واصلت قوات الأمن المصرية حملة اعتقالاتها في صفوف قادة جماعة الإخوان المسلمين، وسط ترقب لبدء محاكمة عدد من قيادات الجماعة اليوم الأحد، وبوادر عن ملاحقات لنشطاء من غير الإسلاميين، بعد يوم من مسيرات حاشدة ضد الانقلاب شهدتها محافظات مصرية عدة. ود داهمت قوات الجيش والشرطة في وقت مبكر من صباح أمس السبت منازل عدد من عناصر وأنصار الإخوان، واعتقلت أربعة منهم بمدينة البياضية في جنوب الأقصر (721 كلم جنوبالقاهرة) كما اعتقلت القيادييْن بالجماعة في محافظة قنا محمد ربيع سليمان، وهو وكيل وزارة الأوقاف بالأقصر، والبرلماني السابق ومدير مستشفى الحميات أحمد سيد الصغير. وفي هذه الأثناء، كلف النائب العام نيابة أمن الدولة بالتحقيق مع الناشطتين إسراء عبد الفتاح وأسماء محفوظ بتهمة "العمالة والتخابر لصالح جهات أجنبية" كما أمر النائب العام بفحص إدراج الناشطتين على قوائم الممنوعين من السفر. ومنذ عزل الجيش للرئيس/محمد مرسي أصدر القضاء نحو ثلاثمائة مذكرة اعتقال ومنع من السفر، شملت قيادات وأعضاء بجماعة الإخوان المسلمين، بينما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر أمنية أن عدد المعتقلين من الإخوان يتجاوز الألفين. وفي هذه الأثناء، تترقب الأوساط المصرية اليوم الأحد بدء محاكمة قادة الجماعة من الصفين الأول والثاني بتهم التحريض على قتل متظاهرين. وستتم المحاكمات لعدد من أبرز قادة الجماعة المعتقلين، وعلى رأس هؤلاء المرشد العام محمد بديع الذي ألقي القبض عليه فجر الثلاثاء الماضي، والذي أحيل ونائباه خيرت الشاطر ورشاد البيومي إلى محكمة الجنايات بتهمة التحريض على قتل متظاهرين. كما وجهت النيابة العامة اتهامات للرئيس المعزول محمد مرسي بالقتل والشروع في قتل متظاهرين أمام القصر الرئاسي نهاية العام الماضي. وفي إطار متصل، عبرت حركة السادس من أبريل عن قلقها من الأوضاع في مصر وما وصفته بحملة "التحريض والكراهية" التي تسود الخطاب الإعلامي. واعتبر القيادي البارز بالحركة أحمد ماهر أن ما يحدث في مصر الآن "قد يكون أكثر وأخطر تعقيدا مما كان يحدث قبل 25 يناير 2011" وعبر عن تخوفه "من عودة النظام القديم كأشخاص وكممارسات". وكانت العديد من المحافظات شهدت أمس الجمعة مظاهرات ليلية لمناهضي الانقلاب العسكري، تحدى فيها المتظاهرون حظر التجوال المفروض منذ فض قوات الجيش والأمن اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالسادس عشر من الشهر الجاري. وأصدر التحالف المناهض للانقلاب بيانا حول مظاهرات الجمعة قال فيه إن الملايين من الشعب المصري خرجت في مختلف محافظات البلاد تأييدا للشرعية ورفضا للانقلاب العسكري، وللتنديد بما وصفها بمجازر العسكر الوحشية ضد المعتصمين السلميين. وأضاف التحالف المناصر للشرعية أن كل الشوارع شهدت مسيرات غير مسبوقة، وسط تجاوب كبير من المواطنين الذين أعربوا عن تأييدهم للمتظاهرين بوسائل مختلفة. وشهد حي العباسية في شمال القاهرة، ومنطقة المعادي في جنوبها وحي المهندسين وسط العاصمة مسيرات مؤيدة لمرسي ومنددة بالانقلاب، كما شهدت الإسكندرية مسيرات متعددة منددة بالانقلاب, ورفعت لافتات تندد بالمجازر والانقلاب العسكري.
