يشكو أبناء مدينة جبن التاريخية في محافظة الضالع من ما وصفوه بأخطاء فنية كبرة ترافق أعمال الترميم الجارية لمبنى المدرسة المنصورية من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية وتتمثل في وجود تشققات واعوجاجات في جدار المبنى المتهالك، والذي يجري تلبيسة بالجس والنورة من قبل المقاول دونما القيام بترميم وإصلاح تلك التشققات والإعوجاجات. وأكد عضو المكتب التنفيذي بالمديرية عبدالله شريف "أن تلبيس المبنى بمادة الجس والنورة دونما القيام بعملية الترميم بشكل نهائي وصحيح من أضرار التشققات والاعوجاج وغيره يبقي على خطر الانهيار الذي ستتعرض له المدرسة في أقرب وقت". وأوضح مدير مكتب الأوقاف بجبن أن الشقوق والاعوجاج في المبنى واضح جداً ولا يحتاج لخبرات هندسية لإثباته، مشيراً إلى أن منارة المدرسة هي الأخرى فيها اعوجاج ويرى من على مسافة، داعياً المقاول والصندوق الاجتماعي النظر إلى الموضوع بعين الاعتبار وعدم الإسراع في عملية الترميم دونما النظر في الأخطاء وإصلاحها. من جانبه قال مندوب المقاول المنفذ المهندس/ عبدالله الرضي "إن عملية الترميم تتم وفق دراسة وخبرات هندسية بتنفيذ مقاول من أشهر أساطية اليمن قام بنقض الأماكن المخلولة وإعادتها والعمل معروف"، مشيراً إلى أن عملية الترميم لا تعني إزالة المكان القديم في المبنى بكامله وإعادته من جديد, وإنما إزالة الأماكن المتضررة وإعادتها، فيما الأشياء القديمة تبقى على أصلها باعتبارها أصولاً تاريخية وأثراً قديماً ينبغي الحفاظ عليه. واتهم مندوب المقاول أهالي جبن, الذي قال إنهم لم يحضروا ولا حتى ليوم واحد خلال فترة الترميم- اتهمهم بعدم التعاون وتقديم النصح والمساعدة للعاملين، بحيث يعرضون عليهم ما هي الإشكاليات أو الخلل الموجود في الخطة. ولفت الرضي إلى أن القضاض هو المرحلة النهائية المتوجة لأعمال الترميم وأن الأضرار أو الخلل لا يمكن أن يظهر في أثناء البناء أو الترميم في البداية وإنما يظهر بعد الانتهاء من وضع مادة القضاض والأعمال النهائية وهذا ما يعانيه أو يلتمسه في المشروع. وقال المشرف على الترميم إن المعالجة قائمة وستستمر حيث المعلم متهالك وبات عليه ثمانمائة عام وهو زمن ليس بالقليل، مجدداً دعوته لأبناء جبن بالمساعدة بحل ما وصفها بالمشاكل أو المعضلة القائمة والمتمثلة في حركة النقل التي قال إن وسائل النقل ذات الأوزان الكبيرة من 20- 30 طن تمر بجوار المبني الذي قال إنهم يعالجون وضعه من جهة وتسبب تلك الوسائل الاهتزازات باعوجاجه من جهة أخرى؛ ناهيك عن طفح المجاري والأخيرة تؤثر على المبنى بشكل كبير. وأوضح:" أكبر خلل قائم يواجه العاملين في الترميم هو المجاري والمياه الطافحة بجوار المبنى من الجهة الشرقية وسير المركبات ذات الحمولات الثقيلة حاولنا بكل الوسائل أن يبعدوها عن المبنى ولكن دون فائدة, إذ لم نجد أي تجاوب برغم رفعنا لمحلي المديرية والمحافظة، ولم تنترك أحداً بما في ذلك المنظمات الجماهيرية لأعيان المدينة وشباب نهضة جبن وعملنا في كل الخطوط". وتعد المنصورية من أقدم المدارس في اليمن, فهي ثالث مدرسة بعد العامرية في رداع وتعز أسسها الملك الطاهري عبدالوهاب بن داوود في نهاية القرن الثامن الهجري وتعاني المنصورية بفنها المعماري التاريخي الجميل من خطر المجاري وتسرب الرطوبة إلى المبني, مما تسبب في حدوث هبوط بالقسم الشمالي منها وميلان واضح في المنارة.