اعتبر عضو مجلس الشورى الدكتور/عبد الوهاب الروحاني ما يجري في مؤتمر الحوار الوطني الشامل يقود اليمن إلى انفصال كامل الصلاحيات. وأوضح أن حديثه عن أن ما يجري في مؤتمر الحوار تمهيد للانفصال في البلاد، يأتي في سياق أن الترويج لمفهوم الفيدرالية سواءً على إقليمين أو أكثر يهدف إلى التهيئة للتجزئة والتشظي والانقسام وإيجاد كنتونات صغيرة في البلد يسهل السيطرة عليها وتحريكها من قبل قوى لا تريد لليمن الخير. وأشار الدكتور الروحاني في تصريح ل"أخبار اليوم" إلى أن هناك من يسعى لأن يرى اليمن يتمزق ويتقاتل وبالتالي فإن الحديث عن الفيدرالية حد قوله يعد استجراراً لمشروع بريطاني قديم كان حاول المندوب السامي البريطاني في عام1956م تطبيقه في الجنوب على غرار ما تم في المناطق التي كانت مستعمرة بريطانياً بالجنوب. منوهاً إلى أن ما يجري في مؤتمر الحوار ليس تهيئة للانفصال فحسب، وإنما حشد الشعب اليمني وقواه السياسية إلى التصفيق لفيدرالية تهدف لتقسيم البلاد وتوزيعها، لأن ما وراء الفيدرالية وتوزيع البلد إلى أقاليم هو دعوة لاستفتاءات متتالية لحق تقرير المصير ثم الانفصال حسب تعبيره، مضيفاً بأن هذا المشروع كان واضحاً من خلال أطروحات عدد من الساسة في المعارضة الجنوبية في الخارج، إذ أن المسألة التي تجري حالياً هي فقط تهيئة للانفصال والتقسيم، مشيراً إلى أن قوى إقليمية تسعى لتمرير هذه الخطة استجابة لمطالب خارجية؛ حيث هناك من يريد أن يقف على أقاليم تتوزعها نزعات مشيخية وسلطنات ومشاريع ودويلات صغيرة، طائفية ومذهبية ستقود حتماً إلى التقاتل وسفك الدماء، كون اليمنيين على مر التاريخ يدركون أن الاستقرار والتنمية لا يمكن تحقيقهما إلا بالوحدة فإما الوحدة الكاملة أو الانفصال حد قوله. ولفت الروحاني إلى أن مشروع الفيدرالية وجد هوىً عند بعض الطامعين وأصحاب المشاريع الصغيرة للموافقة عليه والترويج له، إذ عندما تكرس مفهوم التشظي والانقسام وتفتيت اليمن إلى أقاليم صغيرة، يسهل لهؤلاء مزيداً من السيطرة والاستبداد ويزيد ممن يعبثون بأموال الشعب اليمني وبالتالي ضياع المشروع الحداثي الوطني الذي يبحث عنه اليمنيون الآن والأجيال الحديثة. وقال إنه لا يمكن لليمن أن يستمر في الحياة بعيداً عن الواقع المعاصر، حيث أن الذين يتبنون مشروع الانفصال يريدون العودة باليمن إلى الوراء عبر قوى كبيرة للأسف، لافتاً إلى أن التخطيط لهذا المشروع يجري على قدم وساق، معتبراً وجود دويلات صغيرة مؤشراً لتقاتل اليمنيين مع بعضهم ومزيداً إلى الارتهان للخارج والعمالة وضياع الهوية الوطنية التي لن تستقيم باليمن إلا بالوحدة اليمنية. وتساءل الروحاني: لماذا الصلاحيات التي سيتم منحها للفيدرالية لا تقدم للمحافظات في إطار حكم محلي واسع الصلاحيات.. منوهاً إلى أن الفيدراليات في العالم لا تنشأ إلا في ظل وجود دول مركزية قوية قادرة على ضبط السياسية، مستدركاً أن الحديث في اليمن يتم عن فيدرالية ومشاريع صغيرة في ظل غياب دولة. ولفت إلى أنه سبق أن طرح مشروع تهيئة للحوار الوطني إلا أن ما يتم خلال شهرين من عمر الحوار هو تهيئة للانفصال، وما يتم طرحها من مشاريع ليس سوى حبراً على ورق لا تأثير لها ولن يكن لها فعل. واعتبر الحديث الرسمي عن فيدرالية قبل خروج المؤتمر الحوار بنتائجه يشير إلى عدم وجود رؤية للحوار وأن هناك أجندة خارجية سيتم فرضها على اليمن وأن هناك مشروعاً جاهزاً سيتم الإعلان عليه ومباركته من قبل الدولة الراعية لما يسمى بالحوار الوطني والمبادرة الخليجية، لافتاً إلى أن حديث رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي عن 6 أقاليم استباقاً لمخرجات الحوار. وقال إن الوحدة لم تستقر منذ عام90م، حيث بدأ مسلسل الفوضى والتآمر ومحاولة احتواء القوى السياسية الاجتماعية، حيث اليمن لم يجرب الوحدة الاندماجية ولا الحكم المحلي واسع الصلاحيات، مضيفاً: علينا أن نخطو خطوات تدريجية فدرالية في بلد نسبة الأمية تصل إلى أكثر من 75%، مشيراً إلى أن من يروج لمفهوم الفيدرالية كفكرة سياسية لن تخضع لدراسة الواقع والتركيبة الاجتماعية في البلد التي لا تزال تعاني من أمية مفرطة ومن غياب دولة في ظل طموحات انفصالية لقوى تقليدية قديمة تريد إعادة سيطرتها على سلطنات ومشيخات وأقاليم.. وقال إن الرئيس هادي تجاوز مخرجات الحوار في حديثه عن أقاليم، الأمر الذي يؤكد أن هناك مشاريع جاهزة لليمن، حيث أن حديث الرئيس جاء فيما لا زالت هناك رؤى تقدم في الحوار وهي في أغلبها تحاكي المشروع الخارجي وليس المشروع الوطني الذي لا يمكن أن يكون إلا في ظل وحدة اندماجية يتحقق فيها الأمن والاستقرار وصلاحيات للمحافظات تذوب فيها المركزية بكل مفاهيمها.. وبما يساهم في التنافس بين المحافظات في التنمية وتساءل: أين هي الدراسات الوطنية التي توصلت إلى أن الفيدرالية هي الحل.. هل هناك دراسات كجامعات ومعاهد ومخرجات علمية أم هي محاكات لمشاريع تأتي من الخارج.. وقال إن مؤتمر الحوار خرج بشيئين؛ أحدهما: الترويج للانفصال كامل الصلاحيات، وتجميد الاحتجاجات في الساحات العامة ساحة الحرية والتغيير وتحويلها إلى ساحة "موفنبيك".. وقال هذه وجهة نظر له وربما تكون رؤيته خاطئة حد قوله. واعتبر ما يجري في صعدة من سيطرة حوثية تعد مؤشرات على أن ما يجري في مؤتمر الحوار تمهيداً للانفصال وإقامة دويلات صغيرة تنفذ أجندات خارجية وفقاً لمشروع تحول اليمن إلى ساحة صراعات دولية وإقليمية.