سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بن عمر يسعى لإقناع الرئيس برؤيته وتمريرها بعيداً عن حزب المؤتمر بينما سياسيون يحذرون من تحول المبعوث الأممي من إنجاح العملية الانتقالية إلى إنجاح تقسيم اليمن..
أكدت مصادر مطلعة في مؤتمر الحوار الوطني ل"أخبار اليوم" أن الجدال لازال ساخناً داخل اللجنة المصغرة لفريق القضية الجنوبية التي باتت تعرف باسم لجنة ال"16"، خاصة في ظل عدم توصل أعضاء اللجنة إلى رؤية يتوافق عليها الجميع بما يخص شكل الدولة القادمة، موضحة أن المبعوث الأممي الخاص باليمن جمال بن عمر قد تبنى يوم أمس مع أحد الأطراف في لجنة ال"16" مقترحاً بأن تكون الفدرالية في اليمن من خمسة أقاليم غير متداخلة إلا أن مقترحه لقي رفضاً ومعارضة شديدة من قبل ممثلي حزب المؤتمر الشعبي العام والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في لجنة ال"16"، وأكدوا أنه لا يمكن القبول بالحديث عن أقاليم غير متداخلة. وذكرت المصادر أن جمال بن عمر وأحد أعضاء لجنة ال"16" تبنوا مقترحاً بأن تكون الخمسة الأقاليم ثلاثة منها في الشمال واثنان في الجنوب بما يضمن عدم تداخل الشمال مع الجنوب وهو الأمر الذي رفضه المؤتمر والناصري بشدة وأيدهم في هذا الموقف ممثل حزب الإصلاح في اللجنة ال"16"، الأمر الذي دفع القيادي في الحراك محمد علي أحمد إلى القول بأن هذا الاعتراض يؤكد وقوف علي عبد الله صالح الرئيس السابق وراء هذا الشيء وسعيه لإفشال الحوار عبر عدم إيجاد أي توافق في لجنة ال"16"، وتم الرد عليه من قبل ممثل المؤتمر بأن مسألة القبول بيمن موحد على أساس فدرالي من خمسة أقاليم متداخلة باتت محسومة وفق قرار اتخذته اللجنة العامة والأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام والتأكيد على عدم قبول المؤتمر كحزب بأي نقاط تمس بالوحدة، ولم تترك اللجنة العامة والأمانة العامة للمؤتمر أمام الرئيس عبد ربه منصور هادي أو الزعيم علي عبدالله صالح بحسب ما قاله ممثل المؤتمر أي مجال للخوض في هذا الجانب وتقديم رأي منفرد يختلف عن رأي اللجنة والأمانة العامة للمؤتمر. المصادر ذاتها كشفت ل"أخبار اليوم" أن جمال بن عمر يسعى منذ يوم أمس للترويج لهذا المقترح لدى أطراف سياسية مشاركة في الحوار كما يسعى جاهداً إلى إقناع رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي بهذا المقترح واعتبار موافقة الرئيس عليه بأنه إجماع وموافقة من قبل حزب المؤتمر من يخالفه يعد معرقلاً للحوار الوطني, منوهة إلى أن بن عمر يسعى أيضاً لتجاوز المؤتمر الشعبي العام كحزب بموافقة الرئيس هادي بصفته نائباً لرئيس الحزب متجاهلاً معارضة ممثلي المؤتمر داخل لجنة ال"16", الأمر الذي دفع مراقبين سياسيين إلى إبداء خشيتهم ومخاوفهم من أن تتحول مهمة المبعوث الأممي في اليمن السيد جمال بن عمر من مهمة إنجاح العملية الانتقالية والحوار الوطني إلى مهمة إنجاح تقسيم وتجزئة اليمن برعاية أممية. وذكرت المصادر أن جمال بن عمر خلال محاولته التسويق لهذا المقترح "خمسة أقاليم، اثنين في الجنوب وثلاثة في الشمال" يطرح أن قبول الحراك بهذا الأمر يعد تنازلاً من طرف الحراك الجنوبي، رغم إدراكه بأن هذا المقترح سيقابل بالرفض خاصة بعد أن تقدم المؤتمر الشعبي العام برؤية ووثيقة بديلة عن المطروحة حظيت بتأييد كل من الناصري والإصلاح وممثلي شباب الثورة ومنظمة المجتمع المدني المشاركين في فريق ال"16". وأوضحت المصادر أن ممثل الحزب الاشتراكي الباحث قادري أحمد حيدر عضو فريق الحوار وعضو لجنة ال"16" تقدم بمقترح بصفة شخصية خلال اجتماع اللجنة مساء أمس تضمن خمسة أقاليم متداخلة بين الشمال والجنوب شريطة أن تكون عاصمة اليمن الاتحادية عدن. ولازالت الاجتماعات تتواصل داخل هذا الفريق للوصول إلى رؤية توافقية تحسم مسألة الجدل حول شكل الدولة القادمة مع عدد أقاليمها بما يحفظ لليمن أمنه واستقراره ووحدته بحسب ما تضمنته ونصت عليه المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية وقراري مجلس الأمن 2014 2051.