لليوم الثاني على التوالي تواصل مليشيات الحوثي المسلحة مجازرها الدموية بدماج, وللأسبوع الثالث يواصلون حصار المنطقة ومنع دخول الغذاء والدواء وخروج الجرحى. وقالت مصادر محلية بدماج ل"أخبار اليوم" إن العشرات من طلاب العلم وأهالي دماج, بينهم نساء وأطفال, استشهدوا, فضلاً عن عشرات الجرحى, جراء القصف المتواصل منذ الأربعاء وحتى اليوم. وقال الناطق باسم دماج الشيخ/ سرور الوادعي, في تصريح خاص ل"أخبار اليوم" إن قصفاً مكثفاً بالدبابات ومختلف الأسلحة الثقيلة واصل أمس دك منازل المواطنين بدماج على رؤوس ساكنيها من نساء وأطفال.. مؤكداً أن ما تشهده دماج هو قصف إبادة لم تشهدها البوسنة ولا فلسطين. واستغرب الوادعي "صمت الدولة المخزي جراء ما تقوم به عصابات الحوثي من جرائم ومجازر وإبادة في دماج". وقال:" بلغنا أن بعض القذائف التي يمطرنا بها الحوثي هي للأسف الشديد من المعسكرات, ونأسف لذلك, فبدلاً من مساعدتنا يعينون علينا". وأضاف:" المعارك تحدث على مرأى ومسمع المعسكرات, وكأنهم يشاهدون مبارأة كرة قدم ويراقبون من سيفوز". وأكد أن عدد الشهداء وصلوا أمس إلى أكثر من أربعين شهيداً وأكثر من 150 جريحاً, بينهم نساء وأطفال, "عوضاً عن الذين ما زالوا تحت الأنقاض ولم نتمكن من إخراجهم". وأضاف:" هناك حشود من شمال دماج, وهي المنطقة التي يسيطر عليها معسكر الجبلي, وفوجئنا بهجوم بالدبابات من تلك الجهة على منازل المواطنين رغم اطمئناننا بأن المعسكر هناك يحمي ظهورنا, لكن تفاجأنا بقصف كثيف بالدبابات". وأكد الوادعي تعرض منزله بدماج لقصف, مما أدى إلى جرح ثلاثة أطفال من أبنائه وهم" بنت عمرها 11 عاماً وطفل عمره 4 أعوام, وطفل آخر سبع سنوات, وتدمير جزئي لمنزله". وأكد أيضاً تدمير عدد من المنازل والمزارع والمنازل على رؤوس من فيها, مشيراً إلى أن الحوثي يحاول احتلال المنطقة وإبادة حوال 15 ألف نسمة من أطفال ونساء ورجال, هم قوام تعداد المنطقة. وعن الوضع الإنساني قال "إن المنطقة تشهد وضعاً إنسانياً كارثياً بسبب انعدام الأدوية وتعرض خزانات المياه للقصف وتواصل الحصار ومنع إخراج الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات، إضافة إلى منع دخول المواد الغذائية للسكان, خصوصاً الأطفال والنساء وكبار السن".. مشيراً إلى أن الوضع الصحي مهدد بكارثة إنسانية, خصوصاً مرضى السكري والأمراض المزمنة بسبب عدم تمكنهم من الحصول على الأدوية والخروج إلى المستشفيات جراء الحصار الجائر الذي قارب ال 20 يوماً. وتحدثت معلومات عن قصف ميليشيات الحوثي بصواريخ الكاتيوشا مساء أمس الخميس منزل الشيخ/ يحيى بن علي الحجوري, إمام دار الحديث, ولم ترد أي تفاصيل عن الخسائر. من جانب آخر علمت "أخبار اليوم" من مصادر مطلعة بمحافظة صعدة أن المجلس التنفيذي لمحافظة صعدة عقد اجتماعاً له أمس برئاسة فارس مناع, محافظ المحافظة, وبحضور اللجنة الرئاسية برئاسة الشيخ/ منصور يحيى أبو اصبع. وكشفت المصادر أن مناع كان يخطط لإصدار بيان عن المجلس التنفيذي يدين أبناء دماج والسلفيين, ولكن عند الحديث في اللقاء عن ما يحدث في دماج تفاجأ الجميع بحديث الشيخ أبو اصبع وتحميله الحوثيين مسئولية كل ما يحدث. وقال أبو اصبع:" كادت اللجنة الرئاسية أن تصل إلى حل لما يحدث في دماج بعد موافقة السلفيين على تسليم المناطق التي يتمركزون فيها وإيقاف إطلاق النار, إلا أن الحوثيين أفشلوا ذلك واستخدموا جميع أنواع الأسلحة لقصف دماج ولم يتبقَ أي سلام لم يستخدموه سوى الطائرات الحربية".. مؤكداً منع الحوثيين دخول الصليب الأحمر والمنظمات الحقوقية الدولية لإخراج الجرحى والقتلى من دماج. وأضاف أبو اصبع:" نشعر بأن الحوثيين يحاصروننا ويمنعون عنا وسائل الإعلام, لكن حتى لو حققوا ذلك سنصعد إلى المنابر وسنعلن الحقيقة للجميع". المصادر ذاتها قالت إن مناع والمجلس التنفيذي تفاجآ بحديث أبو اصبع, وهو ما دفع فارس مناع لتعديل الموقف وإلغاء مخططه بإصدار بيان يدين السلفيين, فيما أصدر بياناً آخر أدان فيه الطرفين بدماج, ودعا لوقف الاشتباكات. إلى ذلك أدانت منظمة سياج لحماية الطفولة العجز الحكومي الكامل تجاه مجازر الإبادة الجماعية التي ترتكب في منطقة دماج بمحافظة صعدة نتيجة الحرب الدائرة بين جماعة الحوثي وأهالي المنطقة. وأكدت المنظمة في بيان أصدرته أمس "أن عشرات الجرحى محاصرون حالياً في المنطقة وبعضهم تحت الأنقاض ولم يتمكن الأهالي من إنقاذهم بسبب القصف المستمر من اتجاهات مختلفة".. مشيرة إلى أن غياب الإسعافات يتسبب في تصاعد الوفيات وسوء حالة المصابين أكثر. وقال البيان إنه وبحسب مركز الرصد في المنظمة فقد بلغ عدد القتلى والمصابين من أهالي منطقة دماج حتى ظهر أمس 31 أكتوبر 2013 أكثر من 120 شخصاً؛ بينهم أكثر من عشرين طفلاً وطفلة وعدد من النساء.. ودمر القصف مدرستين للبنين والبنات ووحدة صحية بشكل جزئي, بالإضافة إلى تدمير شبكة المياه في المنطقة جراء القصف المتواصل الذي تشنه جماعة الحوثي منذ أسابيع. ودعت المنظمة الحكومة اليمنية ومؤتمر الحوار الوطني والمجتمع الدولي إلى تحمل مسئولياتهم في وقف العنف وإجلاء الجرحى والسماح لطواقم الإغاثة والإسعاف الطبي للوصول إلى المنطقة.