طالب سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية من حكومة الوفاق الوطني باستئناف مساعي الوساطة واتخاذ ما يلزم من تدابير وإجراءات ضرورية لإعادة السلم بما في ذلك حضور قوات حكومية لفرض الأمن في المنطقة وتسهيل تسوية النزاعات العالقة من خلال الوسائل السلمية. وعبرت الدول العشر ممثلة بالدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي عن بالغ قلقها للمواجهات المسلحة في منطقة دماج بمحافظة صعدة وما نتج عنها من سقوط العديد من الضحايا .. مناشدة جميع الأطراف بالإيقاف الفوري للمعارك والعودة إلى طاولة الحوار . وقالت في بيان لها:" يتابع سُفراء مجموعة الدول العشر ومنهم الخمسة أعضاء الدائمين في مجلس الأمن ودول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي ببالغ الاهتمام والقلق التقارير الخاصة بالاشتباكات المتزايدة عنفاً في منطقة دمّاج بمحافظة صعدة، والأعداد الهائلة من القتلى والجرحى وذلك نتيجة المعارك الجارية في المنطقة, وخصوصاً استخدام الأسلحة الثقيلة ". وأضاف البيان:" يُلاحظ السفراء احتشاد قوات من خارج المنطقة مما يزيد تفاقم التوترات وخطورة اشتداد أعمال العنف". وناشد سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية في البيان جميع الأطراف إلى الإيقاف الفوري للمعارك الدائرة في دماج والعودة إلى طاولة الحوار بهدف نزع فتيل التوترات وضمان حرية الحركة وتقديم العناية الطبية فوراً للجرحى والمرضى وتسهيل وصول المواد الغذائية والضروريات الأخرى.. مشددين في ذات الوقت على ضرورة السماح للصليب الأحمر الدولي بالدخول إلى دماج وتمكينه من القيام بمهامه الإنسانية. إلى ذلك أكد المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر امس الاثنين تمكن فريق الصليب الأحمر الدولي من الدخول الى بلدة دماج ونقل عدد من الجرحى. وأوضح المبعوث الأممي في مؤتمر صحفي عقده أمس، أن قافلة سيارات تابعة للصليب الأحمر الدولي دخلت الى منطقة دماج "وهم بصدد نقل عدد من الجرحى"، مشيراً إلى "وجود عدد كبير من الجرحى في حالات خطرة جداً من الطرفين المتنازعين، منها 25 حالة حرجة " حسب المعلومات التي توصلوا إليها لكن هناك العشرات من الجرحى في دماج وفي صعدة من جميع الاطراف ونحن على تواصل مع السلطات المعنية . وأضاف «الحكومة تتابع ما يجري، وأنا على تواصل مع الرئيس هادي الذي يبذل جهوداً مكثفة من اجل معالجة هذا الوضع الأمني وهذا لا يمكن أن يتم إلا بتعاون المجموعات المسلحة كلها مع أجهزة الدولة». وذكر بن عمر أن الرئيس هادي أمر بإرسال طائرة لنقل الجرحى، واعتبر النزاع الذي نشب في الأيام الأخيرة تهديداً لأمن اليمن. وقال «هناك حشود كبيرة الآن لمسلحين في مناطق مختلفة، وهذا الوضع طبعا له انعكاسات أمنية كبيرة». ودعا المبعوث الأممي جميع الاطراف اليمنية المتصارعة والتي تستعمل السلاح والعنف إلى الجلوس على طاولة الحوار وانهاء الخلافات من خلال الحوار المسؤول والبناء، مؤكداً على قدرة اليمنيين على انهاء الخلافات بالحوار ومتمنيا أن يتحقق ذلك في وقت قريب. وقال «يجب أولاً ان نضمن الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، والعمل من اجل حل الإشكالات الأخرى التي تقف وراء هذا النزاع». وأضاف «ما يحصل الآن في الحقيقة هو نتيجة تراكمات منذ سنين طويلة»، لافتاً إلى أن اليمن «وصل الى مرحلة انعدم فيها الأمن في عدد من المناطق، وضعفت فيها الدولة في عدد من المناطق، وهناك تحدٍ أمني واضح». وأردف: «التحديات الأمنية مازالت موجودة فعلاً لكن هي نتيجة تراكمات، ويجب أن لا ننسى إرث الماضي، لكن المهم ان اليمنيين يدركون على انه لا يمكن تحقيق قفزة نوعية إلا من خلال تحقيق التغيير السلمي، حوكمة جديدة، بناء دولة جديدة مبنية على مبدأ سيادة القانون».