وصلت مغرب أمس إلى العاصمة صنعاء القافلة التضامنية مع الفتاة السعودية هدى آل نيران و الشاب اليمني عرفات محمد طاهر التي انطلقت من تعز صباح أمس تحت شعار «تعز تلبي نداء الحب». وتطالب القافلة التي يشارك فيها صحفيون وإعلاميون وحقوقيون ومحامون وناشطون بعدم ترحيل هدى إلى السعودية لوجود مخاطر تتهدد حياتها نتيجة العنف الأسري في المملكة، والذي بسببه لجأت هدى إلى اليمن. وبحسب بيان صادر عن القافلة فإن تعز دائما ما تنتصر للجمال والحب ولا يمكن لها وأبناؤها إلا أن يكونوا في صف هدى ورغبتها بالارتباط من عرفات الذي يقبع معها في سجن الهجرة بدون أية جريمة إلا رغبته في إطلاق سراح هدى وتتويج علاقتهما بالزواج.. وطالب المشاركون في القافلة السلطات اليمنية تحمل مسؤوليتها في إنقاذ حياة هدى وتزويجها بعرفات، وتعهد الجهات الأمنية بحمايتهما.. وسيحضر المشاركون في القافلة التضامنية جلسة النطق بالحكم في قضية الفتاة السعودية اليوم الأحد. وتحاكم الفتاة السعودية في صنعاء بتهمة دخولها إلى الأراضي اليمنية بطريقة تقول النيابة إنها غير شرعية. وفي السياق ذاته يقول محامون إن تصريحات السفير السعودي التي أدلى بها لإحدى الصحف السعودية وأكد فيها أن المحكمة ستصدر حكم بترحيل هدى وإعادتها إلى أهلها ، يعد انتهاكا خطيرا لاستقلالية القضاء اليمني وتدخل سافر من قبل السفير في الشأن الداخلي لليمن ، مشيرين إلى أن الحديث حول مثل تلك القضايا الاجتماعية ليس من مهام السفير. وكان السفير السعودي بصنعاء علي بن محمد الحمدان قال إن الفتاة السعودية هدى آل نيران سترحل إلى المملكة قريبا، مشيرا إلى أنها تواجه تهمة دخول اليمن بطريقة غير مشروعة ومصيرها الترحيل.. وأكد الحمدان أن القاضي في الجلسة المقبلة سيصدر أمرا قضائيا بترحيلها ؛ مطمئنا والديها وأهلها بعودتها قريبا.. من جانبه تعهد رئيس الجاليات اليمنية بمنطقة عسير ناصر بن علي العزيزي بأنه سيفعل كل ما بوسعه لإعادة فتاة بحر أبو سكينة ، وتسليمها للسفارة السعودية في اليمن في أقرب وقت. إلى ذلك رأى مراقبون أن قضية الفتاة هدى كشفت حجم تدخل المملكة العربية السعودية في أداء السلطات اليمنية بدءا من حراسة الحدود وحتى القضاء في أمانة العاصمة صنعاء.. وأشاروا إلى أن هدى لجأت إلى اليمن هروبا من الظلم والاضطهاد الاجتماعي التي عانت منه في المجتمع السعودي ، لافتين إلى أنها تتعرض حاليا لضغوطات نفسية من قبل السفارة السعودية في اليمن التي تحاول جاهدة إعادتها إلى أهلها. وأبدى المراقبون تخوفهم من أن تصدر المحكمة حكما بترحيل الفتاة إلى السعودية في ظل الضغوطات التي تمارسها السعودية على اليمن ، موضحين أن ترحيلها يمثل خطرا على حياتها.. وأكدوا أن المشكلة لا تكمن في دخول الفتاة إلى اليمن بشكل غير شرعي وتطلب اللجوء الإنساني بقدر ما تكمن في التدخل السعودي في الشأن اليمني. يأتي ذلك وسط دعوات يطلقها ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي للتضامن مع الفتاة السعودية والشاب اليمني ، وتتويج حبهما بالزواج. ودعا محامي الفتاة السعودية عبدالرقيب القاضي إلى أن يكون التضامن مع الفتاة تضامناً إنسانياً بحتاً، مشيراً إلى أن من يثير أو ينشر أي أخبار أو يرفع أي شعارات غير إنسانية في هذه القضية فهو ضد هدى. من جهته قال القاضي فهيم عبدالله الحضرمي- رئيس محكمة استئناف عدن- إن قضية الفتاة السعودية هدى والمعروفة بفتاة بحر " ابو سكينة" والشاب اليمني عرفات اللذين أعلنا حبهما لبعض انه "لا مشكلة في ذلك ما دام الشاب مسلماً وعز شباب العرب والشرف انه من اليمن مهد العروبة". واضاف القاضي فهيم على صفحته على الفيس بوك "بحسب مصادر إعلاميه أقرأها يوميا تقول تسببت فتاة سعودية " هدى "عشقت شاباً يمنياً" عرفات " في أزمة دبلوماسية بين صنعاء والرياض، ووفقاً لوجهة نظري فإنه لا مشكلة في ذلك ما دام الشاب مسلماً وعز شباب العرب والشرف انه من اليمن مهد العروبة". وتابع قائلاً " إن بلادنا لا تنقص من هن بنات الأصل و النسب الطيب إضافة للجمال الفائق و الأخلاق الطيبة ولكن تصنيف الشقيقة السعودية نفسها كدولة مارقة جعلها غير ملتزمة بأحكام الشريعة الإسلامية و بالقانون الدولي معتقدة نفسها أنه لا ندٌّ لها في زلزلة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة العربية ." وأضاف القاضي فهيم " أن عقدة الاستعلاء السعودي فرض على هذا البلد وأهله المحب لأمته لأن يتحمل العبء و هذا امتداد لديمومة الكراهية والحسد والحقد الذي تفتعله جارتنا ، وفرض سياسة عدم احترام الغير.. و هي ضمن حرب الشعارات وإثارة الفتنة التي يخوضها أخوتنا في المملكة ضد هذا البلد.". وقال "ننصح إخواننا في المملكة بأن يهتموا بقضايا الشعب السعودي الذي يحتاج منها إلى وقفة إصلاح وعدل وأمانة، وأن تُعيد للشعب السعودي ما سلب من حقوق وحريات، لكي تحقق الأماني، ونريد أن نرى منطقة الجزيرة والخليج العربي منطقة سلام ووئام . ودعا القاضي فهيم " المنظمات الدولية إلى مساعدة الشابين لإتمام زواجهما حتى لو اضطر الامر لترحيلهما إلى دولة أجنبية وإعطائهم حق اللجوء الانساني وابعاد الحرج عن بلدنا الذي لاحول ولاقوه له أمام استعلاء الجارة ..!!".