شهدت مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموتجنوب شرق اليمن, أمس الأحد مسيرات حاشدة في أول يوم للتصعيد الذي أعلنت عنه الهيئة التنسيقية للهبة الشعبية التي دعا لها حلف قبائل حضرموت على خلفية مقتل شيخ الحموم/ سعد بن حبريش. وستشهد مدينة المكلا طيلة أيام الأسبوع الجاري حتى يوم الجمعة القادم فعاليات ومسيرات متعددة حسبما جاء في البلاغ الصحفي الصادر عن الهيئة التنسيقية للهبة الشعبية بالمحافظة وذلك ضمن برامج أسبوع العزة والكرامة. وقالت مصادر محلية إن مسيرات جماهيرية خرجت أمس من جميع أحياء المدينة صوب الشارع الرئيسي في منطقة "باجعمان" المطل على خور المكلا لتلتقي هذه الحشود في مسيرة موحدة تجوب الشوارع الرئيسية للمدينة. وقال المركز الاعلامي للهبة إن العديد من المسيرات انطلقت من مراكز التجمع المُحددة بشكل مسبق في أحياء كل من "الديس – مستشفى السلامة، الشرج – الهايبر، المكلا – البريد" لتتوحد جميعها وتنطلق في مسيرة موحدة جابت شوارع المدينة, رافعين أعلام حلف القبائل والأعلام الوطنية الجنوبية, ومرددين بذات الوقت الشعارات المناصرة لقبائل الحموم والمنددة بما يتعرضون له من اعتداءات. وهتف المشاركون في المسيرة هتافات منددة بالجرائم التي قالوا إن قوات الجيش ارتكبتها، وطالبوا المجتمع الدولي والإقليمي بالنظر في قضية شعب الجنوب التي وصفوها بالتحررية. كما رفع المشاركون, الأعلام الجنوبية وأعلام حلف قبائل حضرموت إلى جانب اللافتات المعبرة عن التضامن مع أبناء (عدن وغيل بن يمين والضالع والحبيلين). إلى ذلك قالت المعلومات الأولية الواردة من منطقة "رسب" المتاخمة للحقول النفطية بمديرية "ساه".. قالت إن تفجيراً استهدف الأنبوب الناقل لإنتاج القطاع النفطي رقم (51) الذي تشغله شركة "نكسن" وإن الشركة تعمل في هذه الأثناء على إيقاف ضخ النفط بعد الحادث الذي وقع في حوالي السابعة من مساء أمس الأحد. وحددت تلك المعلومات موقع التفجير في منطقة تدعى "السطل" وتقع على مقربة من النقطة العسكرية التي قُتل فيها مساء أمس السبت الشاب/ عبد الله بن قيران ولم تشر المعلومات إلى ظروف وملابسات الحادث. يذكر أن شركة "نكسن" تنتج قرابة 15 ألف برميل من خام النفط من هذا القطاع, سيؤدي التفجير إلى توقف ضخها بصورة تامة. وقال بيان صادر عن حلف قبائل حضرموت إن مجموعة غاضبة من أبناء حلف قبائل حضرموت, قامت بعملية تفجير أنبوب النفط في منطقة "الهجلة" قرب حرو البلوك 51. وأكد أنه من الصعوبة السيطرة على أبناء القبائل وضبط مشاعر الغضب لديهم نتيجة التسويف والمماطلة في تنفيذ مطالبهم وارتفاع عمليات القتل التي ترتكب بحقهم. وأضاف البيان: حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث فإنه يجب الإسراع في تنفيذ المطالب على أرض الواقع, وعليه فإننا نوجه السلطات الحاكمة بضرورة الإسراع في تنفيذ مطالب حلف قبائل حضرموت. إلى ذلك نشرت منظمة "مراقبون للإعلام المستقل" فيديو يكشف آثار معركة عنيفة قالت إنها جرت بين جنود بلباس مدني, كانوا يحاولون تجاوز نقطة قبلية لرجال حلف قبائل حضرموت من بني مرة بمنطقة وادي سر، صبيحة أول أيام الهبة الشعبية الحضرمية، على متن ثلاث سيارات ترفع صورة الشيخ/ سعد بن حبريش رئيس حلف قبائل حضرموت الذي قتل الشهر الماضي برصاص نقطة عسكرية بسيئون وتسبب في اندلاع الهبة الشعبية الحضرمية التي تحولت اليوم إلى ثورة شعبية عمت كل مدن حضرموتوالجنوب. وأكدت المنظمة - في تقرير صحفي موثق بالفيديو والصور - أن المسئولين على إرسال تلك التعزيزات العسكرية، أساءوا إساءة بالغة إلى الجيش اليمني ودوره الوطني بلجوئهم إلى تلك التصرفات التي حولت الجيش إلى "مليشيات مسلحة" مجهولة الهوية تحاول إنكار ذاتها وإخفاء هويتها الوطنية والشخصية، كنوع من التمويه والمخادعة لرجال القبائل الذين حاولوا وقف خط سيرهم، قبل أن يتفاجأوا بإطلاق النار صوبهم بصورة مباشرة، سهلت مرور السيارة الأولى التي كانت خالية من الأسلحة، وورطت السيارة الثانية ومن كانوا عليها بعد تمكن رجال القبائل من استهدافها، بعد معركة عنيفة وصلت ويلات نيرانها إلى المنازل المحيطة بالمكان، انتهت بإعطاب السيارة الثانية وتدميرها وما عليها من أسلحة وكميات كبيرة من الذخيرة التي ظلت تتفجر لساعات في المكان، وعودة السيارة الثالثة ومن عليها من حيث أتت، إضافة إلى مقتل 3 ممن كانوا على متن السيارة الثانية التي ظهرت في مقطع الفيديو الذي بثته المنظمة الإعلامية على قناتها باليوتيوب، وهي مدمرة بصورة كاملة بعد اشتعال النيران فيها وتضررها بقوة انفجار الذخائر المختلفة الخاصة بسلاح الرشاش الآلي والقناص والدوشكا والقنابل وغيرها من الذخائر التي كانت على متنها إضافة إلى إصابة أربعة آخرين وأسر أربعة أيضا أفرج عنهم فيما بعد بوساطة قبلية من مشايخ بالمنطقة بموجب اتفاق قبلي ينص على أن يتم تسليم المواقع العسكرية التي كانت السيارات ومن عليها من مسلحين وذخيرة تحاول تعزيزها بالمنطقة، الى رجال القبيلة بصورة سلمية. وأظهر مقطع الفيديو الخاص بآثار انفجار السيارة المدمرة بوادي سر، لقطات وصوراً واضحة ومقربة لآثار الانفجارات العنيفة التي هزت السيارة المدمرة بشكل كامل باستثناء هيكلها الخارجي، إضافة إلى أماكن تطاير آثار اللهب والانفجارات وبقايا الرصاص والذخائر المتفجرة في أرجاء المكان الذي شهد المواجهة.