كرس مجلس الوزراء, اجتماعه الأسبوعي يوم أمس برئاسة رئيس المجلس/محمد سالم باسندوة, لمناقشة الأوضاع الأمنية ومستجداتها على مستوى الجمهورية، والخطط والبرامج التي تنفذها الأجهزة الأمنية والدفاعية لتكريس أجواء الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع. واستمع المجلس إلى تقرير وزيري الدفاع والداخلية عن الجهود التي تبذلها المؤسستان العسكرية والأمنية لتعزيز جوانب الأمن والاستقرار ومواجهة ومعالجة الاختلالات الأمنية التي من شأنها الإضرار بالمصالح العليا للوطن.. موضحين الوسائل والأساليب التي يتم من خلالها مطاردة وتضييق الخناق على عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي وإفشال مخططاتهم الإجرامية الرامية إلى العبث بأمن واستقرار ومصالح الوطن والمواطنين، باتجاه استئصال شأفة الإرهاب باعتباره ليس تهديدا لأمن واستقرار ومصلحة الوطن فحسب بل وللأمن الإقليمي والدولي.. لافتين إلى العملية الإرهابية الأخيرة التي تم إحباطها لتنظيم القاعدة وكانت تستهدف أنبوب الغاز المسال في بلحاف. وأكد الإصرار المسئول للقوات الأمنية والعسكرية على ملاحقة وتعقب العناصر الإرهابية أينما وجدت وتوجيه الضربات الموجعة لها وذلك بالتعاون مع المواطنين الشرفاء المحبين لوطنهم. وأبرز التقرير النجاحات المحققة للأجهزة الأمنية والدفاعية في ضبط ومكافحة عمليات التهريب بكافة أشكالها وصورها، وبينها تهريب السلاح والمخدرات والأدوية وغيرها.. مشيراً إلى أن الضبطيات المتكررة في الآونة الأخيرة دليل على يقظة الأجهزة الأمنية والعسكرية وشروعها في مرحلة جديدة من عدم التهاون مع المهربين أيا كانوا. وتطرق التقرير إلى الخطط الخاصة بوقف الاعتداءات المتكررة على أنابيب النفط وخطوط وأبراج نقل الطاقة الكهربائية، والتي أحدثت مردودات سلبية على الوطن وأضرت بالاقتصاد والحياة العامة للمواطنين، وما تم اتخاذه في هذا الجانب من إجراءات عسكرية وأمنية حازمة لمنع تكرار مثل تلك الاعتداءات ، وكذا لردع من يقوم بمثل تلك الأعمال الإجرامية التخريبية والخارجة عن النظام والقانون. وأشار إلى الجهود المبذولة للحفاظ على الممتلكات والمنشآت العامة والحيوية، وتامين الطرقات بين المحافظات، إضافة إلى ما يتم اتخاذه من إجراءات لإنهاء المظاهر المسلحة في أمانة العاصمة والمدن الرئيسية. ولفت التقرير إلى ما توصلت إليه الأجهزة الأمنية بشأن عدد من جرائم القتل التي حدثت مؤخراً بما في ذلك تلك التي تسعى إلى تقويض الأمن والاستقرار وعرقلة المرحلة الانتقالية الجارية.. مؤكدا أن المؤسسة الدفاعية والأمنية ستستمر في اتخاذ الإجراءات الحازمة ولن تتهاون في التعامل مع من يستهدف أمن واستقرار الوطن والسكينة العامة في المجتمع. كما أكد التقرير على أهمية المؤازرة الجماعية لجهود أبناء القوات المسلحة والأمن الذين يقدمون أرواحهم في سبيل الذود عن أمن واستقرار وحماية المواطنين، باعتبار أن حماية الوطن وأمنه واستقراره، مسؤولية تشاركية تقع على عاتق جميع ابناء الوطن. وتدارس مجلس الوزراء على ضوء النقاش المستفيض للتقرير عدداً من الرؤى والأفكار حول الإسناد الحكومي والمجتمعي اللازم لجهود المؤسسة الدفاعية والأمنية لتحقيق التطلعات في تكريس أجواء الأمن والاستقرار في كل أرجاء الوطن، ومعالجة الاختلالات أينما وجدت. وفي هذا السياق أكدت مصادر مطلعة ل"أخبار اليوم" أن وزير الثروة السمكية/ عوض السقطري، وجه انتقادات لاذعة لكل من وزيري الدفاع والداخلية خلال الاجتماع، بعد استعراضهما للتقرير.. حيث سأل الوزير السقطري الوزيرين قحطان وناصر، عن أي أمن ودفاع تتحدثون وحضرموت على وشك السقوط في أيدي عناصر القاعدة، وأقسام الشرطة تغلق أبوابها في وجه المواطن منذ ساعات المغرب الأولى، ليجوب عناصر القاعدة الشوارع العامة والفرعية بحرية تامة؟.. وذكرت المصادر أن وزير الثروة السمكية, طالب بالتحرك الفوري لإنقاذ حضرموت من السقوط، مشيرة إلى أن وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور/ أحمد عبيد بن دغر, أيّد طرح الوزير السقطري. ونوهت المصادر أنه رغم النقاش المستفيض للوضع الأمني سيما ما يخص الوضع في حضرموت إلا أن الاجتماع انتهى دون أن يتم تحديد أي الخطوات التي يمكن أن يتم اتخاذها لتفادي سقوط حضرموت في أيدي الجماعات المتطرفة. ووجه المجلس تحية تقدير وإجلال لكافة الأعمال البطولية والتضحيات الجسيمة المبذولة من قبل أبناء القوات المسلحة والأمن من أجل الذود عن حياض الوطن واستتباب الأمن وتثبيت الاستقرار ومكافحة كافة أشكال الجريمة ومجابهة مخاطر الارهاب.. مشيداً بهذا الخصوص بالنجاحات والأعمال البطولية التي سطرتها الأجهزة الأمنية في ضبط ومكافحة التهريب، وما تم ضبطه من شحنات مهربة لأسلحة ومخدرات وأدوية وغيرها في الآونة الأخيرة، إضافة إلى إحباط عمليات إرهابية لتنظيم القاعدة تستهدف أمن واستقرار الوطن. وأشار إلى إن القوات المسلحة والأمن هي الضمانة لسيادة الوطن وأمنه واستقراره، وان تحسن أدائها المهني موضع فخر واعتزاز لجميع أبناء الوطن. وأكد مجلس الوزراء دعمه ومساندته الكاملة لأبناء القوات المسلحة والأمن وتقديره الكبير للتضحيات الجليلة التي يقدمونها في سبيل حماية الوطن وامن المواطنين.. لافتاً إلى أن هذه التضحيات ستظل محفورة في ذاكرة الشعب اليمني ومكتوبة بأحرف من نور على صفحات تاريخه المعاصر، وأن الحكومة ستقوم بواجبها تجاه عائلات شهداء الجيش والأمن.. مترحما على أرواح شهداء الوطن كافة ومتمنيا الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.