمر يومي السبت والاربعاء من كل أسبوع وفقاً لأهدافه المرسومة لذلك، التي أقرها الشباب في الساحات المختلفة بالجنوب وفي عدن، مؤكداً أن العصيان لا يتعارض مع العصيان الشامل الذي سيجرى يومي 17و18مارس , لافتاً إلى قيام الشباب بقطع الطرقات والوقوف ضد الأمن كونهم يرفضون عسكرة المدن، داعياً الأجهزة الأمنية لرفع المظاهر المسلحة بالمحافظة، مؤكداً أن العصيان الذي سينفذ اليوم السبت يستثنى منه المرافق الخدمية والصحية وأصحاب المطاعم.. وأكد أن العصيان - الذي ينفذه الشباب في الساحات- يعد سلمياً وطوعياً والدليل على ذلك – حسب قوله – بأنه كان ناجحاً يوم الأربعاء الماضي دون أن تكون هناك أي مظاهر مسلحة, لافتاً إلى أن الناس قد استجابوا للعصيان بشكل ايجابي, مشيراً إلى أنه بالنسبة لمظاهر العنف والتقطعات ليس من صنع قوى الحراك وإنما من صنيعة وأدوات النظام وقال " بالنسبة للحوار الوطني فشعب الجنوب قد عبر بمليونيات سلمية للمطالبة بأسس الحوار, ونتمنى أن تحل قضيتنا بالحوار بين دولتين والاعتراف بأنها قضية شعب وليست قضية مكونات, كما وجه شعب الجنوب عدة رسائل للمجتمع الدولي وللمبعوث الأممي السيد/ جمال بن عمر، شرح فيها أسباب رفض شعب الجنوب الحوار، باعتبار الحوار من أجل حل الصراع بين القوى في صنعاء، السلطة والمعارضة وإن شعب الجنوب لايعنيه الحوار". وأكد العيسي أن هناك اختلافات وتباينات في الرؤى بين الحراك نتيجة عدم توافق سياسي بين كافة القوى والنخب السياسية الجنوبية منذ أن وضعتهم صنعاء في فخ اتفاقية الوحدة, مشيرا إلى أن الشعب الجنوبي سيظل يناضل حتى تحقيق كافة مطالبه، مستنكراً عدم تجاوب المجتمع الدولي ومجلس التعاون الخليجي بشأن تبني القضية الجنوبية التي تعتبر قضية شعب. ولفت العيسي بأن نضال شعب الجنوب سلمي وليس مرتبطاً بفلان أو علان من الناس وأن الحراك يعول على شبابه في الداخل ولم يرتبط بالكابلات الخارجية, مستنكراً الحملة الإعلامية في صنعاء التي تتهم الحراك بأنه مسلح وتابع لإيران, موضحاً أن إيران والمجتمع الدولي تدعم صنعاء بامتياز وخاصة الحوثي, مشيراً إلى أنه ضد الدعوات التي تدعو إلى للكفاح المسلح كونها لا تستند إلى الموضوعية, معلناً رفضة لتلك الأصوات التي تدعو للكفاح المسلح وأن شعب الجنوب متمسك بنضاله السلمي حتى تحقيق الثورة السلمية أهدافها. من جانبه قال نزار هيثم السعيدي - أحد نشطاء قوى الثورة الشبابية الجنوبية إن الدعوة للعصيان تأتي نتيجة لاستمرار اعتقالات لنشطاء الحراك من قبل الأمن.. حيث أنه لم يتم الاستجابة إلى توجهات رئيس الجمهورية بإطلاق سراح المعتقلين. وأضاف السعيدي - في تصريح ل "أخبار اليوم" – إن المنشورات التي يتم توزيعها بشأن العصيان لم يتم الإشارة فيها إلى قطع الطرقات وأن قطع الطرقات التي يقوم بها الشباب هي حماية حتى لا تدخل المدرعات وإطلاق الرصاص على المعتصمين, وأكد أنه ينبغي أن يتدخل الأمن العام واللجان الأمنية في أي مديرية لفتح الطرقات دون استخدام القوة.. وطالب السعيدي السلطة بضرورة إطلاق المعتقلين من الشباب لافتاً بان شباب قوى الثورة الجنوبية سينظمون يوم 18 مارس تظاهرة مليونية رداً على الحوار الوطني.