لا يزال المستثمر في مجال الدواجن "علي طاهر الرزاقي" يرقد في غرفة العناية المركزة منذ مساء أمس الأول جراء إصابته برصاص مسلحين مجهولين هاجموا سيارته في محاولة لنهبها أثناء توقفه أمام مطعم المخلافي المقابل لمبنى المجمع الحكومي بمنقطة سناح في محافظة الضالع. وأكد ل"أخبار اليوم" مصدر مقرب أن الرازقي أصيب بطلق ناري في منطقة البطن نقل على إثرها للمستشفى بعد تعرضه لإطلاق نار على أيدي مسلحين ملثمين هاجموا سيارته أثناء توقفه مساء أمس على مدخل مبنى المحافظة في الجهة المقابلة لمطعم المخلافي وذلك للحديث مع عدد من العاملين في مزارع الدواجن التي يملكها في منطقة حجر وسناح بالضالع. وقد نقل الرزاقي إلى مستشفى الأمين بقعطبة, حيث أجريت له الاسعافات الأولية قبل أن يوصى بنقله إلى صنعاء أو عدن لخطورة حالته، غير أنه ونظرا لإصابته بنزيف حاد فقد جرى نقله إلى مستشفى السلامة بالضالع تلافياً للوقت بحسب مسعفيه, حيث اخترقت الرصاص البطن من جوار الكلى وخرجت من أسفل الظهر. ووفقاً للمصدر فإن سبعة أشخاص ملثمين انتظروا حتى انصرف العمال وسائقو القلابات من جوار سيارة الرازقي فقاموا بمهاجمة السيارة وتطويقها من كل الجهات والصعود عليها بالقوة طالبين منه التحرك بهم إلى جهة مجهولة بعد مصادرة سلاحه الآلي الذي كان بجانبه لكنه رفض؛ فعمدوا إلى كسر خانة السيارة بالقوة ونهب أكثر من مئاتي ألف ريال. وقال المصدر إن المسلحين الذين كانوا يستقلون دراجات نارية قاموا بإطلاق وابل من النيران على سيارة الرزاقي عقب محاولة المذكور الالتجاء لآخرين وإطلاق رصاصه في الهواء من مسدسه؛ غير أن المسلحين منعوا محاولة اقتراب أي شخص واستمروا بإطلاق النار على السيارة قبل أن يلوذوا بالفرار بدراجاتهم النارية باتجاه سوق سناح. وقد أسفر إطلاق النار عن إصابة المستثمر وتعرض سيارته لثلاث طلقات في خزان المياه الذي استهدفه المسلحون بهدف إعطاب السيارة ومنع تحركها. يأتي ذلك في وقت لا تزال عناصر الحراك المسلح التابع لفصيل "علي سالم البيض" تفرض حصاراً مسلحاً على المجمع الحكومي للمحافظة للأسبوع الثاني على التوالي وإغلاق كافة المرافق والمنشئات الحكومية في إطار ما تصفه ببرنامج التصعيد الثوري للضغط على السلطات وإطلاق سراح المعتقلين الجنوبيين وعلى رأسهم فارس عبد الله الضالعي وحسن بنان، وذلك وسط غياب تام لدور الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية بالمحافظة . وتقوم مجاميع مسلحة تابعة للحراك بقطع وإغلاق الطرقات المؤدية إلى مبنى المحافظة الذي يشهد حصارا شديدا ويتعرض لهجمات متكررة تشنها تلك المجاميع بين الحين والآخر لاقتحام المبنى والسيطرة عليه, لكنها بحسب مصادر تواجه بمقاومة من الحراسة الأمنية للمجمع التي تصدت لها بكل قوة والاشتباك معها بمختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وكان آخر تلك الهجوم فجر صباح السبت الماضي. وصعد الحراك نشاطه الميداني "العسكري "عبر استقطاب واسع للشاب والعاطلين, تحت مسمى "جيش تحرير الجنوب" ووفقا لما أورده موقع "مأرب برس" الإخباري فإن معلومات خاصة جمعتها أجهزة الأمن اليمنية كشفت عن قيام عناصر تابعة للحراك المسلح بمديرية الشعيب بمحافظة الضالع بإقامة تدريبات عسكرية في منطقة (لنجود) المتاخمة لوادي بنا ,إضافة إلى فتح جبهة جديدة للتدريب المسلح في منطقة (السيلة) شرق مدينة الضالع جوار منطقة زبيد. يأتي هذا التصعيد متزامنا مع الظهور الإعلامي الأخير لعلي سالم البيض في عدد من وسائل الإعلام التابعة لحزب الله " الممولة إيرانيا " بهدف إخراجه من العزلة السياسية. وكانت تقارير أمنية قد تحدثت في وقت سابق عن سفر قيادي بارز في الحراك الجنوبي إلى لبنان لتلقي تدريبات عسكرية على أيدي خبراء في حزب الله اللبناني. كما تم ابتعاث عدد من عناصر الحراك من منطقة الحوطة بمحافظة لحج إلى لبنان للاحتراف على استخدام الأسلحة والمتفجرات على أيدي خبراء من حزب الله. وكان الرئيس هادي قد شن هجوماً لاذعا على إيران رداً على دعمها للتيار الانفصالي المسلح حيث قال " هناك فصيل من الحَراك الجنوبي يحمل السلاح بتحريض من دولة تقدم الدعم له بالمال والإعلام والسلاح في إشارة إلى إيران. واعتبر الرئيس هادي في كلمة يومها أن دعوات الكفاح المسلح ستؤدي إلى ضياع قضية الجنوب العادلة التي ستكون أهم محاور مؤتمر الحوار الوطني.