الحوثيون يردون على توجيهات هادي بقصف دماج بالدبابات ويستكملون سيطرتهم على الطريق الدولي مع السعودية عبر منفذ البقع بعد 84 يوما من الحصار الذي يفرضه الحوثيين على دماج وجه الرئيس عبد ربه منصور هادي اللجنة الأمنية العلياء لوضع حد لاتساع المواجهات بين الحوثيين والسلفيين، وخلا التوجيه من أية أشارة إلى استخدام القوة لوقف المواجهات بين الطرفين بل انطلاقا من بنود الاتفاقيات الموقعة التي يجب الالتزام بها، ووجه اللجنة الأمنية بعقد لقاء بحضور ممثلي الحوثيين وأمين العاصمة للوقف على تداعيات الأوضاع والخروج بما يكفل وقف المواجهات بين الطرفين، وتزامن التوجيه الرئاسي بالحد من الصراع الحوثي السلفي مع مساعي قبلية يبذلها وفد من مشايخ محافظة ذمار منذ أسبوع لوقف إطلاق النار بين الطرفين وإحلال السلام في منطقة دماج والمحافظات الأخرى التي اتسعت إليها رقعة المواجهات، وعلى الرغم من التقاء اللجنة القبلية المكونة من 25 من مشايخ محافظة ذمار برئاسة الشيخ محمد حسين المقدشي والتي التقت عبدالملك الحوثي زعيم الحوثيين الجمعة الماضية والشيخ يحي الحجوري الأحد في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين إلا أن المواجهات اتسع نطاقها خلال الأيام القليلة الماضية بعد سقوط جبهة كتاف بيد الحوثيين مطلع الأسبوع الماضي وتفجير دار الحديث السلفي من قبل الحوثيين بعد السيطرة علية، وأكدت مصادر محلية في محافظة الجوف أن اشتباكات مسلحة اندلعت بين مسلحين حوثيين وقبائل بمنطقة اليتمة، إحدى عزل مديرية خب والشغف، بسبب محاولة للحوثيين للسيطرة على المديرية.
وفيما لم يستبعد قيادي سلفي قدرة الحوثيين على الوصول إلى البقع في ظل صمت وتجاهل الدولة، لافتا إلى أن هذا الصمت المطبق من قبل الدولة وجميع الجهات الحقوقية يوحى بأن هناك مؤامرة تحاك ضدهم ، قالت مصادر مؤكدة إن الحوثييون استحدثوا نقاط تفتيش على طريق البقع و دير السلامي بعد أن أحكموا سيطرتهم على منطقة كتاف بمحافظة صعدة ، وذكرت مصادر محلية في صعدة ، أن الحوثيين نصبوا نقاط تفتيش على الطريق الدولي في البقع , وكذا في منطقة دير السلامي, بعد أن أكملوا السيطرة على كتاف، وأشارت المصادر إلى أن نصب هذه النقاط تعني السيطرة على الشرايين الرئيسة لصعده , وإحكام السيطرة على كتاف. كما شهدت مديرية أرحب الواقعة في نطاق محافظة صنعاء توترا بعد سقوط منطقة كتاف بيد الحوثيون ، وقالت مصادر محلية إن اشتباكات مسلحة اندلعت بين عناصر تابعة لجماعة الحوثي وأبناء القبائل في مديرية أرحب شمال العاصمة صنعاء، أمس الأول الاثنين بعد أن أطلق مسلحون حوثيون النار على نقطة تفتيش نصبتها قبائل أرحب مما أدي إلى إصابة شيخ قبلي من أبناء ذيبا ومقتل 2 من مرافقيه ، وأشارت إلى أن القبائل ردت على مسلحي الحوثي, ما أسفر عن مصرع ثلاثة من عناصر الحوثي وجرح 3 آخرين. وفي سياق متصل حذر رئيس تكتل اللقاء المشترك حسن زيد في صفحته على الفيس بوك من نقل المعركة إلى أرحب وحمل من نصب الكمين في أرحب مسؤولية التداعيات. وكانت قبائل أرحب قد وقعت السبت على وثيقة تقضي بإعطاء المسلحين الحوثيين القادمين من خارج المنطقة مهلة 24 ساعة لمغادرتها. وفي ذات السياق تجددت الاشتباكات المسلحة بين مسلحين حوثيين ومسلحين تابعين لقبيلة حاشد مساء الأحد بعد أن انهارت هدنة كان وسطاء محليين من مشايخ حاشد قد أبرموها مع الطرف الحوثي في خيوان ووادي دنان حيث أكدت المصادر تجدد الاشتباكات مساء أمس الأول في خيوان وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. وفي أول خطوة رد على توجيهات الرئيس هادي هاجم الحوثي منطقة دماج مساء أمس الثلاثاء بالدبابات والمدافع، والرشاشات، وقذائف الهاون. وقال الناطق الرسمي باسم السلفيين في دماج "سرور الوادعي إن الحوثي قصف منطقة دماج بالأسلحة الثقيلة من دبابات ومدافع وهاون، والرشاشات، واستهدف مسجد دار الحديث بدماج، والمنازل التي حوله. وأضاف الوادعي إن الحوثي هاجم أيضا دماج من الجهة الشمالية "آل مناع" . وفي سياق متصل وصف الشيخ صادق الأحمر ما يحدث في محافظة صعدة وما جورها وبالأخص في منطقة دماج لهو عار على كل اليمنيين.وذكر الشيخ صادق مشايخ وأعيان اليمن خلال اجتماع موسع عقد في منزله عصر اليوم ذكرهم بالمثل الشعبي " ما امسى في جارك أصبح في دارك " مشيرا إلى أن مخططات الحوثي ليس على صعدة وما جاورها وإنما على صنعاء وغيرها من المحافظات، محذرا من هذه المخططات. وعبر الأحمر عن استيائه البالغ من الصمت الرسمي والشعبي تجاه جرائم جماعة الحوثي التي قال إنها ترتكب مجازر بشعة بالإضافة إلى ممارسات أعمال غير إنسانية في دماج وذلك من خلال الحصار الخانق الذي تفرضه هذه الجماعة على الأطفال والنساء وأبناء دماج وما جاورها، وقال إن هناك مايقارب 70 جريحا في دماج التي لم تستطع الدولة والصليب الأحمر إخراجهم للعلاج، وطالب الشيخ صادق الدولة بالتدخل الفوري لوقف عدوان وتمدد جماعة الحوثي المسلحة، مشيرا إلى أن هناك ألوية ومعسكرات تقف على مقربة من الأحداث الجارية في دماج وصعدة وحجة والجوف وفي كل مكان يتواجد فيه عنف الحوثي إلا أن هذه الألوية والمعسكرات لا تحرك ساكنا، معتبرا أن اللجان والوساطات الرئاسية الخاصة بدماج لم تحقق شيئا أمام تعنت الحوثيين.وأهاب الأحمر برجال القبائل الوقوف صفا واحد تجاه مشاريع العنف والعودة إلى الماضي.ودعا علماء وقبائل اليمن إلى الوقوف صفا واحد ضد أي مشروع قد يمزق اليمن ويذهب به إلى حرب مذهبية. من جانبه أشار أمين عام تحالف قبائل اليمن الشيخ جازم الحدي إلى الوضع المأساوي في محافظة صعدة وما جاورها، متسائلا في الوقت ذاته عن سر صمت الجهات الرسمية تجاه تمدد جماعة الحوثي المسلحة وفتحها لجبهات قتال تزامنا مع التحضيرات الأخيرة لمؤتمر الحوار الوطني. وطالب الحدي الدولة سرعة بسط نفوذها ووقف الحرب وسحب الأسلحة من يدي جماعة الحوثي.
