أفادت مصادر محلية بمدينة رداع في محافظة البيضاء ل "أخبار اليوم" أن الطيران الحربي اليمني تمكن من إنهاء سيطرة مسلحي أنصار الشريعة على المواقع العسكرية التي تطل على المدينة ومعسكر "أحرم" الاستراتيجي بعد أن كان مسلحو أنصار الشريعة يساندهم مسلحون قبليون قد نفذوا هجوماً عنيفاً تمكنوا خلاله من التمركز والسيطرة على تلك المواقع وقتل عدد من الجنود قبل أن يتدخل الطيران الحربي ويقصف المواقع ويجبر المسلحين على الانسحاب من المواقع.. وتمكن المسلحون من الاستيلاء على كثير من الأسلحة التي كانت في المواقع وكذا تمكنوا من أسر عدد من الجنود. وقد سقط خلال العملية "11" قتيلا بينهم أربعة من منفذي الهجوم والبقية هم جنود من قوات اللواء "139". وتأتي هذه المعلومات في الوقت الذي أكد سكان محليون بمنطقة رداع بمحافظة البيضاء للصحيفة، توافد أعداد كبيرة من المسلحين القبليين وعناصر من تنظيم القاعدة في منطقة المناسح . وأوضحت المصادر أن تلك العناصر القبلية المعززة بالآليات والأسلحة بدأت بالتجمع على مشارف رداع وتستعد لشن هجوم ثانٍ على المواقع العسكرية بالمدينة. مشيرة إلى أن المنطقة تشهد حالة من التوتر والترقب, فيما فرضت حالة التأهب القصوى في صفوف مقاتلي اللواء 139 مشاه تحسباً لأي هجوم محتمل خلال الساعات القادمة. وكان المسلحون قد شنوا هجوماً على ثلاثة محاور؛ المحور الأول على نقطة دار النجد شمال شرق المدينة وعلى موقع عسكري يطل على جبل احرم العسكري شمال المدينة وعلى موقع مقر اللواء شمال غرب المدينة بمنطقة القصير. وفي هذا السياق قال مصدر محلي لمراسل الصحيفة إن المسلحين تمكنوا من السيطرة على نقطة دار النجد العسكرية التابعة للواء على مدخل المدينة بعد أن قتلوا ستة جنود واسروا ثلاثة آخرين, بالإضافة إلى نهب مدرعة وطقم عسكري وبعض الأسلحة؛ إلا أن الطيران الحربي تمكن من قصفهم أثناء ما كانوا في طريقهم إلى منطقة قيفة. وأضاف المصدر أن قوات اللواء تمكنت من دحر المهاجمين على مقر اللواء كما أحبطت الهجوم على موقع أحرم العسكري؛ بعد أن حاولت مجاميع من المسلحين تسلق الجبل. وأشار المصدر إلى أن الطيران الحربي رد على هجوم المسلحين, ما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن عشرة جنود وعدد من المسلحين وإصابة آخرين في حصيلة غير رسمية. من جانبه أوضح مصدر أمني أن المسلحين شنوا الهجوم الأول على نقطة "دار النجد" العسكرية الواقعة شمال مدينة رداع ، واندلعت اشتباكات بينهم وبين أفراد النقطة، ما أدى إلى مقتل 6 جنود و2 مواطنين، وإصابة 5 جنود وأسر جندي، في حين قتل من المسلحين ما لا يقل عن 12 عنصراً – حسب المصدر- الذي أوضح أن المسلحين تمكنوا من السيطرة على نقطة "دار النجد" لساعات قبل الانسحاب منها وأسر الجنود الخمسة الجرحى وجندي آخر ونهب عربة عسكرية تابعة للنقطة ، غير أن أهالي قرية "الظواهرة والحطيمة" القريبة من " دار النجد " تصدوا للمسلحين، وأخذوا الجنود الجرحى الخمسة ، وقاموا بإسعافهم، في حين ما يزال أحد الجنود مفقوداً. ونفذ الطيران الحربي اليمني عدة طلعات جوية على المنطقة تزامناً مع هجوم المسلحين ، وذكرت مصادر محلية أن الطيران قصف المصفحة التي استولى عليها المسلحون من نقطة "دار النجد" وقتل في القصف 5 من المسلحين كانوا على متنها و4 جنود أرغموهم على قيادتها لهم ، غير أن المصدر الأمني نفى وجود أي غارة جوية. واستهدف الهجوم الثاني- وهو الأعنف- معسكر "أحرم" والنقطة العسكرية القريبة منه، حيث اندلعت مواجهات عنيفة استمرت عدة ساعات، وشوهدت أعمدة دخان والغبار تتصاعد من المعسكر ومحيطه جراء شدة المواجهات. ولم يتسنى الحصول على معلومات عن الاشتباكات العنيفة التي دارت في محيط معسكر أحرم، وما اذا سقط ضحايا من أفراد الجيش أو من المسلحين. وفي سياق الأحداث التي شهدتها رداع أمس الخميس تمكن جندي من أفراد معسكر قوات الأمن الخاصة بمدينة رداع من إحباط عملية انتحارية استهدفت المجمع الحكومي ومعسكر قوات الأمن الخاصة ومحكمة رداع الساعة 10 من صباح أمس. وقالت مصادر أمنية إن انتحارياً كان يرتدي زي قوات الأمن الخاصة كان في طريقه إلى المجمع الأمني، وحاول تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف كان يرتديه، غير أن احد جنود الحراسة اطلق النار عليه وارداه قتيلاً على الفور، قبل وصوله إلى المجمع. إلى ذلك أفادت مصادر محلية أن شخصين انتحاريين كانا يخططان لعمليات انتحارية بمدينة رداع، ولقيا مصرعهما الساعة الرابعة فجر أمس بمنطقة الزوب قيفة. وأضاف المصدر أن الانتحاريين الأول يدعى "و. م. خ" والثاني تفيد المعلومات أنه من تعز، كانا يحملان حزامين ناسفين في طريقهم باتجاه مدينة رداع على متن دراجة نارية، وعند وصولهم إلى جوار محطة الزوب الساعة 4 من فجر الخميس انفجر الحزامان ما أسفر عن تطاير الانتحاريين إلى أشلاء – وفقاً للمصدر- فيما قالت مصادر أخرى أن غارة جوية نفذتها طائرة بدون طيار هي من استهدفت الشخصين فجر أمس حين كانا على متن دراجة نارية، وهو السبب الذي جعل المسلحين يشنوا تلك الهجمات التي استهدفت ثلاثة مواقع عسكرية والمجمع الحكومي، كردة فعل على مقتل اثنين من عناصر أنصار الشريعة, خاصة وأن أبناء رداعوالبيضاء قد اشترطوا- بعد الضربة التي استهدفت موكب زفاف بالمنطقة وراح ضحيته أكثر من "15" قتيلاً وعدد من الجرحى جميعهم من المدنيين- عدم تحليق الطيران الأميركي في البيضاء، كشرط لقبول تحكيم الرئيس هادي. مصادر عسكرية أفادت أن قائد المنطقة العسكرية السابعة اللواء علي محسن مثنى هو من قاد المعركة بنفسه أثناء الهجوم. وعلى صعيد متصل قال قائد المنطقة العسكرية السابعة اللواء الركن علي محسن مثنى في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن المقاتلين الأبطال كبدوا العناصر الإرهابية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد, حيث قتل وجرح من تلك العناصر عدد كبير ولاذ من تبقى منهم بالفرار أمام التصدي الحازم والقوي للمقاتلين. وأشار إلى أن المقاتلين الأبطال تمكنوا من اكتشاف وإبطال عدد كبير من العبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون على الخط العام في الأسواق الشعبية لمدينة رداع. وأضاف اللواء مثنى أن المقاتلين جسدوا أروع صور البطولة والاستبسال في ردع وإفشال الأعمال والمخططات الإرهابية التي كانت تحاول من خلالها عناصر الإرهاب الإخلال بالأمن والسلم الاجتماعي في المنطقة, موضحاً بأنه وخلال التصدي للإرهابيين استشهد جنديان وجرح ثلاثة آخرين من منتسبي اللواء 139مشاه. ولفت إلى أن المقاتلين استعادوا العربة التي كانت بحوزة الإرهابيين وأن الأوضاع في المنطقة طبيعية وأن المقاتلين يرابطون في كافة المواقع والنقاط العسكرية والأمنية بجاهزية فنية وقتالية ومعنويات عالية وفي استعداد دائم للتصدي لكل من يحاول النيل من الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي في المنطقة. وأهاب بالمواطنين عدم الإيواء أو التستر على أي عناصر إرهابية في القرى والعزل التي فروا إليها, كون القوات المسلحة والأمن ستلاحقهم إلى أوكارهم.