شهدت إحدى جلسات المؤتمر العام الثالث للمنتدى القضائي, مشادات كلامية واشتباكات بالأيدي بسبب نصوص مشروع النظام الأساسي وإصرار القضاة المشاركين من أبناء المحافظات الجنوبية على تضمين النظام الأساسي نصوصاً تكفل المناصفة بين أبناء المحافظات الجنوبية والشمالية في هيئات وتكوينات نادي القضاة.. وبحسب مصادر مطلعة، رفض أغلب قضاة المحافظات الشمالية تضمين هذا الطلب في نصوص النظام الأساسي وبعد اشتداد الخلاف والجدال صعد القاضي/ حمود الهتار إلى منصة المؤتمر لإبداء رأيه وحل الخلاف القائم بين أعضاء المؤتمر. وخاطب الهتار المشاركين في المؤتمر قائلاً: " إن نظرت الناس إلى القضاة تختلف عن نظرتهم إلى أعضاء مؤتمر الحوار, فانتم ظل الله في الأرض وأنتم صفوة المجتمع وأنتم كبار القوم وأنتم المتبوعون عند الناس, تستمدون مكانتكم من قداسة الأحكام التي تصدرونها وأنتم أكبر من أن يحتويكم حزب أو تحتويكم منطقة من المناطق ولذلك فإن الناس ينتظرون منكم قرارات وتوصيات تتناسب مع مقامكم الرفيع". وقال الهتار: إن ما شهدناه في هذه الجلسة يمثّل مشهداً رائعاً من مشاهد الحوار لم أر له نظيراً من قبل رغم ما وقع في الجلسة من مشادات, لكن هذه الجلسة تعد علامة بارزه في تاريخ المنتدى القضائي، مهما تباينت الآراء واختلفت, فقد قال القاضي/ عصام السماوي في جلسة الافتتاح إن القضاة يختلفون في الرؤى ولكنهم يتفقون في النتائج وهذا شيء حسن وهذا هو المؤمل منكم ويجب ألا تضيق صدورنا بالرأي الآخر, فقد ذكر الله عز وجل في القرآن كلام فرعون وهو الذي قال "أنا ربكم الأعلى" وجعله قرآنا يتلى وعلى كل حرف منه عشر حسنات وهو الرأي الآخر فلا نضيق بالرأي الآخر, لكن المهم ألا نُصِر على آرائنا, هذا هو الشيء المهم. وأضاف الهتار: نحن جميعاً نقدر موقف مشاركة إخواننا من أبناء المحافظات الجنوبية في هذا المؤتمر, لكن ليعذرني الإخوة أعضاء لجنة مراجعة النظام, ربما أنهم لم يستطيعوا إيصال فكرتهم إلينا بالشكل المطلوب فجاء النظام معكوساً.. وإن الأصل أن يشتمل النظام على الأحكام العامة التي تكتسب صفة الديمومة ولا مانع من أن نأتي بنص للأحكام الانتقالية يتضمن ما يريده الإخوة أبناء المحافظات الجنوبية في الفترة الانتقالية, أما النظام الأساسي فيجب أن تكون أحكاماً عامة وفي الأحكام الانتقالية نأتي بماده للفترة الانتقالية وهذا هو مقترحي إذا استحسنتموه. وأشارت المصادر إلى أن القاعة دوت بالتصفيق تأييداً للحل الذي بادر به الهتار ثم عقّب رئيس المؤتمر القاضي/ عبد الجليل نعمان قائلاً: لعل مقترح القاضي/ حمود الهتار قد نقلنا خطوة إلى الأمام ثم طلبت هيئة رئاسة المؤتمر من القاضي/ حمود الهتار, إعادة طرح المقترح من جديد فقال القاضي حمود الهتار : يجب أن تبنى نصوص على الأحكام العامة ونأتي بنص للأحكام الانتقالية, نورد ما يريد الإخوة أبناء المحافظات الجنوبية, نعمله خلال الفترة الانتقالية الأربع السنوات نقول فيه" استثناء من الأحكام المنصوص عليها في هذا النظام يتم انتخاب هيئات المنتدى مناصفة خلال الفترة التالية لإقرار هذا النظام وهذا هو حكم انتقالي لمدة أربع سنوات. وبعد نقاش مستفيض تم تشكيل لجنة ضمت عدداً من القضاة وفي مقدمتهم القاضي/ عصام السماوي, إضافة إلى القاضي/ حمود الهتار وقد اتفقت اللجنة على النص المقترح في الأحكام الانتقالية على النحو التالي: يكون انتخاب وتشكيل هيئات نادي قضاة اليمن من الجمعية العمومية وغيرها واتخاذ القرارات فيها على مبدأ الشراكة المتساوية بالمناصفة بين القضاة من أبناء المحافظات الجنوبية والشمالية خلال الدورة الانتخابية الأولى عقب إقرار هذا النظام. ثم قام القاضي/ حمود الهتار بقراءة النص المذكور على المشاركين فتم التصويت عليه بالإجماع ثم ألقى القاضي/ حمود الهتار كلمة قال فيها: شكراً لهيئة رئاسة المؤتمر وشكراً لكم أيها الزملاء وهذه رسالة للسلطة وللقوى السياسية المتحاورة ولكل أبناء اليمن نقول لهم إن قضاة اليمن متحدون وان الوحدة اليمنية باقية بإذن الله عز وجل وفي سبيلها سنقدم التنازلات تلو التنازلات ويفدي كل منا الآخر, فنحن زملاء متحابون وعلى قلب رجل واحد وإذا اختلفت الرؤى فقد اتحدت النتيجة. وتم العمل بمقترح القاضي/ حمود الهتار وانتخبت القيادة الجديدة لنادي القضاة وفقاً للنص سالف الذكر.