شهدت مديريتا المنصورة وصيرة بمحافظة عدن عصياناً مدنياً نفذه بعض شباب مكونات الحراك الجنوبي في المديريتين. وأقدمت عناصر الحراك بمديرية صيرة على إغلاق الطرقات بالحجارة وإحراق الإطارات بالشوارع العامة مما تسبب في إعاقة حركة التنقل بين مديريات المحافظة. وحسب مصادر محلية فقد تدخل أفراد الأمن لفتح الطرقات إلا أن عناصر الحراك واجهتهم رشقاً بالحجارة مما حذا بالأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع. وفي مديرية المنصورة قام بعض الشباب بإحراق الإطارات في الشوارع العامة إلا أنه تم فتحه بعد لحظات من إغلاقه. من جانبه طالب الشيخ/ عبد الرب السلامي رئيس حركة النهضة الجنوبية كافة فصائل الحراك بضرورة أن تكون هناك رؤية موحدة بين كافة الفصائل بشأن العصيان المدني الذي ينفذه الحراك الجنوبي يومي (السبت والأربعاء) من كل أسبوع بمحافظة عدن. وأضاف الشيخ السلامي في تصريح ل"أخبار اليوم" إن العصيان المدني يعد وسيلة من وسائل التصعيد الثوري, لافتاً إلى أن العصيان يجب أن يكون وفق رؤية سياسية ويجب أن يحدد أهدافاً محددة لتحقيقها, وأن العصيان المدني يعد اندفاعاً ذاتياً من الشعب, وإنه على القوى الثورية تحرض العصيان المدني وتدفع بها من الناحية الإعلامية وإنه لا يجوز أن يتم فرض إغلاق المحلات التجارية بالقوة. وأكد أن حركة النهضة سبق وأن عقدت لقاءات مع فصائل الحراك لتدارس العصيان المدني والخروج بالرؤية السياسية, وهل المرحلة الحالية بحاجة إلى العصيان وأن آخر تلك اللقاءات عقدت برئاسة الدكتور/ محمد حيدرة مسدوس إلا أن اللقاء فشل ولم يتم الخروج برؤية محددة والاتفاق بشأن العصيان المدني والذي تقوم به في الوقت الحالي بعض فصائل الحراك. وأضاف إن حركة النهضة لا تدين أي عمل ثوري يقوم به أي فصيل سياسي أو ثوري من فصائل الثورة الجنوبية, إلا إذا تجاوز الفعل الثوري الحدود السلمية فإنه هنا يمكن أن يدان, وإن العصيان المدني الذي يجرى في عدن محدود وفي بعض الأحياء. وعلق الشيخ السلامي بشأن قطع الطرقات بالقول: "إن قضية المصالح والمفاسد لتحقيق مصلحة ومفسدة أكبر, قضية معتبرة لدى العلماء والفقهاء حسب قوله وإنه إذا كان هناك رؤية سياسية وأهداف محدد وواضحة فإنه يمكن القول بأن العمل في قطع الطرقات وسيلة لتحقيق تلك الأمور، لافتاً إلى أن المسألة ليس في حد الفعل ذاته هل هو محرم أو غير محرم بل المسألة في الغايات التي تحرر هذا الفعل هل هي صحيحة, وأنه حتى الآن لم يتم الاتفاق على رؤية سياسية تتعلق بالعصيان ولا يريد التحدث بشأن الفتوى الدينية باعتبار ما يجري في الشارع الجنوبي فعلا ثوريا يدخل في القضية السياسية.. ودعا الشيخ السلامي كافة فصائل الحراك الجنوبي ومكوناته المختلفة الجلوس ورسم رؤية واضحة فيما يتعلق بالعصيان المدني, مشيراً إلى أن حركة النهضة لديها الاستعداد الكامل الجلوس مع تلك المكونات بشأن العصيان المدني للخروج برؤية مشتركة بشأن العصيان لافتاً أن عدم وجود رؤية سياسية بشأن العصيان المدني ستجعله عرضة للانتقادات, مؤكداً على ضرورة تفعيل الحوار الجنوبي الجنوبي لأنه بدون الحوار ستبقى الرؤية المستقبلية والتوافق السياسي للثورة الجنوبية كما هي, مطالبا المجتمع الدولي إلى ضرورة المساهمة لإيجاد توافق جنوبي كون ذلك يكمن في مصلحة المجتمع الدولي لإيجاد أمن واستقرار في المنطقة وإن تحقيق ذلك يكمن في حل القضية الجنوبية.