شهدت مدينة البيضاء أمس الأربعاء، مسيرة جماهيرية غاضبة جابت شوارع وأحياء المدينة تنديداً بمقتل مدير بريد المحافظة والانفلات الأمني الذي قالوا إنه تزايد مؤخراً. وردد المتظاهرون هتافات وشعارات منددة بالانفلات الأمني، مطالبين بمحاسبة وإقالة قادة الأجهزة الأمنية التي وصفوها بالفاشلة، وسرعة ملاحقة المتهمين بقتل مدير البريد وكشفهم وتقديمهم للعدالة. ودعا المشاركون إلى ضرورة تغيير بعض القيادات الأمنية التي وصفوها بالفاشلة وقالوا إنها لازالت في مكانها تتفرج على الأحداث التي تعيشها المحافظة دون تدخل وكأن الأمر لا يعنيهم. وقال أحد منظمي المظاهرة ل"الأولى" إن أكثر من 300 جندي من أمن المحافظة مسرحون في بيوتهم وعدد الجنود الذين يداومون في إدارة أمن المحافظة 25 جندياً فقط. وذكر إن الجنود المسرحين يستلمون نصف مرتباتهم بتواطؤ من مدير أمن المحافظة وقائد المركزي. وطالب عضو تنظيمية الثورة بالبيضاء البرهمي في كلمة له عقب المسيرة بضبط الجناة و"إقالة جميع قادة الأجهزة الأمنية"، محملاً إياهم "كامل المسؤولية عن الانفلات الأمني". إلى ذلك شيع المئات من أهالي محافظة البيضاء أمس جثمان مدير مكتب بريد البيضاء أحمد علي أحمد الرماح الذي قتل أمس الأول الثلاثاء في كمين نصبه مسلحون مجهولون لسيارات البريد أثناء عودتها من مبنى البنك المركزي في المحافظة. وتقدمت المشيعين قيادة السلطة المحلية وقادة فروع الأحزاب والتنظيمات السياسية وشباب الثورة السلمية بساحة أبناء الثوار ومنظمات المجتمع المدني والمشائخ والأعيان والقبائل وجموع غفيرة من مختلف الأوساط الشعبية والقبلية والسياسية.