تعرض ثلاثة أشخاص من أهالي أسر الشهداء المعتصمين أمام المحافظة منذ قرابة ثلاثة أشهر يوم أمس تعرضوا للاعتداء والضرب من قبل موالين لمدير مكتب التربية فيما نجم عن الاشتباكات المسلحة التي شهدتها عصفيرة أمس إصابة شخصين في وقت وصلت مجاميع مسلحة على متن سيارات إلى المحافظة للمطالبة بدماء أحد أبنائهم. وأفضت الوقفة التي نفذها يوم أمس مجموعة من التربويين الموالين لمدير مكتب التربية المقال من قبل رئيس الوزراء أمام ديوان المحافظة احتجاجا على إغلاق مكتب التربية أفضت إلى قيامهم بالاعتداء والضرب على أسر الشهداء المعتصمين بذات المكان منذ قرابة ثلاثة أشهر مما أسفر عن إصابة والد الشهيد سليم وإلى جواره عبد الكريم عبد الله بضربة عميقة بالرأس وأنور محمد الجبلي بكسر في ذراعه الأيمن، كما أقدم المعتدون على حرق الخيام التابعة لأسر الشهداء إضافة إلى تكسير الميكرفون الخاص بهم. وفي ذات الصعيد أكد المعتصمون أمام مكتب التربية والتعليم قيام مجموعة مسلحة مدعومة من بعض القيادات المؤتمرية بتعز ظهر أمس وبعد الاعتداء الذي طال أسر الشهداء بإزالة خيمة المدرسين والتربويين ومنظمات المجتمع المدني المرابطين أمام مكتب التربية منذ أسبوع للمطالبة بتمكين المدير الجديد الذي صدر له قرار من رئيس مجلس الوزراء وكذلك رؤساء الشعب الذين رفض شوقي هائل قراراتهم وبائت محاولتهم بالفشل لتعود الخيمة إلى مكانها بعد نصف ساعة من إزالتها. وأكد المحتجون بقائهم في ذات المكان حتى يتم تغير مدير المكتب ورؤساء الشعب الذين عاثوا بالمكتب فساداً. وفي أول ردة فعل عن الاعتداء الذي طال أسر الشهداء عبرت أحزاب اللقاء المشترك بالمحافظة في بيان صادر عنها إدانتها للاعتداء الذي وصفته بالغاشم وطال أسر الشهداء المعتصمين سلمياً أمام مبنى المحافظة. وتابع بلاغ الإدانة: وأحزاب اللقاء المشترك وهي تدين هذا العمل المشين ضد أسر الشهداء وإحراق خيامهم فإنها تطالب السلطة المحلية بتحمل مسؤوليتها بحماية المعتصمين سلمياً والتحقيق في حادثة الاعتداء وضبط الجناة وإحالتهم إلى الجهات المعنية لينالوا جزاءهم العادل. السلطة المحلية بدورها أشارت إلى أن المحافظ وجه بالتحقيق في الحادثة ورفع النتائج بصورة عاجلة لاستكمال الإجراءات القانونية في الواقعة. وفي السياق قال رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الثوري بمحافظة تعز إن تعز شهدت محرقة أخرى أمام بوابة مبنى المحافظة. واعتبر التيمي في تصريح ل"أخبار اليوم" ما حدث لأسر الشهداء تحدياً صارخ لكل الأعراف والقيم الأخلاقية واستفزازاً لأبناء تعز الثورة وأنها جريمة إنسانية تستوجب محاسبة مرتكبيها. ودعا التميمي المجتمع اليمني أن يغضب ويثور إزاء هذه التصرفات التي وصفها بالوقحة والجبانة، معتبراً الصمت إزاء ما حدث لأسر الشهداء نوعاً من النفاق، مطالباً أبناء تعز بإعادة الاعتبار لأسر شهدائهم وأن يهبوا إلى ميادين الفعل الثوري، معتبراً ذلك هو المخرج والضامن لحياة حرة وكريمة. وقال أن أسر الشهداء، أسر كريمة ومباركة لا تملك سوى الخيمة والقلم وضمت بأرواح أبنائها لينعم المواطن اليمني بعيش كريم ووطن مستقر وآمن وليس من أجل أن تهان على أبواب المسؤولين والآكابر حسب تعبيره. وقال إن على الجميع أن يصرخ كفى مهزلة واستهزاء، إن تعز صبرت وعانت ولابد ن يكون لمعاناتها نهاية ولصبرها فرج، مضيفاً بأن الاعتداء على أسر الشهداء هو اعتداء على الكرامة والحرية والثورة والدماء الطاهرة والأرواح الزكية، إنه اعتداء على كل أبناء تعز. وطالب علماء البلاد وقادة الأحزاب ووجهاء القوم أن يكون لهم موقف ولن نقبل إلا بموقف حازم شجاع جريء يعيد الاعتبار لأسر الشهداء ويردع هؤلاء الأقزام المتطاولين، كما طالب السلطة المحلية وإدارة الأمن بسرعة تعقب الجناة واتخاذ الإجراءات القانونية لتوضيح الحقائق للرأي العام بكل شفافية ووضوح. وكانت حشود من المتظاهرين أمس طالبت بإقالة محافظ تعز/ شوقي هائل وقالوا بأنه ورغم مرور عام على تعيينه إلا إنه لم يقدم لمحافظة تعز شيئاً ولم يقل حتى الفاسدين. من جانب آخر شهدت منطقة عصيفرة أمس اشتباكات قبلية ونتج عنها إصابة شخصين وصفت حالتهما بالمستقرة. وطبقاً لشهود عيان فإن الاشتباكات ناتجة عن مشاكل سابقة بين متنازعين لم يتم فصلها من قبل القضاء. وفي صعيد مشابه تمكنت قرابة 20 سيارة تحمل مسلحين من أبناء منطقة الشعر بمحافظة إب من الدخول إلى تعز للضغط على السلطات المحلية والأمنية بالقبض على الجناة الذين أقدموا على قتل شقيق مدير عام مديرية السلام العميد/ على أحمد الشعر وذلك في منطقة عصيفرة الأسبوع الماضي. وفيما يتعلق بثورات المؤسسات فقد أقدم موالون لمدير مكتب الإشغال بتعز صباح أمس بالاعتداء على رئيس نقابة الأشغال العامة والطرق أنيس الأديمي. بدورهم قام موظفو المكتب بتعيين أحد زملائهم المهندس/ كامل مغلس للقيام بأعمال المدير العام ورفعوا تقريراً بذلك لمحافظة المحافظة لرفعه للجهات المختصة لاعتماد المذكور في المنصب. مؤكدين عدم تراجعهم عن قرارهم سواء قبل المحافظ بذلك أم لم يقبل. من جانبها انضمت النقابات الطبية والصحية إلى احتجاجات الأشغال العامة والتربية والتعليم وجامعة تعز من خلال نصب أول خيمة احتجاجية بجوار مستشفى الثورة العام للمطالبة بتغيير مدير مكتب الصحة بتهم تتعلق بالفساد ولمطالبة المحافظ بالوفاء بوعده الذي قطعه قبل عام من تغيير الفاسدين بآخرين أكثر كفاءة ونزاهة. وناشد المحتجون الصحة ورئيس الحكومة بسرعة إنقاذ الوضع الصحي المتدهور بالمحافظة مهددين بمنع مدير المكتب من الدخول والدوام فيه حتى يتم تعيين بدلاً عنه. على صعيد آخر تظاهر العشرات من طلاب مدرسة الشهيد/ محمد حمرة بمدينة هجدة أمام مبنى المحافظة أمس للمطالبة بإنشاء مبنى للطلاب والذي وعدت به السلطات الحكومية بعد هدم المبنى السابق، منوهين إلى أن الجهات الحكومية قامت بهدم مبنى قديم للمدرسة قبل ثلاث سنوات كان يستظل به الطلاب بحجة بناء مجمع تربوي لكنهم ومنذ ذلك الحين والطلاب يدرسون في العراء بين حر الشمس وسقوط الأمطار حسب تعبيرهم. إلى ذلك أكدت مصادر مقربة من محافظ تعز/ شوقي أحمد هائل ل "أخبار اليوم" أن المحافظ قدم استقالته صباح أمس الأول، إلا أنها كانت بعيدة عن الدوائر الرسمية، حيث قام شوقي بتسليم الاستقالة إلى جلال عبدربه منصور هادي نجل رئيس الجمهورية بما يوحي بأن المحافظ غير جاد بالاستقالة، حيث كان يفترض أن يقدمها لمكتب رئاسة الجمهورية أو إلى رئيس الوزراء.