في الوقت الذي استجابت فيه جميع مكونات الثورة الشبابية الشعبية السلمية لتوجيهات الحكومة بإخلاء ساحات الاعتصام في أمانة العاصمة, إلا أن أنصار الحوثي رفضوا ذلك وبدأوا بدعوة أنصارهم إلى التوافد دعماً ومساندة لهم, مرددين شعاراتٍ مضمونها (إن الثورة بدأت اليوم)، واصفين انسحاب المكونات الأخرى بأنه خيانة عظمى لدماء شهداء الثورة. وفي سياق متصل, نفذ أمس الثلاثاء عدد من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني من ممثلي الحركة الحوثية وقفة احتجاجية منددين بتوجيهات الحكومة واللجنة العسكرية بإخلاء ما تبقى من ساحات الاعتصام, مؤكدين أنهم سيحمون الساحة وسيشكلون دروعاً بشرية في حال حاولت قوات الأمن اقتحام الساحة. من جهته أصدر المكتب الإعلامي للحوثي أمس بياناً بهذا الشأن - حصلت "أخبار اليوم" على نسخة منه- زعم فيه احتشاد مجاميع عسكرية منذ صباح الثلاثاء 4/ رجب/ 1434ه في مداخل "ساحة التغيير بصنعاء" بهدف التحضير لهجوم شامل على أنصاره الذين لم يبق سواهم في الساحة. ووصف في البيان ما اعتبره تحضيرات لإخلاء الساحة بالعدائية, متهماً بعض القوى بتسخير الثورة لمصالحها وأطماعها. واتهم النظام بأنه يسعى إلى العودة بالشعب إلى الوراء لما قبل الثورة الشعبية السلمية, محرضاً وداعياً أفراد الجيش والأمن على رفض أي عمل هجومي ضد من تبقى في الساحة. وهدد الحوثي في بيانه بضرب عملية الحوار الوطني وتعقيد الوضع السياسي إذا ما تم المساس بأنصاره أو محاولة الاعتداء عليهم, مشيراً إلى أن النظام الذي وصفه بالظالم لم يسقط بعد وأن رموزه وقياداته لا تزال نزعتها الدموية والعسكرية قائمة إلى اليوم. ودعا أبناء الشعب اليمني إلى الاستمرار فيما أسماه بالثورة الشعبية السلمية حتى تحقيق أهدافها وإسقاط النظام الظالم وجلاوزته الذين لا زالوا يمارسون القمع ويكممون الأفواه ويصادرون أبسط الحقوق والحريات المكفولة للشعب اليمني وعلى رأسها حق الاعتصام والتظاهر السلمي والتعبير عن الرأي. من ناحية أخرى وصف محللون سياسيون, بيان الحوثي بأنه تمرد على قرارات اللجنة الأمنية ويعد تأكيداً على رفض الحوثي وأتباعه لكل ما يصدر عن النظام الحالي، وأضاف المحللون أن الحوثي في بيانه يدعو إلى التصعيد وخلق حالة من التوتر التصادم مع الأجهزة الأمنية. الجدير بالذكر أن قيادة جماعة الحوثي المسلحة قد وضعت العديد من الشروط سلمتها عبر اللواء/ محمد القاسمي المفتش العام لقوات المسلحة ورئيس حزب العدالة والبناء الأستاذ/ محمد علي أبو لحوم، سلمتها للجنة العسكرية, منها طلب توظيف "3" آلاف حوثي وتعويض أنصار الحركة المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء بمبلغ وقدره ملياري ريال، ومعالجة جرحى الحوثيين الذين أصيبوا خلال الحروب الستة وقاتلوا أفراد الجيش والأمن، معالجتهم على حساب الحكومة واعتبارهم كجرحى الثورة الشبابية السلمية، كما تشترط قيادة الحوثي شروطاً أخرى مقابل إخلاء الساحة. وتأتي هذه اللغة التصعيدية من جماعة الحوثي بعد يومين من رفض معظم أعضاء اللجنة العسكرية لشروط قيادة جماعة الحوثي.
