أكدت مصادر محلية بمحافظة مأرب - شرقي اليمن - ل "أخبار اليوم" أن مسلحين قبليين نفذوا كميناً مسلحاً مستهدفين دورية عسكرية تابعة للواء "312" في منطقة صرواح بالقرب من مركز منطقة "كوفل".. حيث أستهدف المهاجمون الدورية بقذيفة "آر بي جي" وأسلحة الرشاشة، موضحة بأن الهجوم المسلح أسفر عن سقوط "3" قتلى م"7" جرحى من الجنود ولاذ منفذوا الهجوم بالفرار. وذكرت المصادر أن هذا الكمين يأتي –بحسب مصادر قبلية في منطقة "جهم"- رداً على مقتل ثلاثة من أبناء قبائل بني ضبيان - إحدى قبائل جهم - منذ نحو أسبوع بمنطقة صرواح، على يد أفراد إحدى النقاط العسكرية في صرواح، إثر الدخول في مواجهات مسلحة مع الجنود، مشيرة إلى أن وساطة قبلية قادها كل من الشيخ الغادر والشيخ الدبا، منذ نحو أسبوع قاموا خلالها بإعطاء قبائل بني ضبيان وجهم "100 " قطعة سلاح كلاشنكوف، "صبرة" – كتحكيم قبيلي كما هو معمول به في العرف القبلي في اليمن- كي يتسنى للوسطاء بوضع حل لمقتل ثلاثة من أبناء القبائل إثر المواجهات مع أفراد النقطة العسكرية. وأفادت المصادر أن وجهاء بني ضبيان وجهم قبلوا "التحكيم القبلي"، إلا أن شباباً من أقرباء القتلى قالوا إنهم لم يقبلوا التحكيم، وهددوا بالثأر من الجنود، ونفذوا تهديدهم يوم أمس، من خلال استهداف الدورية العسكرية، الأمر الذي دفع قوات اللواء "312" بضرب مناطق القبائل التي نفذ مجموعة من أبنائها ذلك الكمين، واستخدم الجيش الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في قصف بعض جبال جهم، وجنبت قوات الجيش استهداف المواطنين أو مساكنهم في تلك المناطق التي ينتمي لها منفذو الكمين، منوهة بأنه لم تسجل أي إصابات أو أضرار بشرية أو مادية، ليستأنف بعد ذلك الغادر والدبا الوساطة لوقف الضرب ورد القبائل على الجيش. وفي محافظة مأرب وعلى الصعيد الأمني أيضاً أكد مصدر قبلي للصحيفة أن أحد أبناء قبيلة "الدماشقة" -إحدى قبائل منطقة "وادي عبيدة"- بمأرب قام فجر أمس الاثنين بتفجير أنبوب نقل النفط الرئيسي الذي يربط بين حقول النفط في محافظة مأرب، ثم أطفأ الحريق في الأنبوب، ليستفيد من بيع كمية النفط الخام المتدفق من الأنبوب.. حيث منع احتراق النفط المتدفق، وقام بتعبئته في براميل ثم بيعه لبعض القبائل كنفط خام بقيمة، "4" آلاف ريال للبرميل الواحد. من جانبه نقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول محلي يمني قوله: إن مسلحين فجروا أنبوب نقل النفط الرئيسي الذي يربط بين حقول النفط في محافظة مأرب والعاصمة صنعاء، ما أثر جزئياً على إمداد النفط الخام الواصل الى العاصمة. وأكد المسؤول أن "مجهولين فجروا أنبوب النفط على بعد 35 كلم في وادي عبيده فجر أمس الاثنين". وأضاف "نتيجة لذلك تضررت جزئياً إمدادات النفط القادمة عبر هذا الأنبوب " الذي يمتد لمسافة 320 كلم من حقول نفط صافر في محافظة مأرب إلى منفذ التصدير على البحر الأحمر. ونقلت الوكالة عن سكان في منطقة قريبة من الانفجار قولهم - عبر الهاتف - إن الانفجار تسبب في نشوب حريق كبير كما علت سحابة من الدخان فوق موقع الانفجار يمكن مشاهدتها من مسافات بعيدة. وفي منطقة وادي عبيدة بمحافظة مأرب قام أحد المسلحين القبليين –ينتمي لقبيلة الدماشقة- باستهداف أحد أبراج الكهرباء مما أدى إلى قطع التيار الكهربائي عن عظم محافظات اليمن منذ ظهر يوم أمس الاثنين وحتى الساعة الثانية عشرة من منتصف ليل الاثنين. وتعرضت خطوط نقل الطاقة الكهربائية (صنعاء - مأرب ) ظهر اليوم لاعتداء تخريبي جديد في منطقة الدماشقة بمحافظة مأرب ما أدى إلى خروج محطة مأرب الغازية عن الخدمة. وابلغ مسئولو غرفة العمليات المشتركة وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن المدعو حسن مبخوت الحويت من قام بعملية الاعتداء وهو متهم أيضاً باختطاف نائب مدير محطة مأرب الغازية مؤخراً وسبق أن هدد بضرب خطوط نقل الطاقة. وكانت تقارير حكومية نشرت في وقت سابق أكدت أن الحكومة اليمنية تتكبد خسائر تقدر بنحو 15 مليون دولار في كل يوم يتعطل فيه تصدير النفط من محافظة مأرب جراء الهجمات التي تستهدف أنابيب النفط فيها، فضلاً عن كلف إصلاح الأنبوب الذي تعرض لأكثر من 75 هجوماً منذ بدء الانتفاضة الشعبية وحتى اليوم وفقا للتقارير الحكومية. وكان وزير النفط اليمني السابق/ هشام شرف عبد الله صرح في يوليو/تموز الماضي بأن عمليات تخريب أنابيب النفط أدت إلى خسارة حوالي أربعة مليارات دولار منذ فبراير/شباط 2011. وينتج اليمن حوالى 300 ألف برميل نفط يومياً يخصص معظمها للتصدير، ويعتمد اليمن على الإيرادات النفطية لتغذية موازنة الدولة في وقت جعلت الأزمات السياسية وحالة انعدام الأمن اقتصاده على شفير الانهيار.