بدأ أصحاب الورش والمهن الحرة بمدينة حجة أمس إضرابا شاملا عن العمل احتجاجا على ما وصفوه بالظلم الذي يواجهونه من قبل قيادة المحافظة والمتمثل في إغلاق محلاتهم وورشهم التييسترزقون منها بذريعة تنظيم المدينة والحفاظ على المظهر العام والتي تسببت في قطع أرزاقهم وضمهم إلى طابور العاطلين عن العمل . وشكى أكثر من "ثمانمائة عامل" ممن يعملون في أكثر من ستين ورشة من تعرضهم للحبس والتهديد من فتح تلك الورش أو العمل فيها والتي تعتبرها قيادة المحافظة مخالفة كما تطالبهم بالخروج من تلك المحلات الواقعة على خطي صنعاء والحديدة الرئيسيين وأن يبحثوا لهم عن مواقع جديدة في أطراف المدينة الأمر الذي تعذر عليهم الحصول عليه لعدة عوامل والتي من أهمها عدم وجود محلات أو مباني مناسبة لأعمالهم ، وأكد المهنيون خلال اجتماعهم مساء أمس السبت بأنهم قرروا عدم فتح محلاتهم أوالعمل فيها بصورة شاملة حتى تلبى مطالبهم المتمثلة في توفير منطقة صناعية مناسبة لهم ولأعمالهم ، موضحين بان المجلس المحلي بالمدينة لم يلتزم بما تم الاتفاق عليه قبل حوالي عام والمقترحات التي خرجت بها اللجنة التي كلفت بوضع الحلول والمعالجات المناسبة والتي تمثلت في توفير أرضية مناسبة لهم قبل إخراجهم من محلاتهم وعلى ان يتم تنفيذ ذلك على مرحلتين الاولى ان يسمح لهم بالعمل داخل محلاتهم حتى تتمكن الجهات المعنية بتجهيز المنطقة الصناعية مع الخدمات اللازمة لها من كهرباء ومياه وهاتف وغيرها من لوازم أعمال الورش و التي تعد المرحلة الثانية من مقترحات اللجنة ، غير ان تلك المقترحات المنبثقة من اللجنة الرسمية لم تنفذ ليأتي قرار المحافظة بإخراجهم وإغلاق محلاتهم كالصاعقة على العمال الذين يعولون أسرهم وليس لهم دخل مالي غير ما يأتيهم من ريع تلك الأعمال . الاضراب الذي أعلن عنه عمال الورش تسبب في تعطل أعمال المستفيدين من المواطنين من خدمات تلك الورش الأمر الذي أدى إلى انزعاج شعبي كبير في أوساط المدينة ، كما أن عمال الورش سيواصلون اليوم تصعيد احتجاجاته باعتصام أمام مجمع المحافظة . وخلال إعلانهم عن الإضراب الشامل كان العمال قد علقوا لافتة وسط الشارع العام يعلنون فيها عن ذلك الإضراب إلا أن توجيهات أمنية سارعت لإنزال تلك اللافتة وإخفائها ومنع العمال من تعليقهم لها بل وتهديدهم بالسجن إذا ما عاودوا ذلك الأمر الذي اعتبره العمال نوعا من المحاربة من جهات رسمية لتوجهات الدولة الديمقراطية وتعزيز الاستبداد بدلا من ثقافة المطالبات السلمية . وكان محافظ المحافظة قد أكد في تصريح صحفي سابق بأن فرصة قد منحت لهم للخروج إلى أطراف المديرية ، مشيرا بأن ما ينطبق على أمثالهم في العاصمة صنعاء سيطبق عليهم وبينه وبينهم القانون ، مضيفا بأنه لن يقبل بالظلم على أحد كما ان تنظيم المدينة واجب الجميع وعلى المواطنين التعاون في هذا الإطار- حسب قوله- من جانبه أكد الدكتور إبراهيم الشامي نائب رئيس الهيئة التنفيذية لمشترك المحافظة دعمهم ومساندتهم لجهود قيادة المحافظة في تنظيم العمل وتوسيع شوارع المدينة لكن مع إيجاد حلول للأخوة المهندسين وأصحاب الورش بالمدينة حتى لا ينظم هؤلاء إلى قوافل العاطلين في هذا الشعب "مضيفا "أملنا من قيادة المحافظة تفهم هذه المشكلة وإيجاد الحل المناسب لها" . تجدر الإشارة إلى أن أعمال التوسعة والبلاط التي يتم عملها في شوارع المدينة خاصة أعمال البلاط أمام المحلات التجارية تنفذ بصورة سيئة للغاية لدرجة أنها يمكن ان تزال بأيادي أطفال ، الأمر الذي يتسبب في إهدار أموال الدولة في أعمال لا تليق بدولة ذات مؤسسات كما تدعو الجهات المشرفة وعلى رأسها محافظ المحافظة للإشراف الفعلي والتدقيق في تنفيذ تلك الأعمال كونها من أموال الشعب ويجب الحفاظ عليها .