انتفضت مدينة البيضاء بمسيرة غاضبة طالبت بمحاسبة وإقالة قادة الأجهزة الأمنية، على خلفية مقتل مدير البريد بالمحافظة/ أحمد علي أحمد الرماح وإصابة "3" من مرافقيه في هجوم غادر نفذته صباح أمس الأول الثلاثاء عصابة مسلحة عقب عودتهم من مبنى البنك المركزي في المحافظة. وشيع الآلاف من أبناء محافظة البيضاء أمس جثمان مدير مكتب بريد البيضاء حمد علي أحمد الرماح. وتقدم المشيعين قيادة السلطة المحلية وقادة الأحزاب والتنظيمات السياسية وشباب الثورة السلمية بساحة أبناء الثوار ومنظمات المجتمع المدني والمشائخ والأعيان والقبائل وجموع غفيرة من مختلف الأوساط الشعبية والقبلية والسياسية. وطالب المشيعون, الجهات الأمنية والقضائية بالمحافظة سرعة الكشف عن الجناة وإحالتهم للقضاء ومحاكمتهم والقصاص منهم. وكان مسلحون مجهولون قد نصبوا كميناً مسلحاً أمس الأول الثلاثاء لمديري مكتبي بريد البيضاء الجديد والقديم في منطقة الدائري الغربي لمدينة البيضاء، أثناء عودتهم من مبنى البنك المركزي بالمحافظة على متن "3" سيارات وفيها مبلغ 320 مليون ريال مستحقات الضمان الاجتماعي وأجور موظفي التربية، وأطلقوا عليهم الرصاص ما أدى إلى استشهاد مدير مكتب بريد البيضاء القديم الرماح وإصابة مدير البريد الجديد و2 جنود من مرافقيهم. ولاذ المسلحون بالفرار بعد أن أخذوا قرابة 21 مليون ريال بعد وصول طقم عسكري وعدد من المواطنين حضروا إلى المكان إثر سماع إطلاق الرصاص، في حين تم استعادة مائتين وتسعة وتسعين مليون وسبعمائة وسبعة وأربعين ألف ريال وإرجاعها إلى البنك المركزي بالمحافظة. وجابت مسيرة جماهيرية حاشدة أمس شوارع وأحياء المدينة تنديداً بمقتل مدير البريد والانفلات الأمني الذي تشهده المحافظة. وردد المتظاهرون الهتافات الغاضبة والشعارات المنددة بالانفلات الأمني الذي تشهده المحافظة مطالبين بمحاسبة وإقالة قادة الأجهزة الأمنية الفاشلة، وسرعة ملاحقة قتلة مدير البريد وكشفهم وتقديمهم للعدالة. وأكد المحتجون أن جريمة مقتل الرماح تؤكد ضرورة رحيل القيادات الأمنية الفاشلة المعينة والتي لازالت في مكانها تتفرج على الأحداث التي تعيشها المحافظة دون تدخل وكأن الأمر لا يعنيهم. وتشهد محافظة البيضاء انفلاتاً أمنياً فضيعاً في ظل بقاء جميع القادة الأمنيين السابقين، الذين يتهمهم الثوار بتورطهم في الانفلات الأمني القائم في ظل غياب مستمر للمحافظ عن المحافظة منذ تعيينه أواخر العام الماضي. ونظم المتظاهرون وقفة احتجاجية أمام بوابة مبنى إدارة الأمن بالمحافظة ألقى خلالها رئيس المجلس التنظيمي للثورة بالبيضاء محمد أحمد البرهمي, كلمة تطرق فيها إلى فساد جميع قادة الأجهزة الأمنية بالمحافظة وما وصلت إليه المحافظة من انفلات امني غير مسبوق وانتشار السلاح وتزايد الجريمة، على مرأى ومسمع من الأجهزة الأمنية بالمحافظة التي لا تحرك ساكناً. وأوضح بأن أكثر من 300 جندي مسرحين في بيوتهم وعدد الجنود الذين يداومون في إدارة أمن المحافظة 25 جندياً فقط، بينما بقية الجنود مسرحون ويستلمون نصف مرتباتهم بتواطؤ من مدير أمن المحافظة وقائد المركزي، وكذلك محافظ المحافظة الذي كان الثوار يؤملون فيه خيراً ولكنه خيب ظنهم ولم يعر الأمر أي اهتمام ولم يغير شيئاً. وطالب - البرهمي - بضبط القتلة وإقالة جميع قادة الأجهزة الأمنية الذين يتحملون كامل المسئولية في الانفلات الأمني المشهود.