حسمت حتى الآن بطاقتين من خلال تصفيات القارة العجوز وذلك قبل انتهاء مباريات المجموعات التسع بمرحلتين، ذهبتا إلى إيطاليا التي تصدرت المجموعة الثانية برصيد 20 نقطة، وهولندا التي سيطرت تماماً على صدارة المجموعة الرابعة برصيد 22 نقطة، وفيما عدا ذلك فإن الصراع على أشده في جميع المجموعات سواء أكان على بطاقة التأهل المباشر إلى المونديال أو على بطاقة التأهل إلى الملحق الأوروبي. تبدو الأمور في المجموعة الأولى تحديداً أكثر وضوحاً من مثيلتها في المجموعات الأخرى حيث يغرد المنتخب البلجيكي بعيداً في الصدارة برصيد 22 نقطة يليه المنتخب الكرواتي في المركز الثاني برصيد 17 نقطة، المواجهة الحاسمة للأمور ستكون في الحادي عشر من الشهر الحالي عندما تستضيف كرواتيا بلجيكا حيث يكفي المنتخب البلجيكي التعادل فقط ليؤكد تأهله إلى المونديال فيما سيؤدي فوز كرواتيا وقتها إلى تأجيل الحسم إلى المرحلة الأخيرة من مباريات المجموعة التي ستحل كرواتيا خلالها ضيفة على اسكتلندا فيما ستستضيف بلجيكا ويلز متذيلة منتخبات المجموعة. ولمزيد من الوضوح فإن خسارة بلجيكا للمواجهتين القادمتين وفوز كرواتيا فيهما ينقل كرواتيا مباشرة إلى النهائيات فيما ستخوض بلجيكا وقتها الملحق، أما أي نتائج أخرى فتعني عودة المنتخب البلجيكي إلى نهائيات كأس العالم بعد أن غاب في الدورتين السابقتين عامي 2006 و2010، إذ كانت آخر مشاركة للمنتخب البلجيكي في المونديال الآسيوي عام 2002 عندما تأهل إلى ثمن النهائي قبل أن يخرج أمام البرازيل بالخسارة (0-2). وحجزت إيطاليا مقعدها في النهائيات عن المجموعة الثانية بعد أن وصلت للنقطة العشرين، وتتنافس بلغاريا صاحبة المركز الثاني برصيد 13 نقطة، مع كل من الدنمارك (12 نقطة) والتشيك وأرمينيا ولكل منهما تسع نقاط، على المركز الثاني المؤهل للملحق، وتستضيف الدنمارك إيطاليا في الحادي عشر من تشرين الأول/أكتوبر فيما تحل بلغاريا في مواجهة صعبة ضيفة على أرمينيا في اليوم ذاته قبل أن تستضيف بعدها بأربعة أيام جمهورية التشيك في المرحلة الأخيرة من مباريات المجموعة. وتبدو كل الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها لحجز بطاقة التأهل للملحق خاصة بين بلغاريا والدنمارك وإن بدت مهمة الدنمارك أسهل نوعاً ما لأن المواجهتين الأخيرتين ستكونان على أرضها فبعد أن تستضيف إيطاليا التي ضمنت التأهل ستختتم مواجهاتها بمواجهة مالطا أضعف منتخبات المجموعة فيما يبدو طريق بلغاريا نحو الملحق بالغ الوعورة والصعوبة بمواجهة أرمينيا ثم التشيك وكلاهما لم يفقد آماله في المنافسة على أرض الواقع رغم ضعف موقفه. اما في المجموعة الثالثة فيقترب المنتخب الألماني بشدة من التأهل للمونديال بعدما رفع رصيده إلى 22 نقطة بالفوز في المرحلة السابقة خارج ملعبه على جزر الفارو بأقل مجهود (3-0)، ليصبح منتخب "ناسيونال مانشافات" على بعد نقطة واحدة فقط من النهائيات. وتأتي السويد في المركز الثاني برصيد 17 نقطة، ويمتلك إبراهيموفيتش ورفاقه آمالاً ضئيلة للغاية في التأهل مباشرة إلى المونديال وآمالاً كبيرة ولكنها محفوفة بالمخاطر في حجز بطاقة الملحق، حيث يستضيف السويديون المنتخب النمساوي يوم الجمعة القادم، والفوز على النمسا ينقل المنتخب السويدي بشكل نهائي إلى الملحق الأوروبي "في حال تأكد تأهل ألمانيا" أما فوز النمسا أو تعادلها فسيؤجل الصراع إلى المرحلة النهائية التي ستكون حاسمة في تحديد مصير صاحب المركز الثاني في المجموعة كون النمسا ستخوض مواجهة سهلة أمام جزر الفارو أما السويد فستكون أمام مهمة شاقة باستضافة المنتخب الألماني، الذي لم يعرف طعم الخسارة فيما تعادل في مباراة واحدة فقط كانت أمام المنتخب السويدي نفسه في برلين في السادس عشر من تشرين الأول /أكتوبر الماضي، وكان تعادلاً مثيراً بمعنى الكلمة حيث انتهى بأربعة أهداف لكل من الفريقين. صراع قوي وملتهب على المركز الثاني في المجموعة الرابعة والتي ضمنت صدارتها هولندا برصيد 22 نقطة فتأهلت بالتالي إلى المونديال القادم، فيما اختلطت أوراق المنتخبات الثلاثة التي تليها في الترتيب تماماً لمعرفة أي منهم سيتأهل للملحق. يحتل المنتخب المجري المركز الثاني في المجموعة برصيد 14 نقطة متقدماً بفارق نقطة واحدة فقط أمام تركيا القادمة من بعيد التي ارتقت إلى المركز الثالث عقب فوزها على رومانيا في عقر دارها بهدفين دون رد، فتراجعت الأخيرة إلى المركز الرابع. اللافت في هذه المجموعة هو أن المركز الثاني لن يتم حسمه إلا مع الجولة الأخيرة بسبب اقتراب فارق النقاط بين المجر وتركيا ورومانيا، المنتخب المجري أمامه مهمة ثقيلة جداً في الحادي عشر من الشهر الحالي عندما يحل ضيفاً على هولندا، فيما ستحل تركيا ضيفة على أستونيا في مهمة أخف وطأة وبالتأكيد فإن أي تعثر للمجر وفقدان ولو نقطتين بالتعادل في أمستردام في مقابل فوز تركيا ورومانيا التي ستكون في مهمة بالغة السهولة في أندورا، سيجعل المجر يتراجع للمركز الرابع وسيؤدي إلى تأجيل تحديد صاحب المركز الثاني حتى اليوم الأخير من مباريات المجموعة الذي سيقام يوم الثلاثاء القادم، وسيشهد استضافة رومانيا لإستونيا على ملعبها وتركيا لهولندا والمجر لأندورا. اما المجموعة السادسة فتشهد صراع ناري بين روسيا والبرتغال على البطاقة المؤهلة إلى "البرازيل 2014" فالأولى تتصدر منتخبات المجموعة برصيد 18 نقطة متقدمة بفارق نقطة واحدة فقط على الثانية، وتبدو الأمور متشابكة إلى حد بعيد، ويتوقع أن يتم تحديد المركزين الأول والثاني في الجولة الأخيرة من مباريات المجموعة. سيحل المنتخب الروسي ضيفاً على لوكسمبورغ في المرحلة التاسعة من مباريات المجموعة وهي مواجهة لا يمكن للروس الاستهانة بها أو بمنافسهم، كون المنتخب اللكسمبورغي يمر بأفضل حالاته عقب تحقيقه فوزاً معنوياً على أيرلندا الشمالية بثلاثة أهداف مقابل هدفين في الجولة السابقة، فيما ستستقبل البرتغال المنتخب الإسرائيلي الذي يبدو أنه فقد حظوظه في التأهل إلى الملحق منطقياً عقب تعادله على أرضه مع أذربيجان (1-1) ثم خسارته أمام مضيفته روسيا ذاتها (3-1)، أما الجولة الأخيرة من التصفيات فستستقبل خلالها البرتغال لوكسمبورغ فيما ستذهب روسيا إلى أذربيجان وبالتأكيد فإن الخطأ ممنوع على روسيا والبرتغال في المواجهات القادمة، لأن فقدان أي نقطة سيصب في مصلحة المنتخب الآخر، أما إذا سارت الأمور بحسب التاريخ والمنطق فهذا معناه أننا سنشاهد المنتخب الروسي في النهائيات بعدما غاب عن المشاركة في مونديالي 2006 و2010 فيما سيذهب البرتغاليون كعادتهم إلى الملحق، حيث كان رونالدو ورفاقه قد تأهلوا عبر الملحق إلى المونديال السابق وأيضاً إلى كأس الأمم الأوروبية الماضية "يورو 2012" والطريف أن المرتين كانتا عبر بوابة منتخب البوسنة والهرسك. وانحصرت المنافسة في المجموعة السابعة على التأهل مباشرة إلى المونديال واللعب في الملحق الأوروبي فقط بين منتخبي البوسنة واليونان، وبالتأكيد فإن الجولتين القادمتين حاسمتين في تحديد متصدر المجموعة حيث يبدو سباق تجميع النقاط محتدماً بين المنتخبين اللذين يسعيان إلى إنهاء الاختبارين القادمين لكل منهما بأقل قدر من الخسائر. المنتخب البوسني يتصدر المجموعة السابعة برصيد 19 نقطة متقدماً بفارق الأهداف فقط أمام اليونان (البوسنة +20 واليونان +5)، ويستضيف المنتخب اليوناني سلوفاكيا في الحادي عشر من الشهر الحالي فيما يستقبل البوسنيون ليشتنشتاين في المرحلة ذاتها، وبعد أربعة أيام يسافر المنتخب البوسني لمواجهة ليتوانيا فيما تستقبل اليونان ليشتنشتاين، وبالتأكيد فإن أي هفوة سيرتكبها أي منتخب منهما سيدفع ثمنها غالياً جداً. المجموعة الثامنة في التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال هي إحدى أكثر المجموعات تعقيداً في الحسابات ليس فقط على صعيد التصفيات الأوروبية بل من الممكن أن نقول على صعيد التصفيات العالمية بشكل عام، فالمنتخب الإنكليزي يتصدر هذه المجموعة برصيد 16 نقطة، يليه نظيره الأوكراني برصيد 15 نقطة، ويحل منتخب مونتينيغرو في المركز الثالث ب15 نقطة أيضاً فيما تحتل بولندا المركز الرابع برصيد 13 نقطة. والمثير أن المنتخبات الأربعة تمتلك الفرصة للتأهل مباشرة إلى المونديال أو الذهاب إلى الملحق الأوروبي كما أنها تعاني جميعاً بما فيها إنكلترا المتصدرة من خطر عدم التأهل نهائياً إلى المونديال والخروج من الباب الضيق للتصفيات. في الجولة التاسعة من مباريات المجموعة، يستضيف المنتخب الإنكليزي مونتينيغرو مساء الجمعة القادمة، وفي اليوم ذاته تصطدم أوكرانيا ببولندا وفي المرحلة العاشرة والأخيرة، تلعب إنكلترا على أرضها أمام بولندا وستذهب أوكرانيا لمواجهة سان مارينو فيما تستضيف مونتينيغرو مولدوفا. وعلى الرغم من أن المنتخب الإنكليزي يحل في الصدارة حالياً فإن أي تعادل على أرضه في المواجهتين المقبلتين من الممكن أن يكلفه الكثير خاصة إذا استطاع المنتخب الأوكراني تجميع ست نقاط من مواجهتيه لأن معنى ذلك أن إنكلترا ستنتقل أوتوماتيكياً إلى الملحق الأوروبي لأن رصيد إنكلترا في هذه الحالة سيكون قد وصل إلى 20 نقطة بفرض الفوز في مباراة والتعادل في أخرى فيما سيرتفع رصيد أوكرانيا إلى 21 نقطة، أما الخسارة أمام بولندا أو مونتينيغرو أو كليهما فمعناها أن لاعبي المنتخب الإنكليزي من الممكن أن يتابعوا مباريات كأس العالم القادمة عبر شاشات التلفاز. وانحصر الصراع في المجموعة التاسعة على حسم بطاقة التأهل المباشر إلى المونديال وعلى المركز الثاني في المجموعة بين إسبانياوفرنسا، اللتين سيطرتا على المركزين الأول والثاني في المجموعتين ولكل منهما 14 نقطة، وإن كانت إسبانيا تتصدر بفارق الأهداف حيث إنها سجلت 10 أهداف ودخل مرماها هدفان، فيما سجلت الديوك الفرنسية 12 هدفاً واهتزت شباكها ست مرات. وتمتلك إسبانيا فرصة كبيرة للتأهل مباشرة للمونديال لأنه يتبقى لها مواجهتان على أرضها، أمام بيلاروسيا في الحادي عشر من الشهر الحالي، ثم ستواجه جورجيا في الجولة الأخيرة، ويتعين على الإسبان جمع أربع نقاط فقط من المواجهتين لضمان التأهل، وذلك لأن المنتخب الفرنسي يتبقى له مواجهة واحدة فقط ستكون على ملعبه أمام فنلندا في الجولة الأخيرة يوم الثلاثاء القادم، ومن ثم فإن أقصى عدد من النقاط من الممكن أن تصل له فرنسا هو 17 نقطة. ويتأهل للملحق الأوروبي أفضل ثماني منتخبات حاصلة على المركز الثاني في المجموعات التسع علماً بأنه يتم استبعاد نتيجة كل المنتخبات الوصيفة في المجموعات الثماني الأولى مع المنتخب صاحب المركز الأخير، فيما يحتفظ صاحب المركز الثاني في المجموعة التاسعة بنقاطه كاملة، كونها المجموعة الوحيدة التي تضم خمس منتخبات فقط، فيما تضم كل المجموعات الأخرى ستة منتخبات. ويتصدر المنتخب اليوناني حالياً، الترتيب العام للمنتخبات الوصيفة برصيد 16 نقطة وذلك بعد حسم نقاطه مع منتخب ليشتنشتاين صاحب المركز الأخير (19 نقطة قبل حسم النقاط مع صاحب المركز الأخير)، ويأتي منتخب فرنسا في المركز الثاني برصيد 14 نقطة، ويحتل المنتخب الأيسلندي المركز الثالث برصيد 13 نقطة ولم يتم حسم أي نقاط من المنتخب الأيسلندي كونه خسر ذهاباً من المنتخب القبرصي صاحب المركز الأخير في مجموعته بهدف نظيف، وسيكون لقاء العودة بين المنتخبين في الحادي عشر من الشهر الجاري. يحتل المنتخب الأوكراني المركز الرابع على القائمة ذاتها برصيد 12 نقطة (15 نقطة قبل حسم النقاط مع صاحب المركز الأخير)، فيما يأتي في المركز الخامس المنتخب البرتغالي برصيد 11 نقطة (17 نقطة قبل حسم النقاط مع صاحب المركز الأخير)، وبنفس عدد النقاط (11) تأتي منتخبات السويد وكرواتيا والمجر في المراكز من السادس وحتى الثامن فيما يحتل المنتخب البلغاري المركز التاسع والأخير "حتى الآن" على لائحة أفضل المنتخبات الوصيفة برصيد 7 نقاط فقط كونه قد تم خصم ست نقاط كاملة جمعها من فوزين على المنتخب المالطي صاحب المركز الأخير في المجموعة الثانية. اما في امريكا الجنوبية فقد حسم المنتخب الأرجنتيني بطاقة الصعود إلى المونديال مبكراً وتحتدم المنافسة بشكل واضح في تصفيات أميركا الجنوبية للحصول على أحد المراكز من الثاني إلى الرابع والتأهل بالتالي مباشرة إلى المونديال، حيث يحتل المنتخب الكولومبي المركز الثاني برصيد 26 نقطة متقدماً بفارق نقطتين أمام المنتخب التشيلي الثالث، فيما يدور صراع ناري ومتشابك بين منتخبي الإكوادور الرابع وأوروغواي الخامس، وكلاهما له 22 نقطة، فيما تتقدم الإكوادور بفارق الأهداف المقبولة والمدفوعة (+4 للإكوادور وصفر لأوروغواي). ويمتلك المنتخب الفنزويلي نظرياً هو الآخر حظوظاً من أجل التأهل فقط إلى الملحق العالمي، حيث يحتل المركز السادس برصيد 19 نقطة ويتبقى له مباراة واحدة فقط ما يجعل أقصى عدد من النقاط من الممكن أن يصل له الفريق هو 22 نقطة، علماً بأن فارق الأهداف المقبولة والمدفوعة له سلبي للغاية (-6) وهو ما يجعل المنتخب الفنزويلي عملياً وعلى أرض الواقع خارج التصفيات، فيما ودعت بشكل رسمي منتخبات البيرو (14 نقطة) وبوليفيا (11 نقطة) وباراغواي (11 نقطة).
